التاسع من فبراير…

لم أعد أعاتبكِ…
فأنا أعلم جيداً أن لا جدوى من ذلك…
لكني أعاتب نفسي…
أعاتب إصراري الأعمى عليكِ…
على البقاء رغم كل الأوجاع…
رغم كل ما كان يخبرني بأن الطريق إليكِ لا يؤدي إلا للخذلان…

لم تكوني يوماً لي…
كنتي ظلًّا يمر…
ووهماً أقنعت نفسي بحقيقته…
تمسكت بكِ كما يتمسك العابر بذكرى دافئة في ليلة باردة…
ولم أدرك أنني كنت أؤذي نفسي أكثر كلما اقتربت منكِ…

الآن…
لا أسأل أين أنتِ…
ولا أبحث عن إجابات تأخرت كثيراً…

فقط أتساءل…
لماذا كنتُ آخر من يدرك أن بعض القلوب لا يُمكن أن تكون مأوى؟

*لطالما شدتني النصوص والأبيات التي تختصر في كلمات قليلة عوالم من الوصف والمعاني العميقة، وحين قرأت ذلك النص، استرجعت كلمات كتبتها ذات يوم:

⚜️ أحيانًا ترغب لو تكشف للعالم عن جراحك، تصف لهم عمق الألم وامتداده، فتجلس كالعائد من المعارك، متهدم الأركان، تلتقط أنفاسك لتسرد حكايا الخيبات وطعنات الخذلان، علّك تجد من يشاركك حِملك، يخفف عنك، أو يضمد شيئًا من ألمك.

⚜️ لكن ما يمنعك أنك تخشى أن ينبش الحديث جرحًا هشًا، فيغدو النزف أشد من أن يحتمل، فتختار الصمت.

"وتبقى أنت وحدك من تضمد جراحك،
والناس من حولك كالسكاكين، يا مسكين ??‍♂️".

‏ثمّة أمر ستفهمه مع الأيام، هُناك بعض الآلام التي لن تستطيع أن تحكيها لأحد مهما كان قريب منك، كأن الحياة تُخصص ألم خاص لا يخرج من داخلك إلاّ لنفسك

و انَا الرميمُ الذي يَحتاجُ عيناكِ ليُشفىٰ
يا جميلةَ العينين سؤالٌ يريد الروىٰ
هل لِجمالِ عينيك للقادرِ دعاءٌ مجتبىٰ
ام حُسنهما كافٍ ليشفيني مِن الوَنىٰ
لكنني بِسببها اهوي الفَ مرةٍ في الهوىٰ
مرةً في اليُمنى و اخرىٰ تُرحب في اليُسرىٰ
لا تُناديني باسمي انا متيمٌ فيكِ اسمّىٰ
لاعيشَ رَفِهًا اُضيءُ بِحبي لكِ كُلَ دجىٰ

الأزمات بمُختلف أنواعها بتعدّي، المشاكل بتخلص وتتحل، والاحتياج بيبقى فترة و تنتهي، والحزن بياخد وقته ويروح ومفيش حاجة بتبقى غير ردود فعل اللى حواليك .. مين اللى لما احتجت له وقف جنبك .. ومين لما زعلت اِهتمّ بزعلك وحاول كتير إنه يفرحك بكل الطُرق المُمكنة والغير مُمكنه .. ومين لما وقعت فى مُشكلة دور معاك على حلّها لحد ما لقيت الحل، كل الابتلاءات مهما كانت صعبة بتعدّي وأغلبها بيكون عشان تعرف حبيبك الحقيقي من اللى عامل بيحبك؛ ربنا بيبتليك محبَّة فيك عشان ينوّر بصيرتك وتشوف اللى حواليك صح.

‏تكبر فينا رغبة الصمت
‏لأن الكلمات لا تكفي ولأن الشرح
‏لا يكفي
‏ولأن الأشياء ستبقى على حالها ولا شيء سيتغير

جَميع طُرقي الطويلة لا يُهونها
سوى أنَّك معي بها
كُل الأيام القاسية لا تَذوب
قساوتها إلّا بكلماتك حتى
أنا لا أكون ذاتي التي أحبها
إلا بجوارك أنت ..

راح أعيشك حُب مابيني وبيني
والطريق اللي مشيته ما استرحته
بس لو جاء يوم وايدينك بإيديني
ما بيبقى سر فيني مافضحته?