قَالَ أبو الوليد الْبَاجِي الْمَالِكِي رحمه الله :

« وَأَفْضَلُ الْعُلُومِ عِلْمُ الشَّرِيعَةِ وَأَفْضَلُ ذَلِكَ لِمَنْ وُفِّقَ أَنْ يَجُودَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ وَيَحْفَظَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَعْرِفُ صَحِيحَهُ مِنْ سَقِيمِهِ ثُمَّ يَقْرَأُ أُصُولَ الْفِقْهِ فَيَتَفَقَّهُ فِي الْكِتَابِ وَالسّنَّةِ ثُمَّ يَقْرَأُ كَلَامَ الْفُقَهَاءِ وَمَا نُقِلَ مِنْ الْمَسَائِلِ عَنْ الْعُلَمَاءِ وَيُدَرِّبُ فِي طُرُقِ النّظَرِ وَتَصْحِيحِ الْأَدِلَّةِ وَالْحُجَجِ فَهَذِهِ الْغَايَةُ الْقُصْوَى وَالدَّرَجَةُ الْعُلْيَا»
----------------
[ النَّصِيحَةُ الْوَلَدِيَّةُ ( ج1/ص17 ) ]

أفضال الشيخ على الطالب كثيرة من حيث تفريغ وقته للطالب، والصبر على بطء تعلمه أو استيعاب المعلومة، وربما سوء خلقه، أو قلة خبرته في التعامل مع المشايخ…

وكذلك للطالب فضل على الشيخ من حيث جعل الشيخ يمارس العلم، ويدارسه طلابَه، ويحصل بذلك على الأجر، ويكثر سوادُه وينال حسنَ الأحدوثة بعد وفاته.

فكلٌّ محتاج إلى الآخر، بل ربما يفوق فضلُ الطالب فضلَ شيخه من خلال نشر علمه، وتهذيبه، وتصحيح شيء منه، والزيادة عليه، والاعتراف بالفضل له فيكون له لسانُ صدق في الآخرين.

أو يفضل الطالبُ الشيخَ بأن يُعلِّمَه الشيخُ مسألةً خاطئة عن غير دراسة فيكون كما قال مكي بن أبي طالب: (فيضل القارئُ بضلال المقرئ فلا فضل لأحدهما على الآخر)، قلت: إلا أن يصحح الطالب خطأ شيخه ويحقق القول في مسألته فيزيد فضلُه من هذه الجهة.

والعلم إنما يحتاج إلى خفض الجناح من الجهتين، مع خلوص النفس من حظوظها، وخلوص تمني ارتفاعها إلا عند الله سبحانه وتعالى.

#منقول من صحفة الشيخ أيمن صفوت سالم.

قال ابن الجوزي:

" ينبغي للعاقل أن يكون جل زمانه للإعادة (أي التكرار) خصوصًا الصبي والشاب، فإنه يستقر المحفوظ عندهما استقرارًا لا يزول".

الهائية للعلامة الشيخ حافظ الحكمي |بصوت أبي العباس طه الجبوري

فرّق بين علمِ الرجل وديانتِه

ربّما يكون عند الرجل علم من العلوم متبحر فيه؛ ويكون ضالّ العقيدة ركيكَ الدين أو يتكلم بالخُرافات..

فلا تحكمنّ بصلاح عقيدة ما يقولُ وبصدق خرافاتِه أنّه عالم في علم من العلوم ينتفعُ الناس به فيه.

قالَ الحافظ ابنُ حجر في (لسان الميزان):
قرأتُ بخطّ الحافظ الذهبي في (تاريخ الإسلام) قَالَ: كَانَ شيخنا القاضي تقي الدين سليمان يحكي عن الشيخ شمس الدين ابن أبي العز أنه كَانَ يحضر مجالس سيف الدين الآمـدي، قَالَ: فأردنا أن نمتحنَه؛ لأنهم رأوهُ يتخلف عن الصلاة، فلم يدروا أيصلي الرجل أم لا؟!
فوضعنا الحبرَ في رجله فمكث أكثر من يومين وهو باق لم يذهب! فعلموا أنه لا يتوضأ ولا يصلي- نسأل الله العافية-.
______

تخيلت؟! كان لا يُصلي! مع ما بلغَ من العلم واجتماع الناس في مجالسه!

• فماذا كَانَ يفعل سيف الدين الآمدي بين الناس؟

كَانَ يجلس ويقرر المسائل العظيمة في علم الكلام وفي
الأصول، وفي الجدل والمناظرة والبحث، حتى أنّ العز بن عبد السلام يقول: ما تعلمت أصول البحث والمناظرة إلا من السيف الآمدي، وكان يحفظ المستصفى وغيره من كتب الأصول وهي من أعقد وأصعب العلوم، وله كتاب اسمه: الإحكام في أصول الأحكام، في الأصول.

فكان متبحراً في العقليات وفي الجدليات، وفي النظريات، وفي علم الكلام، وفي الأصول لكن كَانَ حالهُ في الدين ما ذكرنا..
كَانَ إمام الأشعرية في عصره، وإمام علماء الكلام في عصره، وكان يقول العز بن عبد السلام: لو أنّ زنديقًا جَاءَ ليجادل الْمُسْلِمِينَ لوجب أن ينبري الآمدي لمناظرته، لقوته في الجدل وفي الحجج العقلية..
لكن حاله في نفسه كَانَ كما نقل عنه الذهبي.
______

• وقصة الرجل غير المسلم ليس ببعيدة؛
الذي ذهب إلى بلاد شنقيط وتعلم مختصر خليل في الفقه المالكي وغيرها من العلوم وصلى بالناس عشرين سنة، ثم في يومٍ أمرَهم أنْ يُعيدوا صلاتَهم؛ لأنّ الصلاة تبطل إذا كانَ الإمام كافرًا كما قالَ خليل في مختصرِه.
_______

ولا تجزمنّ بصحةِ كلام أحد في فنٍّ أنه عالم في غيره..

فلم يكن كلام الحسن البصري الذي كان يُشبه كلام الأنبياء مانعًا لأهل العلم أنْ يجعلوا روايتَه للحديث ليست بشيء، وبالتدليس.

ولم تكن مكانة الأعمش عند العلماء مانعةً لأهل العلم أنْ يصرحوا بتدليسه في بعض الأسانيد.

ولم تكن شهرةُ حفص في الكوفة بالقرءان وأنه كان مفضلًا عند عاصم مانعةً لأهل العلم أن يكون ضعيف الحديث عندهم.
_________

والخلاصة: فالعلمُ لا علاقةَ له بالدّيانة، والدّيانة لا علاقةَ لها بالعلم.. وعلمُ الرجل في فنٍّ لا يشفعُ لكلامه في فنٍّ غيره.
وحبّذا لو جمع بينهم.

#منقول من صحفة الشيخ محمد عبد الستار السكندري.

لا تمشِ ذا وجهين من بين الورى
شَرُّ البريَّةِ من له وجهان

لا تحسدنْ أحداً على نَعْمائِهِ
إن الحَسُودَ لِحُكْمِ رَبِّكَ شَانِ

لا تَسْعَ بينَ الصَّاحِبَينِ نَمِيمَةً
فَلِأَجلِهَا يتباغضُ الخِلَّانِ

#نونية_القحطاني.

كان الخاتِمُ إذا خَتَمَ على أبي عبد الرحمن السلمي القرآن أجلسه بين يديه ووضع يده على رأسه، وقال له: يا هذا اتق الله فما أعرف خيرًا منك إن عملت بالذي علمت!.

قال الإمام القرطبي رحمه الله :

فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا، ووجهه منبسطا طلقا، مع البر والفاجر، والسني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه.

لأن الله تعالى قال لموسى وهارون - عليهما السلام : "فقولا له قولا لينا" فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه .

[ الجامع لأحكام القرآن : ١٦/٢ ]

‏مروءة حتى في الخصومة!

‏ سبّ أعرابي أعرابيا فسكت، فقيل له: لمَ سكت عنه؟
‏فقال: ليس لي علم بمساويه، وكرهتُ أن أُبهته بما ليس فيه !

‏« وفيات الأعيان ٦٩/٧ »

[ خالط من هو خير منك ]

قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله :

" فالعجب لمن يترخص في المخالطة وهو يعلم أن الطبع يسرق من المخالطة .
وإنما ينبغي أن تقع المخالطة للأرفع والأعلى في العلم والعمل ليستفاد منه .
فأما مخالطة الدون فإنها تؤذي ، إلا أن يكون عاميا يقصد من يعلمه ، فينبغى أن يخالط بالإحتراز."

صيد الخاطر ٣٠٢ ?