سبحان مَن أكرمنا وأخبرنا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ويكأن كل منكر ظاهر أو باطن وراءه إهمال في الصلاة.

أمرُ الصلاة في الشريعة أمر عظيم جدا وكم ارتبط ذِكرُها بعبادات القلوب، بل وفي كل المواطن العظام ارتباطًا وثيقًا. أكثر من سبعين موضع في كتاب الله فيه ذكر الصلاة.

مَن انتقص مِن حقوق الصلاة : طهارتها، ومواقيتها، وخشوعها، أو التلهف لخشوعها، وأداء أركانها وسننها، والتزود منها والاستعانة بها، واستحضار من أقف بين يديه الله عز وجل ..
مَن انتقص مِن ذلك كله.. زادت عنده الآفات، وسَهُلت عليه المنكرات لأن الصلاة في أصلها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

أفلح مَن أبصر جذور أسباب البُعد والعطب.
🌸🌸🌸

قال تعالى { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }

{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }

أولئك هم المؤمنون حقا 🌸
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

دوام الصلاة يرقي الإنسان في الرشد والأخلاق
{ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلَّا الْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ }

لا ينفك طهر الباطن من إخبات وخشوع ووجل عن إقام الصلاة، بل تلك علامة
{ ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ . الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }

للمشتاقين شأن آخر
{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ . تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  }

حتى الحروب لها صلاة
{ وإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا . فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}

قيام الليل ركيزة يقظة لجميع أفراد الأمة بكل ظروفهم
{ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

دار للقرآن أكرمهم الله سيستضيفوني إن شاء الله لعمل مدارسة لكتاب حدوتة شفا. للنساء فقط. الدار في التجمع الأول - القاهرة الجديدة. ستكون الأحد من كل أسبوع الساعة ١١ صباحا [مدتها ساعة ونصف] والدورة تقريبا ستكون ١٤ محاضرة. ومجانية. من أرادت من الفضليات الانضمام…

أعتذر عن لقاء الثلاثاء القادم ،، وإن شاء الله نلتقي الثلاثاء الذي يليه، وسَأُنوّه قبلها بيوم بإذن الله. وهي فرصة استدراك لمن فاته اللقاءات السابقة في هذه السلسلة. جزاكم الله خيرا.           سلسلة  (مـتـاخـدش فـي بـالـك! )        تَـتَـبُّـع لِمواضع ذِكر…

قوت .. ?
أيها المريض المتعاهد للرقية يريكها الله سببا جليا في درجات ولو يسيرة من العافية ،،
اشكر الله واحمده، وتابع بين شكرك شكرا.
شهد الله إحسانك.. آمين.
الشكر جزاؤه الزيادة ،،، والصبر جزاؤه الضياء ،، والحمد لله تملأ الميزان... ملأ الله قلبك رضاً.. آمين.

لعل هذا هو قوتك من العافية الذي به عافية دينك.
كأن الألم جذوة مشتعلة تبقي على روحك جذوة انكسارها لباريها وإقبالها على تحسين العمل والتزكية.

لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم
(اللهم ارزق آل محمد قوتا) وكما قالوا : (القوت ما يسد الرمق...ما كان مقدار الحاجة من غير زيادة)
فهل للعافية قوتٌ تُسَد به الحاجة ولو بُسِط لك منها أكثر في هذا الزمن لحصل بغيا؟ سبحان العليم.

لعل الواحد منا بحاجة إلى هذا القوت حتى يأذن بنزول غيثٍ كريم، ورحمات تعلم طريقها.

ما أحلى تتابع الآيتين ..

{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ • وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ }

في الدنيا .. ساعات كتير مطلوب مننا نتعبد لله بما يظهر لنا من معطيات.
بتبقى فيه عبودية لازم تمارس الآن ومش لازم يظهر الله لك -حالا ولا مآلا- كل جوانبها. وبيبقى الموقف والاختبار حصل بس عشان تخرج العبودية دي من قلبك.

فهتقول لنفسك .. دلوقتي بالمعطيات دي تحديدا اللي ربنا شاء انها تظهر مطلوب مني (الصبر والتحمل) مثلا .. وممكن يطول.
وفي كذا مطلوب مني (التبيّن) .. وممكن يطول.
بمعنى جاءني نبأ فيه خطورة معينة ولازم أعمل فعل معين .. لكن مظهرش ليا معطيات تخلي الحق واضح بلا غموض .. فهبقى في عبودية (التبيُّن) ... وممكن تطول.

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }

ومثلا ..تتعبد لله ب (أذلة على المؤمنين) بما يظهر لك من حسن إيمان في فلان، ثم يشاء الله أن يكشف لك أنه خسيس الطبع، فتنصرف بلين جانبك عنه. فلا تندم على ما قدمت .. أنت تعبدت لله بما ظهر لك.

وما كان الله ليطلعكم على الغيب إلا إذا أذن وقدر.

سبحان الله كان العرب وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فاهمين وعايشين يعني ايه (عبد) تحت طوع سيده، ليس له حرية إلا بما يأمره وينهاه.
فلعل الذين آمنوا منهم تذوقوا أحسن مذاق ليعني ايه حرية من كل قيود الأرض وما أنا إلا (عبد لله العلي العظيم).

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني.. وأنا عبدك ...

قد ترتكب خطا فادحا بغير ما تعمد ويشهد الله على نظافة قلبك فتستغفر وينجيك الله العليم ويبشرك بقبول الغفران.
ثم يأتيك بشر ليس بعليم، ولا ستير، ولا شهيد على معدنك الأصيل، فيضخم خطأك تضخيما ويعظمه ويفزعك به ويذلك.
فتهرب إلى الرحمن خائفا، فيهديك سواء السبيل ?
ولك في نبي الله موسى عليه السلام أسوة.

جاهد تنظف قلبك. ولا تعبأ بشهادة الخلق.

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسۡتَوَىٰٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ . وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ لِي فَغَفَرَ لَهُۥٓۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ . قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ . فَأَصۡبَحَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسۡتَنصَرَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَسۡتَصۡرِخُهُۥۚ قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰٓ إِنَّكَ لَغَوِيّٞ مُّبِينٞ . فَلَمَّآ أَنۡ أَرَادَ أَن يَبۡطِشَ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوّٞ لَّهُمَا قَــالَ يَٰــمُــوسَــىٰٓ أَتُــرِيــدُ أَن تَــقۡــتُــلَــنِــي كَــمَــا قَــتَــلۡــتَ نَــفۡــسَۢــا بِــٱلۡأَمۡــسِۖ إِن تُــرِيــدُ إِلَّآ أَن تَــكُــونَ جَــبَّــارٗا فِــي ٱلۡأَرۡضِ وَمَــا تُــرِيــدُ أَن تَــكُــونَ مِــنَ ٱلۡــمُــصۡــلِــحِــيــنَ . وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ . فَخَرَجَ مِنۡهَا خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ . وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلۡقَآءَ مَدۡيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يَهۡدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }

هل أتاكم نبأ زهرة أطلت علينا في المدارسة الأخيرة مع الأخوات تحكي لنا -حفظها الله وبارك فيها ولها وعليها وصرف عنها شر كل ذي شر وهو الولي الحميد-
أن الله تبارك وتعالى ردّ إليها بصرها حين ألهمها بالمواظبة على هذا الذكر المبارك البديع بعدد كبير مفتوح [لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير]
وتحير الأطباء كيف ذلك وهم كانوا قد أفتوا بألا رجوع، وأدرجوها كحالة تستحق الدراسة.

الله أكبر عدد ما خلق، وله الحمد.

? #مذاقات (٨)

اجتماع نصوص الشريعة كما ذكرنا فيه شمولية وكفاية وسد للحوائج ? ،، لكننا في ذات الوقت قد نلقى في النص الواحد والآية الواحدة فـــيـــض من عدة مذاقات ماتعة، فلنتتبع ذلك.

سبحان الذي أكمل الدين، وأتم النعمة.

حصر مذاقات الروح وأعمال القلوب يحتاج الكثير والكثير ،، ثم لن تغني الأوصاف النظرية عن حقيقة المشاعر .. حقيقة المذاق ?
كالذي يصف لك طعاما لست آكله في بلدك ولم يدخل فمك من قبل،
فكيف لك تستوعبه؟ أو يشابه خيالك حقيقته؟

ولنعلم أنها أرزاق عزيزة ... تحتاج إلى عمل.

فالله نسأل باسمه الواسع أن يفرغ علينا من رحمته وفضله ما يجبرنا ويروينا وينجينا ،،،
نجاهد نتتبع في [القرآن ، والسنة ، والذكر ، والدعاء ] ما يكفينا ويهدينا ،،
وألا نوكل -في كل أرزاقنا الظاهرة والباطنة- إلى أنفسنا طرفة عين.
والحمد لله.

#مذاقات (٧)

الصدق ?

روح الأعمال الصالحة.

كأن الصِّدق مجتمعة معانيه هو...

سلامة (لسانك) من الكذب والانحراف،،
وسلامة (أفكارك) و (نيتك) من المخادعة والالتفاف،،
وصون (فعلك الطيب) من البخل والكسل ،،
ووفاء (عزيمتك) بالعمل حتى يكتمل ،، ?

قيل الصدق : موافقة الحق في السر والعلانية.

• كن مع الصادقين ... بأن تكون مخلصا تجاهد في تحسين خاطرك ونواياك وتدافع الأذى الوارد ..واعلم أن الله مع المحسنين.
الراضي بالنية الكاذبة يُخشى عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في نماذج (الشهيد) و(قارئ القرآن) و(المنفق) الذين كذبت قلوبهم، فكُشفت في الآخرة سرائرهم، يقال لكل واحد فيهم (كذبت!!) فإنهم فعلوا ما فعلوا ليُقال عنهم من أهل الدنيا : جريء ، عالم ، جواد !! "وقد قيل " ثم -والعياذ بالله- يسحبون إلى النار.

• وكن مع الصادقين ...بألا يزل لسانك بقولٍ باطل يخالف الحقيقة ... واعلم أن الله حق عليم شهيد.
قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

• وكن مع الصادقين الذين إذا تبيّن عندهم الفعل السديد أقدَموا بكُليّتهم عليه، وقدّموه ولم يؤخروه .. وأثبتوه. لم يبخلوا .. ولم يتكاسلوا.

قال تعالى {منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ...}

وعن العقوبة بالنفاق !! قال تعالى :
{ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ . أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }

• تتبع نصوص الشرع بتأني ✓..✓ ..✓ تتوقف معها تتأملها تستقي لقلبك يقول (أصدق كل كلمة) لعله يَصدُق في محبته وخوفه ورجائه وزهده وتوكله، ويصدق عملك.

قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَــرْتَــابُــوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الـصَّـادِقُـونَ }

وأنت إذا تحريت ذلك كله ،، ارجُ من رب العالمين الترقي في مقامات الصدق، لعل الله يدخلك بعد حين في زمرة الصِّدِّيقين.
الصِّدِّيق : الدائم التصديق، الذي يصدق قوله فعله، والمبالغ في الصدق.
قال صلى الله عليه وسلم:
(عليكم بالصِّدقِ، فإنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدقُ، ويتحرَّى الصِّدقَ، حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ صـدِّيـقًـا. وإيَّاكم والكذبَ، فإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وما يزالُ العبدُ يَكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللهِ كذَّابًا)
وقال صلى الله عليه وسلم:
(التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)

النموذج الأمثل ⭐ أكمل الأمة في الصِّدِّيقية :

أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ...
أول من صَدّق رسول الله صلى الله عليه وسلم في "خبر السماء" وفي رحلة الإسراء والمعراج قالوا له : (صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟) فقال الصّدّيق :
(لئن كان قال ذلك لقد صدق).

وفاضت أفعاله بالصدق فأنفق كل ماله.
يروي سيدنا عمر بنَ الخطَّابِ رضي الله عنه : أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يومًا أن نتصدَّقَ ، فوافقَ ذلِكَ مالًا عندي ، فقلتُ : اليومَ أسبِقُ أبا بَكْرٍ إن سبقتُهُ يومًا ، فَجِئْتُ بنصفِ مالي ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : ما أبقيتَ لأَهْلِكَ ؟ ، قلتُ : مثلَهُ ، قالَ : وأتى أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ بِكُلِّ ما عندَهُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ ؟ قالَ : أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ ، قلتُ : لا أسابقُكَ إلى شيءٍ أبدًا.

والحمد لله.

من انكشف لقلبه أن الله حق، سهل عليه -بإذن ربه- كل صدق.

#مذاقات (٦)

القناعة والعفة ?

قال تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ . وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}

• القناعة ~ الرضا بما قسم الله للعبد في معيشته.
• العفة ~ كف النفس عن الرذائل وكل ما يشينها، والتحلي بالفضائل، ظاهرا وباطنا، على وفق الشرع والمروءة.

• "إن دين المرء يفضي إلى الستر والعفاف، ويؤدي الى القناعة والكفاف" #الماوردي

• كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو :
(اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا)
القوت ما يسد الرمق، يقوت البدن ويكف عن الحاجة.

• (...ولا تَسْأَلُوا النَّاسَ شيئًا ...) قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمع من أصحابه في مبايعةٍ، يحثهم على العفة ويهذب نفوسهم، فأخذوا -رضوان الله عليهم- هذا النهي على العموم في عناية بالغة، فأصبحوا لا يسألون الناس شيئا.
يقول عنهم راوي الحديث : (فَلقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أحَدِهِمْ، فَما يَسْأَلُ أحَدًا يُناوِلُهُ إيَّاهُ.)

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ليسَ الغِنَى عن كَثْرَةِ العَرَضِ [كلُّ ما يُنتَفَعُ به مِن مَتاعِ الدُّنيا] ، ولَـكِـنَّ الـغِـنَـى غِـنَـى الـنَّـفْـسِ.)

• وقال صلى الله عليه وسلم:
( ...ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ. )

• وقال صلى الله عليه وسلم:
(...إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ...)

• وقال صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ)

• وقال صلى الله عليه وسلم:
(..والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أحَدُكُمْ حَبْلَه، فيَحْتَطِبَ علَى ظَهْرِه؛ خَيْرٌ له مِن أنْ يَأْتيَ رَجُلًا، فيَسْأَلَه، أعْطاهُ أوْ مَنَعَه.)

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(...أَهْلُ الجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ...)

• نعوذ بالله من كل ما لا يرضيه.
قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أصابَتهُ فاقةٌ فأنزلَها بالنَّاسِ لم تُسَدَّ فاقتُهُ ...)
وقال : (ما يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حتَّى يَأْتِيَ يَومَ القِيَامَةِ ليسَ في وجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)