هل نسينا أن لنا عقلًا يُفكر؟ أم أنَّنا استسلمنا لما يُمليه علينا غيرنا، وكأنَّ عقولنا ليست إلا انعكاسًا لأصواتٍ تُحيط بنا؟ كم من فكرةٍ عبرت أذهاننا ثم ضاعت وسط زحام التلقين، وكم من رأيٍ كان لنا، لكنَّه غُيِّب في غياهب الصمت خوفًا من نظرةٍ أو عقاب؟

أتُعاقب على ما يفكر به غيرك؟ كأنَّ أفكارهم باتت قيدًا يُثقل خطاك، وكأنَّك تُحاكم على ما لم يكن لك فيه يدٌ أو رأي. لكن، أيظلُّ هذا الحال؟ ألن نستفيق لنُدرك أن العقلَ الذي وُهِب لنا هو نعمةٌ تُميزنا، وسلاحٌ يُحررنا من قيود الجمود؟

إنَّ الفكرة التي تُولد في عقلك، هي أنت، هي جوهر كيانك وروح وجودك. فلا تسمح أن تُحاصرها يدٌ أو تُخنقها قيود. قف بثبات أمام الرياح العاتية، ودافع عن حقك في أن تُفكر، أن تُبدع، أن تكون ذاتك.

لعلنا يومًا ندرك أنَّ الحرية الحقيقية تبدأ من هنا، من العقل الذي يُفكر بلا خوف، وينطق بلا وجل، ويُبدع بلا قيود.

وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنكَ عَونًا يُسَاندنِي إذَا صَعُبَ المَسِير ..

مَن غَلَب عَلِيهِ حُبُّ شَيْءٍ جَرَىٰ فِي كلامه ..

بَل فِي دُعائه.

"نحنُ يارب، نُحبُّ الضحكات، فأضحكنا
‏ونحب البساطة، فألبِسها لنا
‏ونُحب الخِفّة، فأغِدقنا بِها
‏ونُحبك، فأحِبّنا ونحب رضاك، فارضَ عنّا!"
يا رب.

وهل يستطيع المرء كتمان لوعةٍ
ينم عليها مدمعٌ وزفيرُ؟

-

تمرُّ الأيام ثقيلة على الروح، تمرُّ ومعها القلق، تسيرُ على ندوبنا وأحلامنا المُضيئة، تسلبُ منا رغبتنا في العيش، في البحث عن سبيلٍ للنجاة.. ولا نفهم: من أين ينبُت كل هذا، وإلى أي عدمٍ ينتهي.

"نُشهدك يا رب أنَّا رضينا في ساعةٍ عزَّ علينا فيها الرِضا، فأرْضِنا وارضَ عنَّا وتولَّنا." ❤️

لقد مر الموت من أمامنا كثيراً، ولم نمت !
نراه يتجولُ حولنا ، يسرق الأرواح من بيننا ، فتنطفئ القناديل المُضيئة وتُظلمُ الدنيا.

هذه الأيام لن تُنسى ،فقد نحتت على قلوبنا ندبة لن تُشفى .
هذهِ الأيام التي مرت زادتنا بالعمر مئة سنة واكثر..

لقَد بَلَغ التّعبُ مِنّا مَبلَغهُ ما يؤنسنا أن الدُنيا مهما أظلمت يُضيئها الله بِصبرٍ يلقيه على قلوبنا?

اللهُمَّ إنّا مَقهورون فانتَصر، اللهُمَّ إنّا مَغلوبون فانتَصر، اللهُمَّ بَلغَت القُلُوب الحناجِر فانتَصر، اللهُمَّ ضاقت علينا الأرضُ بما رحُبَت فانتَصر، اللهُمَّ أنتَ ربّنا ونحنُ عبادِك فانتَصر!

حسبُنا الله، أنتَ مولانا فنِعمَ المَولىٰ ونعمَ النَّصير.

حالة من الركود والسكون والتعب والملل واليأس وانعدام أي بصيص أمل متفشية جواتي، مخلياني هامدة وساكنة وفاقدة أي شعور بالحياة..