هيَ الدارُ دارُ الأذى والقذَى      
ودارُ   الفناءِ   ودارُ  الغِيَر

ولو نلتَها بحَذافِيرها              
لمتَّ ولم تقضِ منها الوَطَر

أيا مَن يُؤمّلُ طُولَ الخَلود        
وطُولُ الخُلُودِ عَليهِ ضَرَر

إذا ما كَبِرتَ وفاتَ الشبابُ        
فلا خيرَ في العَيشِ بعدَ الكِبَر

أبو العتاهية!

‏أَلَيسَ اللَهُ مِن كُلِّ قَريبًا
بَلى مِن حَيثُ ما نودي أَجابا

وَلَم تَرَ سائِلًا لِلَّهِ أَكدى
وَلَم تَرَ راجِيًا للّهِ خابا.

أبو العتاهية!

أقول تارة يا رب زدني
وأخرى ليت أمي لم تلدني!

وحاصلُ دنيانا أذى ووبال!

[الفخر الرّازي].

يا واضع الميّت في قبرهِ
خاطبك الدَّهر فلم تسمع!

وَما الدَهرُ وَالأَيّامُ إِلّا كَما تَرى
رَزِيَّةُ مالٍ أَو فِراقُ حَبيبِ.

الإمام علي!

ألا إنما الإنسان ضيف لأهلهِ
يقيمُ قليلاً بينهم ثم يرحلُ.

من رام العلى من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال

من شاء أن يحتوي آماله جملا
فليتخد ليله في دركها جملا،

قلل طعامك كى تحظى به سهراً
إن شئت ياصاحبي أن تبلغ الكملا

إلهي فلا تَهتِك ذنوباً سترتَها
فأنت رؤوفٌ بالعباد رحيمُ

إلهي ولا تَحرق بنار جهنم
نفوساً رَجَتْ عفواً وأنت كريمُ

إلهي وأَدخلنا مع الزُّمْرَةِ التي
مَثُوبَتُهَا يومَ الجَزاءِ عظيمُ

‏نهايةُ إقدام العقول عقال
وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا
وحاصل دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا.

[الرَّازي].