حين ترى أنّ الله عَصَمَك عن ملاحقة التّافهين، والرّكض خلف يوميّاتهم، والانشغال الدائم بهم، وأشغَلَكَ بما ينفع أُمّـ،ـتك، ويُحيي همّتك، ويغرس فسيلتك! فاحمَد الله ألف مرّة ثمّ اسأله الثّبات الثّبات.

"والذي أوتيَ عِفّة القلبِ لا يتسوّل شعورًا من أيّ عابرٍ، ولا يمدّ يدَ الحاجةِ إلى مَن لا يليق بهِ ليسدّ شيئًا مِن فراغِه، وإنّما المُكرِمُ لنفسِه، الكريمُ أصله، واللبيب مَن يضمّ إليه قلبه حتّى يمنحه لِمَنْ رآه تاجًا، أمّا الذين يجعلون قلوبهم سبيلًا لكلِّ المارّة فهم في ذِلّةٍ وجِراحٍ لا تنتهي، ولا يستوي الكريم ابن الأكارم بالذي يُسيئ إلى قلبه."

‏"إنّها تُطوَى، وتمُرّ، وكأنّها ما كانت، ولا أناخَت ركابها الثقيلة على النفوس؛ كل تلك الأوقات التي ظننت من فرط عِبئها بأنّها دائمة، تمضي وتترك في أعقابها رسالة مضمونها: لا بقاء لشيء، ولا دوام لحال، وإنّ الحياة بكل ما فيها في حركة مُستمرّة، ومُتغيّرة، ومُتجدّدة."

أصلّي
على أنّ لا أكون ندبةً
في صدر أحدهم
يتحسسها بيده
كلما أوشك على الثّقة بشخصٍ ما
ليتراجع.

••
"مَّا ندمْتُ مرَّة على صَّمْتي في المَجَالس، خاصَّة عندمَا تكثُر الزُمرة وتتحاشَدُ الأَصْوات، أَختارُ الإسْتمَاع على التَحَدُّث، والمُشاهَدَة على المُشاركة، أَختارُ أَنْ يُحْكمَ عليَّ بالغُمُوض والتحَفُّظ على أَنْ أَهفو بكلمةٍ ليسَتْ مِّن مقامي، أَختارُ أَنْ تطفحَ نفسي ضجرًا مِّنَ الصَّمْت، على أَنْ أُشاطرَهُمْ حديثًا لا يَعُودُ عليَّ بمَنفعَةٍ.

- والقصة باختصار، أن رسول الله الله قال لعمه العباس يوما: «يا عباس ، ألا تعجب من حب مغیث بريرة ، ومن بغض بريرة مغيثاً «

- بريرة كانت أمة مملوكة لأناس من الأنصار ، وكان لها زوج يقال له مغيث ، فتافت نفس بريرة إلى الحرية ، وكاتبت أسيادها لأجل عتقها، وهي إحدى طرق الإسلام في تحرير العبيد ، حيث يكتب العبد عقدا مع سيده على أن يسدد له مبلغا من المال نظير حريته ، فقبل أسيادها ، وقصدت بريرة عائشة زوج النبي و لتعينها في تأمين هذا المبلغ ، وكانت رضي الله عنها لا ترد سائلا ، فأعانت بريرة لتنال حريتها،

- وعندما تنشقت بريرة هواء الحرية ، كان أول ما فكرت به ٲمر زواجها من مغيث ، فالشرع يعطي الأمة إن هي تحررت خیار ٲن تبقى مع زوجها العبد أو تفارقه ، فقررت بريرة مفارقة مغیث!

- وكان مغيث يحبها حبا جما ، يلحق بها في طرقات المدينة باکياً شاکیاً وجداً يجده في قلبه ، ويرجوها أن ترجع إليه ، ولكنها لم تكن ترأف لحاله ، وعزمت على أن تمضي قدما فيما بدأت به!

- ولما يئس مغیث منها أن تجيب طلبه ، ذهب إلى النبي ﷺ بل يطلب منه أن يشفع له عند بريرة علها تراجعه،  ولأن الرحمة المهداة لم يكن يرضيه أن يكسر قلب ، ذهب إلى بريرة ليشفع لمغيث عندها ،...

- قال لها : یا بريرة ، لو راجعته فإنه زوجك وأبو ولدك؟ فقالت له : يا رسول الله ، أتأمرني؟ فقال : إنما أنا شافع ... فقالت : لا حاجة لي فيه!!!!

- من الناحية الدينية فإن محمد بن عبدالله ﷺ نبي الأمة ومغيث وبريرة ليسا إلا مواطنين من أتباعه، ومن الناحية السياسية فإن رسول الله ﷺ فهو رئيس للدولة وهما ليسا ٳلا مواطنين من بين ٲلوف مواطنيه، ومن ناحية اجتماعية هو ٲعرق العرب قبيلة ونسباً وهما عبدان، ولكن النبي من جهة، ورئيس الدولة من جهة ثانية، والرفيع النسب من جهة ثالثة، لم يجد حرجاً في ٲن يذهب بنفسه ليشفع في قلبٍ ٲدماه الحُب، وليطفئّ ناراً في الصدر ٲشعلها الفراق!

🎊

﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ﴾

القلب هو الذي يرى اﻷشياء على حقيقتها، من اهتدى قلبه صح نظره

اللهم أرح قلباً يبكي سراً كل ليلة ، لأجل أمر قد غص باله و حشر الدنيا في حنجرته من أجل أمر أقلق نومه و ضيق مخارجه و سود سمائه

-
‏ادعُ لِي إن لَم تجدني، علَّني فِي كربٍ لستَ تعلمهُ، واعذُرني إن رأيتَني يومًا شخصًا غَير الذِي كُنت تعـرفـهُ.. فالحُــزن إن تمكَّن مِن قلبٍ يا صاحِبي غيَّر كُل شيءٍ عدا أصل صَاحِبه!
- لا تنسوني من صالحِ دعائكم.. آنسكم الله بقربه."

يارب..
أنا العائد إليك دومًا،
وأنت المعتاد على عودتي، الغنيُّ عنها،
مؤمنٌ بِك، وأحبك،
ولو لم تكن أفعالي بها من الحُبِّ شيئًا، إلا أنني أُحبك،
وعزتك، وربوبيتك أُحبك، أعني عليَّ فإني عدوي،
وأمنن عليَّ بلطفك في كل خطوة، ‏
وأمنن عليَّ بقرّة عينٍ صالحة، ‏
وارزقني نور البصيرة، ‏
ووفقني للخير، ‏الخير الذي ترضاه لي وتحبّه،
‏وارضَ عني رضًا لا أشقى بعده أبدًا يا رب.