"إنّا إِلَى اللهِ مَا الدُّنْيَا لنَا سَكَنٌ!"

نحنُ في ألطاف الله وعطاياه ريشةٌ يُمايلها النعيم!

إذا أراد الله أمراً هيأ أسبابه.
كُنت قبل مدة أرقب أمراً وكان ملازمًا لي في دعائي لا أنفك عنه، فإذا بي أبشر بقربه حتى ظننت أني قد ظفرت به.
فما مرت أيام قلائل إلا وهو يبعد عنّي، وآلمني بعده جدًّا، لكني ملأت قلبي يقيناً بأن ربي لن يخيّبني، وصبّرتُ نفسي إذ حيل بينها وبين ما تريد، وأشغلتها في الدعاء وكثرة الرجاء بأن أنال مرادي وبغيتي.
فإذا بي بعد طول النوى وشبه فقدان الأمل أبشر بمطلوبي، رغم تأخره عن وقته إلا أني أدركت أن لله حكمة في ذلك.
فخلاصة الأمر، مهما ظننت أن ما تريده صعب، وكل الأسباب لنيله موصدة، لا تُفقد قلبك اليقين بأن لك ربًا لا يضيعك، وأن إرادته تفوق الأسباب، وأن تأخير الفرج ما هو إلا لحكمة عظيمة جهلتها عقولنا.

"فإن التعليم بالتدريج أخَفّ مؤنة وأدعى إلى الثبات مِن أخذه بالكَدّ والمغالبة"
- فتح الباري

وقفة!

الشريعة جاءت بآداب عظيمة في حفظ البيوت والمحافظة على خصوصيتها، وشدّدت في الاستئذان قبل دخولها، وتوعدت المرأة أن تدخل بيتها من لا يرتضيه زوجها.

فابالله عليكم بأي ميزان نزن ما نراه جميعا في وسائل التواصل من هتك لأسرار البيوت، وتدميرٌ لخصوصيتها!
المرأة تصور بيتها بالكامل حتى دار نومها وتعرضه على هذه النوافذ ليراها الملايين تحت (فلوق-يوميات).
كيف لزوجة عاقلة (بنت أصول) أو زوج غيور أو أب أو أم فاضلة تسمح بهذا البلاء.
-

"ما تجاسرت امرأة على التبرج إلا لسابق علمها أن رجال بيتها يفتقدون الغيرة، ولو تعلم عكس ذلك ما اجترأت!"

"‏والغيرةُ في الرَّجل؛ ديانة، ومُروءة، ورجُولة، وتمامُ فضلٍ، ودليلُ عَقلٍ."

"وما انفكّ عُذّالٌ على ما تريدهُ
كأنّكَ طلاّبٌ لما هو عائبُ."

"وتظل حكمـة الله مطـوية في ظلمات الغيب، لا يتنوَّرها إلا مَن غمره شعاع الإيمان وسطع في قلبه نور الحكمة"