فراقك هذا يا أخي قد هدَّ ركني، وأهدلَ كواتفي، فإنسانُ عيني على مثلك اليوم واكفٌ، والصبرُ على مثلك غالي، وما كففتُ الدمع عن مللٍ، ولكن كنت.. كمن يضطجعُ على جمراته ساعةً، ثم يبيتُ الليلَ منتحبًا! .. - هذهِ الشموع وهذه ذكرياتهمُ، فدوما -يا صاحبيَّ- تذكيري بها،…

«الصَلَاةُ عَلَى النَبِيِّ (صلّى الله عليه وآله) أمحَقُ لِلخَطَايَا مِنَ المَاءِ لِلنَارِ وَالسَلَامُ عَلَى النَبِيِّ (صلّى الله عليه وآله) أفضَلُ مِن عِتقِ رِقَابٍ وَحُبُّ رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) أفضَلُ مِن مُهَجِ الأنفُس».

- الإمام أمِيرِ المُؤمِنِينَ (عليه السلام).
ثواب الاعمال.

{قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ}

بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه، عن عليٍّ (عليهم السلام) قال: ما شبع النبي صلى الله عليه وآله من خبز برٍّ ثلاثة أيامٍ حتى مضى لسبيله*[عيون أخبار الرضا].

*أي ثلاثة أيامٍ تباعاً

"خطْبٌ وهَى الإسلامُ عندَ وُقوعِه لبِسَتْ عليهِ حِدادَها أمُّ القُرى" عن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال: تدرون ماتَ النَّبي صلى الله عليه وآله أو قتل؟، إن الله يقول:{ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ} فسمَّ قبلَ الموت، إنَّهما…

"خطْبٌ وهَى الإسلامُ عندَ وُقوعِه
لبِسَتْ عليهِ حِدادَها أمُّ القُرى"

عن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال: تدرون ماتَ النَّبي صلى الله عليه وآله أو قتل؟، إن الله يقول:{ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ} فسمَّ قبلَ الموت، إنَّهما سمتاه! فقلنا: إنّهما وأبويهما شرُ من خلق الله.[تفسير العياشي]

ورُويَ عن عائشة أنها قالت: لَدَدْناهُ في مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إلَيْنا: أنْ لا تَلُدُّونِي فَقُلْنا كَراهيةُ المَرِيضِ لِلدَّواءِ، فَلَمَّا أفاقَ قالَ: ألَمْ أنْهَكُمْ أنْ تَلُدُّونِي، قُلْنا كَراهيةَ المَرِيضِ لِلدَّواءِ، فقالَ: لا يَبْقَى أحَدٌ في البَيْتِ إلَّا لُدَّ وأنا أنْظُرُ إلَّا العبَّاسَ فإنَّه لَمْ يَشْهَدْكُمْ. [صحيح البخاري]

فها هي عائشة تُصرّح بأنّها لَدَّت رسول اللّٰه (صلى الله عليه وآله) شيئًا خاطئًا مع رفض النّبي(صلى الله عليه وآله) لذلك ونهيه، بل ومعاقبته من قامَ بلَدِّه بالقصاص، على غير عادته المعهودة من العفو والصفح، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

**[ الشّبه بين ستنا عائشة أمّ المؤمنين وجعدة بنت الأشعث ]

فهذه جعدة حين رافتْ للحسنِ - عليه أزكى السّلام - كأساً بشيءٍ من السُّمِ النجيع، ومرَّقتْ به قلبه و كبده الشريف، حتى قضى يلفظُ طائفة منه.
تلك عائشةتبغلّتْ- فكانت أوّل إمرأة ركبت في الإسلام سرجاً -ومنعت أن يُدفن جوارَ جدّه صلى الله عليه وآله.
وقولها: لا تدخلوا بيتي من لا أحب!يُظهر مدى بغضها لعليٍّ وأولاد عليّ عليهم السلام. بل لم تكتفِ بذا وذي، فلم يشفِ أضغانها أنّهُ ماتَ يلفظُ كبدَه الشريف،حتى أدارت بطرفٍ -لطالما جَلبَ الويلات على الإسلام والمسلمين- نحوَ جِهة النعشفأمطروهبالسّهام! ، والسّمُ والنّبلُ لَدَّا فينَهشِ أرجائه! المباركة.**

ولا يفوتني هٰهنا أن أنقل لكم ما نقله العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار عن كتاب الخرائج : الرواية عن الصادق -عليه السلام- لكنها طويلة، ومحلّ الشاهد أنّابن عباس قال لعائشة:
يوماً تجمّلتْ [أي ركبتْ الجمل في معركة الجمل] ويوماً تبغّلتْ، وإن عشت تَفيّلتْ! [أي رَكبتْ الفيل].

فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال :

يـا بنـت أبـي بـكـر * لا كـان ولا كـنـتِ
لـكِ التـسعُ من الثـمنِ وبـالـكلِّ تـملّـكـتِ
تـجـمّلـتِ تـبـغّـلتِ * وإن عُـشـتِ تفـيّلـتِ

من ذكرى استشهاده - عليه السلام - لسبعٍ خلت من صفر.

|[سينتضب للحربِ من كانَ سلاحهُ البُكاء]| سيتأهّب بشفتين ذُبل، تُبكي الصّخور الصّياخيد، وتنجابُ لها الرّاسياتُ الصَّبابةَ بعد الصّلابة، كأنّهما شَفرتا سيفٍ مُحتلبِ الطِّلى، تُزعزع أركان الظلم والعدوان. كان يُدرك إنّ بني أميّة إنّما تُريد وِترَ هذا البيت،…