قال النبي ﷺ في صفة ضعف المسلمين وحديث الغُثاء: (وليَقذِفَنَّ اللَّهُ في قلُوبِكم الوَهنَ)
فقال قائلٌ: يا رسُول الله، وما الوهنُ؟
قال: (حُب الدنيا، وكرَاهِية الموتِ).

بسم الله
أمة واحدة، ودين واحد، ورب واحد؛ أفلا تكون أرضنا واحدة؟!!
لأجل هذا استماتوا لقتل الخلافة وقسموا أرضها؛ لئلا يستنفر خليفة الضحاك القتال ذي السيوف والرماح أشاوس المسلمين؛ لصرخة طفل في أقصى بلاد الإسلام.
وللأسف فكثير من الشيوخ ساعدوا ويساعدون في منع إحياء الخلافة.
نعم أعرف أن إقامتها ليس مقصودا لذاته، بل لزيادة العبودية لله تعالى، غير أن السنن الإلهية جرت أنه لن يدخل الناس في الدين إلا بالسلاسل، ولم لا؟ ألسنا على الحق المطلق؟ وكل كافر في ضلال مطلق؟ وقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد لعبادة الواحد الأحد.

بسم الله
(كتب عليكم القتال وهو كره لكم)
لا جهاد إلا بشهداء ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، لابد من ققد الأحبة وانفطار القلوب.
أمجاد المسلمين في الفتوحات لم تكن هوليودية بلا خسائر، بل سالت الدماء وتيتم الأطفال.
=====
ما انتصر المسلمون على الكافرين بعددهم وسلاحهم، بل الغالب أن كثرة عددنا وسلاحنا سبب لضعفنا وفشلنا للاطمئنان إليهما وترك التعويل على الملك المدبر تعالى مجده؛ فالخوف من أمريكا وروسيا وإسرائيل شرك خفي، وهو السبب في إذلال الأمة.
=====
شعوبنا مقهورة بجيوشنا وشرطتنا، وجيوشنا مقهورة بحكامنا، وحكامنا عملاء أو لا هم لهم إلا إبقاء سلطانهم.
ولو كان الذي يمنعنا من دخول فلسطين للحهاد عدو كافر.. لذهبنا وجاهدناه، لكن للأسف يمنعنا المسلمون المقهورون بأوامر القادة؛ فإن قتلوك.. فلست شهيدا، ولا يطاوعك قلبك أن تقاتله فضلا عن قتله.
الخلاصة: الشيخ الذي يخوف الناس من دمار الحروب إنما هو خوار جبان امتلأ قلبه بالحرص على الدنيا؛ فلا جهاد إلا بخسران دنيوي.
والشيخ الذي يبرر للحكام والجيوش ويدعو الناس لحبهم واحترامهم: ما هو إلا حذاء في فمه حذاء، وإن طالت سبحته ولحيته وأبكى السامعين بمواعظه وقبل أهل الأرض كلهم يده واعتقدوه وليا.

كلمة الشيخ في مؤتمر عن السياسة الشرعية

بسم الله
الشيخ الحق هو الذي يعلِّق طلابه بالله تعالى مجده، وبرسولِه صلى الله عليه وسلم، وبشرعه وأحكام دينه صغيرها وجليلها.
أما من يعلق طلابه بنفسه.. فشيطان معمم.
وما أكثر الذين يدلون على أنفسهم، ويغضبون إذا مس أحد جنابه المتعالي، ولا تهتز له شعرة عند العبث بدين الله، فلا جرم أكثر المنتظمين في سلك العلم معظمون للأشخاص أكثر من تعظيمهم الشريعة.

كتب فاسقٌ أرعن: لماذا بدعة الأشعرية مكفِّرة وبدع الخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة (الذين لم يتلبسوا بتجهم) ليست مكفِّرة؟
وحاصل جوابه: أن كل هذه الفرق تمسكت بظواهر من الكتاب والسنة؛ فكانت معذورةً، بخلاف الأشاعرة؛ فإنهم ردوا الظواهر المنبئة بتحيز الله وانحصاره في جهةٍ في زعمه.
ثم كفَّر الأشاعرة بالنوع جملةً، وبالعين لمن قامت عليه الحجة.
=====
أقول: أخرج الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها: أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تلا قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات؛ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه.. فأولئك الذين عنى الله؛ فاحذروهم".
فعلامة هؤلاء أنهم يجعلون المتشابه أصلًا، والمحكَم لغوًا، ثم يمتحنون الناس بالمتشابه، ويشيعونه بين الناس عوامهم وعالمهم، ثم إذا قيل لهم: (ليس كمثله شيءٌ) (ولم يكن له كفوًأ أحدٌ) (هل تعلم له سميا) أعرضوا عن ذلك ولووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون، وقالوا: بل له شبيهٌ، وله مماثلٌ من وجهٍ دون وجه.

أخرج البخاري بسنده عن عبد الله بن عمرو أنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قومًا يتدارؤون؛ فقال: "هلك من كان قبلكم بهذا؛ ضربوا كتاب الله بعضه ببعضٍ، وإنما نزل كتاب الله يصدِق بعضه بعضًا؛ فلا تضربوا بعضه بعضًا، ما علمتم منه.. فقولوا، وما لا.. فكلوه إلى عالمه".
أما الزائغة قلوبهم؛ فضربوا محكم التنزيه بمتشابه التشبيه، واستدلوا بإجماع اليهود والنصارى، وتركوا ما عليه السلف الصالح من الانكفاف عن الخوض والتفسير؛ فقالوا بوهمهم في ذات الله تعالى وصفاته، ثم أدركوا مخالفة عقيدتهم لصريح المعقول.. فذموا العقل، الذي شرَّف الله وكرَّم في كتابه حيث امتدح أنبياءه به؛ فقال: (أولي الأيدي والأبصار)، وأمر به الخلق كافةً؛ كأمره بالإيمان؛ فحثََ بعلى التفكر والنظر والتعقل، وذمَّ من كان خِلوًا عنه؛ فقال: (أفلا تعقلون) وهو أحد الأدلة التي أمر الله أنبياءه أن يتخذوها، فذمهم للعقل.. ذمٌّ لأوامر الله تعالى، وذمٌ لما مدحه الله وأعلى رتبته، وذم لبعض عدة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

ثم لبَّسوا على الدهماء بأن العقل الذي اعتدَّ به العالمون هو آلة الإدراك؛ فقالوا: أيُّ عقل نقدم على الوحيين؟ عقل فلانٍ أو عقل علان؟ وجهلوا أو تجاهلوا أن مرادنا بالعقل: القواعد العقلية القطعية الدائرة بين النفي والإثبات، التي لا يشك في صحتها غبيٌّ غفلٌ عن العلوم؛ فمن ذا الذي يشك في أن الكل محتاجٌ لأجزائه حتى يوجد؟ ومن ذا الذي يتردد في أن الترجح بلا مرجحٍ باطلٌ، بخلاف الترجيح بلا مرجحٍ؟

ثم لا يخلو هذا الأرعن من معارضٍ له يقول: أنك عطلتَ آيات المعية التي تزيد على ثلاثين آية، وما المانع من معيةٍ حقيقية بالذات لا كالمعيات؟! ألستم جوَّزتم إزارًا ورداءٍ لا كالأُزر والأردية، وجوَّزتم مللًا يليق به، وتأذيًا يليق به، هرولةً تليق به، وحدَّا يليق به، ومقدارًا يليق به؟!
ألستم عطلتم كل آيات التنزيه، وقلتم بالتشبيه صراحةً بين صورة آدم وصورة الحق تبارك وتعالى؟!

وأخيرًا؛ فإنه لا يغيب عن خاطر العالم أن التأويل لو كان تعطيلًا.. لكان الصحابة الذين صلوا العصر في طريقهم لبني قريظة معطلين، وحاشاهم، وحاشا سيد الخلق أن يقرهم على ذلك.