أتعجَّبُ مِمَّن يتركُ المذاكرةَ آخرَ ساعاتٍ قبلَ الامتحانِ؛ بحجَّةِ أنَّ الوقتَ قد مضىٰ، وكان ينبغي له المذاكرةُ من أوَّلِ الفصل، وغير ذلك من كلماتِ جَلدِ الذَّاتِ المشهورة!

يا هذا، لو كان أمامَك قبلَ الاختبارِ دقائقُ، فلا تعجز، حاوِل أن تجمعَ طاقتَك، وتُركِّزَ فيما تقرؤه؛ ربَّما يأتي سؤالٌ ممَّا تقرؤه في هذه الدقائق!

وليس هذا كلامَ اطمئنانٍ لمَن أمامَه من الوقتِ الكثيرُ، فيؤجِّل ويسوِّف؛ كلُّ ساعةٍ ذاكرتَ فيها شيئًا، حتمًا ستجدُ نتيجةً لها.

عدِّد النَّوايا، وابدأ الآن، إن كنت تملكُ أسبوعًا، يومًا، ساعةً، فلا تُضيِّع الوقتَ؛ فتندم!

وتذكَّر قولُهُ -ﷺ-:
"إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أن لا تقومَ حتىٰ يَغرِسَها، فلْيغرِسْها".

فقم، واغرِس فسيلتَك!

**أراكَ أرخيتَ قبضتَك
أَتُراك ضمنتَ القبُول ، أَم رضيتَ الذبُول؟!

قُم يَا خليلَ الصَّبر ..
لَن تنالَ مَا تتمنىٰ بكثيرِ نومٍ وضحِك ، وحدهَا أعمالكَ مِن تُنجيك ، وحدهُ قلبكَ إِن صَفا بَلغ .

وتذكَّر:إنَّ لِلقلب وجهَة متىٰ مَا حُجب عَنها ضلَّ
وجهتُك اللّٰـه ، إياكَ أَن تتوهَ عنهُ فتهُون .

قُم و اسعَ ، تصِل.**

يجعل الله الهموم مُقدّماتٍ لنعمٍ مخبوءة، لذلك فلتؤمن بأنها، مهما ضاقت، فهي في النهاية ستُفرج. وبأن العُسر حتمًا سيتبعه يُسر، وأن البلاء لا يأتي دون لطف، وأن الصبر، مهما طال، سيتبعه جبر. والقادم بإذن الله سيمحو آثار السابق، والله سيعوّضك عما مررت به .

عوّدوا أنفسكم على أن تتلمسوا لُطف الله في كل شيء ، حتى في الأحداث التي تأتي غامضة، وفي كل ضائقة ، عوّدوا أنفسكم على قول :
لعلّه خير ، لعل الله صرفَ عني شرًا أجهله ، لعل بعد ذلك فرجٌ ويُسر وتيسير ، عوّدوا أنفسكم على الرِّضا دائمًا ..
الله يُطمئن قلوبكم ويُرضيكم. ♥️****

**من أعمق ما وصف الإمام مالك ليقظة القلب:

‏" إنّ الله قد ألقى على قلبك نورًا؛ فلا تُطفئه بالمعصية."**

عن ابن عباس رضي الله عنه قال

**" لَعنَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ المُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ"

وفي رواية " لعنَ اللهُ الرجل يلبسُ لبسَ المرأة ، ولعن اللهُ المرأةَ تلبسُ لبسَ الرجل."رواه البخاري.

• من تشبه النساء بالرجال: لبس البنطال واللبس الضيق.

• من تشبه الرجال بالنساء: لبس السلسلة والأنسيال.

أعَاذ‌نَا اللهُ وإياكم منَ الطردِ من رحمةِ اللهِ
لأجل زينة الحياة الدنيا.!**

**ينظر لسجادته، مُصحفه، مسبحته، كُتيب أذكاره، ودفاتره التي كان يدوّن فيها ما كان يَطلب من العلم ..

يود لو يعود لأيام التزامه الأولى !**

قيل لأبي الطفيل: صف لنا رسول الله ﷺ؛

‏فقال: «كان أبيض، مليح الوجه، إذا سُرّ فكأن وجهه مِرآة، وكأن البدر يُرى في وجهه».

أن تكون مسلمًا

أن تكونَ مسلمًا يعني أن تحملَ الجمرَ بينَ جنبيكَ وتمضي به طوالَ حياتِكَ، سَفَرُكَ لا ينتهي، وألمُ الحريقِ يُلازمُكَ، لكنه لا يمنعُكَ من إكمالِ المسيرِ!

أن تكونَ مسلمًا يعني أنكَ في اضطرابٍ دائمٍ؛ لا استكانةَ، لا راحةَ، تسعى بينَ "صَفَا" الدنيا، و"مَرْوَةِ" الآخرةِ، تطوفُ شرقًا وغربًا، هتافُكَ: "المجدُ للمستضعفين!"

أن تكونَ مسلمًا يعني أن تعيشَ هنا بجسدِكَ، بينما قلبُكَ وعقلُكَ هناك... كتفًا بكتفٍ مع أخيكَ وسطَ القذائفِ يترنحُ.

أن تكونَ مسلمًا يعني أن تستيقظَ فزعًا بليلٍ على صوتِ انفجارٍ مدوٍّ، تبحثُ حولكَ عن الخطرِ، لكنكَ تُدركُ أنْ لا شيءَ هنا، وكلَّ شيءٍ هناك... كلَّ شيءٍ سيئٍ يحدثُ لأخيكَ.

وأنتَ... أنتَ أخاهُ.
وجبَ عليكَ أنْ تُعايشَ ما يُقاسيهِ وحدَهُ.

أن تكونَ مسلمًا يعني أن تُضحيَ براحتِكَ، بحياتِكَ، بأحلامِكَ، أنْ تُقسمَ روحَكَ بينَ أراضي الأمةِ، تُنزفُ ألمَها وتُشاركُها الأملَ.
أن تكونَ مسلمًا يعني أنْ تُعطيَ بلا حدودٍ، حتى لو لم يَبْقَ لديكَ شيءٌ.

أن تكونَ مسلمًا يعني أنْ تكونَ حاضرًا هنا، وهناكَ، وفي كلِّ مكانٍ... تسعى، تصبرُ، وتحتملُ الجمرَ إلى آخرِ الطريق،ليس لأنك تبحث عن النهاية ،بل لأنك تؤمن بالغاية!"

_ روان صبري

‏ويظَلُّ دربُ العُمرِ مُخضَرًّا
إذَا شُدَّت يداكَ إلى الصَّفِيِّ المُؤنِسِ!🤎