•وأما الإِكراه على الأقوال، فاتَّفق العلماء على صحته، وأنَّ من أُكره على قولٍ محرَّم إكراهًا معتبرًا أن له أن يفتديَ نفسه به، ولا إثمَ عليه، وقد دلَّ عليه قولُ الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمار: "إن عادوا فَعُدْ"، وكان المشركون قد عذَّبوه حتى يوافقهُم على ما يُريدونه من الكفر، ففعل.

جامع العلوم لابن رجب

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

•أمرَ "باهان" أمير النصارى(يوم اليرموك) قائدَ ميسرة جيش الروم وكان نصرانياً صاحب عبادة، أمَره أن يحملَ على ميمنة جيش خالد بن الوليد رضي الله عنه.
•وكان في الميمنة "الأَزْد" و"مذحج" و"حضرموت" و"خولان"، فثبتوا حتى صدقوا في قتالهم أعداء الله، ثم ركبهم من الروم أمثال الجبال، فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب، وانكشفت طائفة من الناس إلى العسكر، وثبت صدر من المسلمين عظيم يقاتلون تحت راياتهم، وانكشفت "زبيد"، ثم تنادوا فتراجعوا وحملوا حتى نهنهوا من أمامهم من الروم، وأشغلوهم عن اتّباع من انكشف من الناس.

•إنّ الطواغيت الفجار يقاتلوننا بأتباعهم، ولولا شيوخ الطواغيت وسدنتهم ما كان للطواغيت أتباعٌ.
•أساس المعادلة يكمن في شيوخ الطواغيت، فهم المدبر الأول والأخير لكلّ حرب يشنها الطاغوت على المسلمين، ولو تمعنّا في عدد الكتائب والجيوش التي حرّكتها فتاوى بهائم الفقه لكانت كافية في معرفة قبح فعل هؤلاء الأنجاس.
•ويكفيهم عاراً أنّهم لم يخبروا الشعوب المنتسبة للإسلام بحرمة التخندق مع أمريكا وإيران ضد "الخوارج" كما يزعمون، لكنهم أبوا إلّا إضلال النّاس وسَوقهم إلى جهنم أفواجاً.

لماذا السلف؟
يجيبنا ابن عبدالهادي الحنبلي رحمه الله وهو أحد "المتأخرين"، قال:

•لأن ظاهر حال التابعين العدالة والصدق، ولهذا شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم من خير القرون حيث يقول: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فأثنى على قرن التابعين وتابعيهم بالخير، وأخبر أن الكذب يفشو بعد ذلك، فدل على أن الذي أثنى به على القرون الفاضلة هو الصدق والعلم؛ فمن سَوَّى بين القرن الفاضل الذي شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخير والصدق وبين القرن الذي أخبر بفشو الكذب فيهم فقد سوى بين مختلفين. اه

•مجموع رسائله

اللهم أفرغ علينا صبراً ولا تجعلنا من القوم الباغين

جاء في عدد سابق:

•إن أهل التوحيد السليم، وأتباع المنهج النبوي القويم، لا يقيمون بنيانهم على الأشخاص أبدا مهما ذاع صيتهم وبلغ مجدهم، بل يقيمونه على ركن شديد من الكتاب والسنة، ولذلك لا يشعرون بالحاجة الدائمة إلى تعضيد الجماعة بـ «الرموز»، ثم الاستمرار بصناعة «الرموز» في كل جيل للحفاظ على جماعاتهم، كما تفعل الأحزاب والتنظيمات المنحرفة الضالة.

النبـــ' ـأ/٤٤

•من النتائج والآثار التي تشدني للتعلق بهذه الدعوة الطيبة هو ما أراه بأم عيني من تقدم واضح على صعيد المعرفة بالمنهج، فعلى سبيل المثال: قبل عدة سنوات كان هناك تقصير كبير جداً في مسألة ذبائح مجهولي الحال في دار الحرب -دار الكفر- التي يغلب فيها المشركون، وكانت مسألة لا تكاد تذكر، ثم قام أحد إخواننا بجمع بعض الأدلة وأقوال أهل العلم في المسألة ثم نشرها، ولا أنكر اللغط الكبير الذي حصل بداية،ثم شيئاً فشيئاً لم يعد لأهل الخِلاف حجة يتكلمون بها، ودُحروا بعون الله، وماهي إلا سنوات قليلة جداً حتى صارت هذه المسألة من أولويات الإخوة، فأينما ارتحل المسلم اليوم تراه يبحث عن قصّاب موّحد تؤكل ذبيحته، وأصبحت هذه المسألة من بديهيات العائلة المسلمة عند أغلب من نعرف من الإخوة، حتى الذين نختلف معهم في بعض المسائل الأخرى.
هذا مثال ضربته في الذبائح المجهولة، وعندنا غيرها الكثير مما لايحصى في مقام واحد من المسائل التي لا ينبغي جهلها كانت مغمورة بسبب تقصير الدعاة، أو تخصيص بعض الشيوخ هدفهم على شيء واحد لا يخرجون عنه لغيره.

أمّا على صعيد دعوة جهلة التوحيد من عوام الناس فالدعوة فيهم على قدم وساق، وبشريات مكنونة لا يعلمها إلا الله عز وجل، وقد خاب من قال أن هذه الأمة برمتها لا ينفع معها إلا السيف، بل هناك من إذا قيل له قال الله قال: سمعت وأطعت، زدني.

الحُسيني

•قال ابن خويز منداد:
أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويُهجر ويُؤدب على بدعته، فإن تمادى عليه استتيب منها.

•الجامع لأبي عمر ابن عبدالبر

[اللهم نعوذ بك من الحيرة والضّلال]

•قال الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن:
ومن تغذى بكلام المتأخرين من غير إشراف على كتب أهل السنة المشتهرين، ككتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، وكتاب السنة للخلال، وكتاب السنة للالكائي، والدارمي، وغيرهم، بقي في حيرة وضلال.

•الدرر