‏كان لزامًا عليّ الصمت، لأن لا أحد يفهم ما أخوضه او ما أُعانيه، ولأنني غالبًا لا أجد الـ .. قراءة المزيد

أعتذر..
لأنني ما عدّتُ
أكتب لكم كثيرًا،
إنها أيام أصغي فيها
أكثر مِما أقول،
وأشرُد فيها أكثر مِما أرى،
الكلمات أفلتت مني
في لحظةٍ فقدتُ فيها
السيطرة والتماسك
والنبرة المناسبة،
وما عادت بيديّ حيلة
أو حتى مصافحةٌ دافئة!
وبالنسبةِ لشخصٍ لا يجيد
التحدث والتعبير إلا كتابةً
فإن امتناعي هو صراخي
الذي أُجيد، ولا تصدر مني
أكثر من تنهيدة، إلى أن أعثُر
على كلمة أو أتعثَر بأخرى!

لذلك..
أنا أعتذر.

وتعود
كما كُنت
وحيدًا
كأنك
ما مررت
يومًا بأحد
كأنك ما كنت
جمعًا في وحدتهم.

"تُنسى كأنكَ لم تكُن".

هذه المرة كُلي يبكي إلا عينايّ.

كُنت
أبرر
فقدان
شغفي
بأنها
إستراحة
مُحارِبٍ
ولكن..
يبدو
أنني
رميت
سيْفِي
و غادرت
المعركة.

في الأيام الحاضره
أجد نفسي يابساً
كَـ الشجرِ الطالع من الكُتب
والريحُ مسألةٌ عابره.

-محمود درويش.

عُمتَ صباحًا أبي!

هذا العيد الثاني الذي أستقبلهُ بدونك،
وسأتجاوزه بدونك، سأتجاهله بالنوم،
سأهرب منه، ولن أنظر لعينيه حتى!
كيف هو الطقس عندك؟! ألا تزال الكحة
تداهمك؟! كيف هو العالم هناك؟!
أحقيقي أن كل ما نعيشه هنا مجرّد وهم؟!
فلا زلت أنتظر زيارتك في المنام، وهذا هو
ما جعلني أنام كثيرًا هذه الفترة، لقد أنتظرتك
في مقهى النوم كثيرًا ولا زلت أنتظر، لقد
كانت علاقتي بك مضطربةً جدًا، وقد صاغ
هذا الإضطراب نظرتي للوجود، إذ نظرتي
أيضًا مضطربة لكنني لطالما أحببتك، ولطالما
كنت أنت قضيتي الأولى، وهذا ما يجعلني الآن
أشعر بالهزيمة، فموتك كان هزيمتي، فأنا الآن
جندي بلا قضية، وقد فقد كل دوافعهِ للبقاء.

أبي..
مُنذ موتك المقدس، ما زلت أعيش أعراض
ما بعد الصدمة، مشتت الذهن خائر القوى
غريب التصرفات، لا أبكي بالدموع بل أتكسر
على هيئة سلوكيات غريبة وعدوانية،
وذلك هو بُكائي الطويل، أريد أن أدفن نفسي،
أن أختفي، أن أنقر شيئًا ما وأنطفئ للأبد فإني
لست بخير، إني أمثّل الصلابة النفسية بينما
أتهشم من الداخل بعدما فقدت كل غايات
وجودي، أنا أعيش الآن بلا مبرر، إذ كنت أنت
المُبرر الوحيد لصمودي وقتالي في هذا العالم،
لهذا مُنذ موتك يا أبي، عرفت أنني لن أحتفل
بأي عيد قادم، فكل فرحة زائفة أتنفسها
في العيد تشعرني أنني أخون روحك الطاهر.

اسألك يا اللَّه بأن تجعل حياتي مليئة بالخير والبركة، وافتح لي أبواب الرحمة والرزق، وتحقق لي أماني وآمالي، وتهديني إلى سبل الهداية والصلاح، وتبارك لي في العمر والصحة والرزق، وتحفظني من كل سوء ومكروه، وتجعلني من الصالحين والمتقين، وترزقني بالسعادة والراحة في الدنيا والآخرة اللهم ارزقني العلم النافع، والعمل الصالح، والقوة في الدين والدنيا، واجعلني من الذاكرين الله كثيرًا، والشاكرين لنعمك، والمتوكلين عليك، واحفظ لي أهلي وأحبتي وأصدقائي، واجعل حياتي معهم مليئة بالمحبة والتآخي والسعادة اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وبك آمنت، فأنت خير الحافظين، وأنت أرحم الراحمين.
اللهم أسألك أن ترزقني قلبًا خاشعًا، ولسانًا ذاكرًا، ونفسًا مطمئنة، وبدنًا سليمًا، وعقلًا صافيًا، ورزقًا واسعًا وعملًا مقبولًا، وذكرًا حسنًا، ودعاءً مستجابًا، ومغفرةً منك، ورحمةً من عندك، وأن تدخلني الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب إنك على كل شيء قدير اللَّهم استجب ليَّ ولكل من قال آمين.

"بدلتُ جلدي تعاليّ"

لم أعد عصبيًا،
لم أعد مُنفصم الشخصية،
صرت سهلًا جدًا مثل
إعراب الجملة الاسمية،
لم أعد أنسى المسؤولية،
لن انسى صباح الخير وقبلة،
تُصبحين على خير وحضني! 
صرت صادقًا دومًا أقول الحقيقة،
لا أنقضُ عهدي، ولا أؤجلُ وعدي،
ولا أبيع القضية..! 

بدلتُ جلدي، تعاليّ..!
خُذي الأسماء كلها، والقرارات كلها،
خُذي الحدائق والبساتين والصباح،
خُذي المدن والمطر والموسيقى،
خُدي النسيم، خُذي الندى،
خُذي قلبي ضحية، لن أبكيكِ
ولن أكرهكِ كذبًا، ولن أرى في
عينيكِ ضعفًا ولا كسرةً ولا بحرًا
تضيع فيهِ الحيرة والعُقد العصبية! 

خُذيني.. 
كما يُؤخذ طفلًا حديث الولادة..
اغضبي سأقول عفوكِ،
اضحكي سأقول ما أجملكِ،
اصرخي سأقول عاش جنونكِ،
امرضي سأمكث قربكِ، لكن تعالي..

بدلتُ جلدي وحفظت تاريخ ميلادكِ!