آلمني قلبي وانقهرت كثيرا لما وجدت أحد المتصدّرين ممّن حرمهم ﷲ الخُلق الحسَن يجلد هذه الأمّة المنهكَة بلسان منفلتٍ مَعيب ..

وفكّرت في كتابة شيء بخصوص ذلك حتّى وجدتُ العزاء والشفاء في هاته الكلمة الطيّبة الرصينة المتّزنة:

”لا تعيبوا الأمّة، وتوقّفوا عن جلدها بغير حقّ، واسكتوا عن ذمّ كلام الحقّ الذي هو وقود الفعل الإيماني، فوﷲ تحت كل إهاب رجل مسلم غليان عظيم، فما أن ينفلت متنفّسا حتى يكتب التاريخ سطور الجهاد.

هي مجرد قبس ينير فتأتي أفواج الحق.“

وتركم وتركم ?

وهل التقيتَ هناك بالأحباب؟ ما لون اللقاء؟
في حضرة الديّان! في الفردوس، في فيض العطاء؟!

وبدار حق قد تـجـمـعـتـم بـأمــن واحـتـمـاء؟
إن كان ذاك فمرحبًا بالموت، مرحى بالدماء؟

فلسوف ألقاكم هناك وتختفي دار الشقاء
ولسوف القاكم أجل، وعد يصدقه الوفاء

ونثابُ أياماً قضيناهـا عـنــاءً وابتلاء وسنحتمي بالخُلد لا نخشى فراقًا أو فناء.

- رسائل إلى شهيد | أمينة قطب

وحين أنعم ﷲ علينا بالمضي في طريق الله، كان توجيهه لنا جميعًا، وهو بين جدران السّجن، أن يأخذ كل ما نكتب من قصة أو شعر، الطابع الإيماني. وأن يكون تصوّرنا وأحاسيسنا ومشاعرنا بعيدة كلها عن تصورات الجاهلية واتّجاهاتها في التعبير، في النثر والشعر. وأن نمضي في إيجاد أدب إسلامي نظيف، لا يستغرق في لحظات الهبوط، في الكيان الإنساني ويسلّط عليها الأضواء وحدها. وكأن الكيان الإنساني كله هو هذه اللحظات الغارقة في الطين.

- أمينة قطب

توجيهه: الهاء عائدة على "الشقيق المربي" أو "الشقيق الموجِّه" كما يحلو لها أن تسميه، وهو سيّد -رحمه ﷲ-

قلتُ: وهاهي نصيحة على طبق من ذهب، فليستفد منها الكتّاب والروائيون والشعراء وغيرهم.

بعد نصف ساعة لقاؤنا ✨

بالنّظر لحالة التمرّد التي تعيشها الشعوب المسلمة بسبب الوعي الذي بدأ بالتشكّل قبل حدث السابع من أكتوبر وأهمه الوعي بصراع الحق ضد الباطل، ثمّ ترسّخ هذا الوعي في السابع من أكتوبر والبدء في التحرك بمقتضاه، هذا الأمر وضعَ الأنظمة العميلة في حالة ضعف وزعزعة، فإذا أضفنا إلى هذا المشهد المهم والذي يلعب فيه المسلمون دورا هاما جدا وهو دور فرض الهوية الإسلامية على النظام العالميّ إذا أضفنا له ما يحدث بين أوكرانيا وروسيا وغيرهما من حالة الصراعات السياسية والاقتصادية.. بين الدول القوية، هذه الحالة العامة تنبؤ بتغيير شامل في المرحلة القادمة،
والتغييرات في الأزمنة ذات الإشكالات المعقّدة تفرز فِتنًا ثقيلة وهي ما عبّر عنها النبي ﷺ بقوله (فتنا كقطع الليل المظلم) لا يثبت فيها إلا من وفّقه ﷲ لفهم طبيعة هذه الإشكالات، فالفتن الكبيرة تحتاج إيمانا ويقينا كبيرين فلا يصمد أمامها قليل الإيمان وضعيف اليقين ..

الخلاصة:

حصّن نفسك بثلاث: إيمان راسخ (عقيدة)، وعلم شرعيّ ثمّ عمل به.

جِد موقعك يا مسلم فالغثاء كثيييير .