فالمرشد هو: الذي يكون قد خرجَ من باطنِه حبُّ المال والجاه وتأسس بنيان تربيته على مرشد كذلك وهلم حتى تنتهي السلسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وذاق بعض الرياضات كقلة الأكل والكلام والنوم وكثرة الصلاة والصدقة والصوم واقتبس نورا من أنوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واشتهر بالسيرة الحسنة والأخلاق المحمودة، من صبرٍ وشكرٍ وتوكلٍ ويقينٍ وطمأنينةٍ وسخاءٍ وقناعة وأمانة وحلم وتواضع ومعرفةٍ وصدقٍ ووقار وحياء وسكونٍ وتأنٍ وأمثالها، وتطهَّر من الأخلاق الذميمة كالكبر والبخل والحسد والحقد والحرص والأمل الطويل والطيش ونحوها، وسَلِمَ من تعصب المتعصبين واستغنى عن علم المتكلفين بالعلم المتلقي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فالاقتداء بمثل هذا المرشد هو عين الصواب، والظفر بمثله نادر.

[أبو حامد الغزّالي|| أيها الولد].

سئل الشافعي -رضي الله عنه- عن مسألةٍ فسكت، فقيل له: ألا تجيب رحمك الله؟!
فقال له: حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي؟

[أبو حامد الغزّالي|| الإحياء].

أيها الولد؛ النصيحة سهلةٌ، والمُشكل قبولها؛ لأنها في مذاق مُتَّبعي الهوى مُرَّة.

[أبو حامد الغزَّالي|| أيها الولد].

قال أحدهم: لو كان هناك رسول بعد النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلم- لقلنا بأنه أبو حامد الغزّالي.

بيّنَ العالِم الأسباني آزين بلاصيو مدى تأثر الفيلسوف الفرنسي ديكارت بمنهاج الغزالي.
والغريب من شباب الإسلام اليوم ومن جيل آبائه أنهم يعجبون بديكارت ويهملون شأن من علّم ديكارت الكثير من أساليب التفكير.

[المعقول في فكر الغزالي].

وإذا ما استعرضنا قائمة النوابغ الذين في أفكارهم ما يتلاءم وعصرنا وما نحن في حاجة إليه من معان سامية ومثل نبيلة تدفع إلى التفكير والعمل، فإننا نجد الغزالي يحتل مكانة بارزة بين هؤلاء القادة.

والذي أهله لهذه الزعامة هو نجاحه في النفاذ إلى أعماق الروح الإسلامية وقدرته على التعرف على حقيقة أوضاع الناس، في شتى ميادين نشاطهم ورفضه مسالمة الراكدين من أبناء الأمة، المفرطين في حقوقها، وكان هدفه من ذلك العمل هو مراعاة واقع المسلمين وتبصيرهم بما يدفعهم إلى النهوض والتطور.
بفضل تجربته ومنهاجه وتوسيعه لأفاق العقول.

فقد استخلص لنفسه منهجا في التفكير استمده من دراسته لأساليب الفقهاء، ومن آراء الفلاسفة، ومن أقوال المتكلمين، ومن طرق الصوفية. وعماد هذا المنهاج قوّة الحجة، وسداد البرهان، والقدرة الفائقة على الجدل، والدقة في تمحيص الأقوال.

[المعقول في فكر الغزالي].

قال سهل بن عبد الله: اجتنب صحبة ثلاثة من أصناف الناس: الجبابرة الغافلين، والقرّاء المداهنين، والمتصوفة الجاهلين.

[أبو حامد الغزّالي|| الإحياء].

وأما حسن الخُلق فقد جمعه علقمة العطاردي في وصيته لابنه حين حضرته الوفاة قال: يا بني إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا خدمته = صانك، وإن صحبته = زانك، وإن قعدت بك مؤنة = مانك؛ اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن رأى سيئة سدّها، اصحب من إذا سألته = أعطاك، وإن سكتَّ = ابتداك، وإن نزلت بك نازلة = واساك، اصحب من إذا قلتَ = صدّق قولك، وإن حاولتما أمرا = أمرك، وإن تنازعتما = آثرك.

فكأنه جمع بهذا جميع حقوق الصحبة وشرط أن يكون قائما بجميعها.

قال ابن أكثم: قال المأمون: فأين هذا ؟
فقيل له: أتدري لم أوصاه بذلك ؟
قال: لا
قال: لأنه أراد أن لا يصحب أحدًا.

[أبو حامد الغزّالي|| الإحياء].

**"إن التائب عند الله بمكان ليس أحد من الناس بمكانه".

إحياء علوم الدين**

وكان -صلى الله عليه وسلم- يُرى رضاه وغضبه في وجهه لصفاء بشرته!

أبو حامد الغزّالي.