ليس يرضى ..

الله أكبر الله أكبر

قِفْ لا عُدِمْتَ على أَبْوابِها وأرِحَ
حَرَائِرَ الشَّامِ من هَمٍّ ومن كَمَدِ

لا تَسْأَلَنَّ عَلَيْهِنَّ الزَّمانَ فَما
ذاقَ الذي ذُقنَهُ في الشَّامِ من أَحَدِ

ذُقْنَ البَلاءَ وأَخْلَصْنَ الرَّجاءَ وأَرْسَلْنَ
النِّداءَ على ضَيْمٍ لِذي مَدَدِ

يَبِتْنَ والنَّوْمُ أَدْنَى ما طَمعْنَ به
مُراحَ قَلْبٍ بحَبْلِ اللهِ مُنْعَقِدِ

أَخا الحَمِيَّةِ من غَصْبٍ بَكَيْنَ على
أَثوابِهِنَّ بدَمْعِ الأُمِّ للْوَلَدِ

فَلا تَجُوزَنَّ حتى تَمْلأَنَّ بما
تَأتِيهِ أَرْكانها من خالِصِ النَّكَدِ

أَخا الحَمِيَّةِ قِفْ تُحْمَدْ وفُكَّ تُزَدْ
أَجْرًا وآوِ كَساكَ اللهُ بالرَّغَدِ

وأَلْقِيَنَّ على السَّجَّانِ مَصْرَعَهُ
فَإنْ شَفَيْتَ به نَفْسًا لَهُنَّ.. عُدِ

أَوْرِدْهُ ما أَوْرَدَ المَسْجونَ من أَلَمٍ
وزِدْ وغالِ وأَسْرِفْ واسْتَشِطْ وزِدِ

وسُؤْ وضُرَّ ورُعْ واضْرِبْ وأَضِنْ وطَأْ
وإنْ يَقُلْ لكَ أَوْرِدْنِي الرَّدَى فَعُدِ

أَذِقْهُمُ الغَيَّ غَيًّا لا يَزُولُ فَإنْ
عادُوا إلى رُشْدِهِمْ منهُ فلا تَعُدِ!

فالقتلُ يَشْفِي عُيُونَ الظُّلْمِ من رَمَدٍ
والثَّأْرُ بَرْدُ الفُؤَادِ اليومَ والكَبدِ

بَصُرْتَ بالفَتْحِ والأَقْوامُ قد قَعَدُوا
فَما رَضِيتَ به إلا يَدًا بِيَدِ

لَأَحْمَدَنَّكَ حَمْدَ العِيسِ مورِدَها
وأَلْبِسَنَّكَ مَدْحًا غيرَ مُنْجَرِدِ

وأُرضِيَنَّ بكَ الخَلْقَ الأُلَى زَهِدُوا
في العالَمينَ فما يَرْضَوْنَ من أَحَدِ

لا تَأْتِيَنَّ بمَجْدِ الشَّامِ تَقْرَؤُهُ
لكنْ كِتابَتهُ في خَلْقِها أعِدِ

أَنتَ الفَرِيدُ فَما خَلقٌ إليكَ سَما
والمُسْتَراحُ لِمَنْ يَبْكِي على سَنَدِ

طَمْئِنْ أُمَيَّةَ إذْ يَغْلُونَ من غَضَبٍ
على الزَّمانِ كَمِثْلِ الجَمْرِ مُتَّقِدِ

أطْبِ نُفُوسَهُم وابعثْ شُمُوسَهُم
وارْفَعْ كُؤُوسَهُم في كُلِّ مُحْتَشَدِ

بَشِّرْ مُعاوِيَةَ البُشْرَى التي انْتَظَرَتْ
سَجْعًا كَمِثْلِ حَديثِ الطَّائِرِ الغَرِدِ

وجِئْ يَزِيدَ وخَبِّرْهُ فُتُوحَكُم
وأَسْمِعَنّ بها "طَهْرانَ" تَرْتَعِدِ

مآذِنَ الشَّامِ قد حَلُّوا فلا تَقْعِي
مِيلِي عَلَيْهِمْ يَكُونُوا خَيْرَ مُعْتَمَدِ

لا يَعْجزُونَ عن البُلْدانِ إنَّهُمُ
قَبْلَ البِلادِ أَقامُوا الدَّهْرَ من أَوَدِ

مِنْ كُلِّ مُنْصَلِتٍ غَضْبَانَ قد قَعَدَتْ
نَوائِبُ الدَّهْرِ تَرْنُوهُ على حَسَدِ

وعازِمٍ يَدَعُ الأَقْوامَ ذاهِلَةً
عن أَهْلِها وطِلابِ العَيْشِ إنْ يَعُدِ

إِيهِ دِمَشْقَ أَتاكَ السَّائِرُونَ ضُحًى
على مَقاتِلَ لم تَخْطُرْ على خَلَدِ

إِيهِ دِمَشْقَ رِجالًا عنكِ قد نَفَضُوا
غُبارَ سِتِّينَ غيرَ الظُّلْمِ لم تَزِدِ

إِيهِ دِمَشْقَ وعَيْنُ الدَّهْرِ ناظِرَةٌ
طِيبي وأَنْفاسُ أَهْلِ الظُّلْمِ في صَعَدِ

قُومِي أُمامَة سُوقِي الحَمْدَ وابْتَدِعِي
فَمِثْلُ قَوْمِكِ في الأَقْوامِ لنْ تَجِدِي

قُومِي أمامَة جَلَّ اليومَ مَخْبرُهُمْ
وفِعْلُهُمْ بغَرِيبِ القَتْلِ والنَّجْدِ

أَقْسَمْتُ باللهِ والْبَلْوَى التي عَظُمَتْ
والقَوْم في بَلَدٍ حُرٍّ وبِالبَلَدِ

ما كُنْتُ عاذِرَ خَلْقٍ لم يَمُتْ فَرَحًا
بِكُمْ ولم يَبْكِكُمْ في الرُّكَّعِ السُّجُدِ

عمار البكري
08.12.2024

أتحبّينني ؟! جعلتُ فداكِ ..

أَيْ سعادُ.. قد وبخوني وقالوا
أسعادًا.. أجبت: ثم سُعادُ..

ويقولون كاد يفنى اشتياقًا
أنا فانٍ - عدمتُهُم - لا أكادُ.

- عمار البكري
- دِيوَانْ | @DEEWN1

يقول أحمد ادريس: لأنّ قلبي مع القوم فإني لا أستطيعُ هجاءَهم لكنني أهيبُ بكَ وأستعديكَ عليهم يبنؤم فاشفِ صدرَ أخيك: عُج بنا -صاحِ- لا ملامَ المَطيَّا واسقني من بِنتِ الكرومِ الحُميَّا طالَ في الدنِّ أسرُها فافتدِ -اليومَ فُديتَ الذي دعاكَ- السبيّا…

يقول أحمد ادريس:

لأنّ قلبي مع القوم فإني لا أستطيعُ هجاءَهم لكنني أهيبُ بكَ وأستعديكَ عليهم يبنؤم فاشفِ صدرَ أخيك:

عُج بنا -صاحِ- لا ملامَ المَطيَّا
واسقني من بِنتِ الكرومِ الحُميَّا

طالَ في الدنِّ أسرُها فافتدِ -اليومَ
فُديتَ الذي دعاكَ- السبيّا

لم يزل حالي - لمتَ أم لم تلم- حاليَ
غيًّا ولم تزل هِيَ هِيِّا

خسرَ الدنيا من تورَّعَ فيها
وبزيّ التقاةِ عنها تزيَّا

وكفى بي بينَ الندامى إذا ما
ذكروني كنتُ الأغرَّ الأبِيِّا

لا تلمني وما ملامُك من قد
نادمَ -الدهرَ- مِ الورى البكريَّا ؟

طال تيهُ القوافيَ اليوم حتى
بعثَ اللهُ للقوافي نبيّا

أجحودًا تحيدُ عنكَ وكفرًا
أم تقصّدتَ من حماها القصيّا ؟

ولقد كنتَ لا تَرَضَّى سوى ما
قد رأتهُ الفحولُ -قبلُ- عصِيَّا

إن تكن للروافضِ اليومَ تنقادُ
فأعمل سيفًا بها أمَوِيّا!

فلقد قلتَ فاستُبيحت دماءٌ
ولقد صُلتَ فامتطيتَ الثريا

وَرَدَ القوم ما وردتَ حياضا
لم تدع إلا ما رأيتَ رديَّا

وأرى السامع الذي قد وعاه
يتوقاه ما اتقى السمهريا

أنتَ أشفى صدرًا وأركبُ شرًّا
بالغًا في الأعراضِ شِبعا ورِيّا

أترى غير الكي للداء نفعا
إن تأبى عن الدواء عصيا

فاشفِ صدرا بها يراك عن الدين
انتضاك الورى له مشرفيا

فأرى الذل أن أراك حليما
وأرى الحلم أن أراك عتيا

كان ابن مسعود يخطب ويقول: إني لأحسب الشيطانَ يفرق من عمرَ أن يحدثَ حدثاً فيرده، وإني لأحسبُ أن بين عينَي عمر ملَكاً يسدّدهُ ويُقَوّمه.