وقالوا الشّجو يُنسَى في ثلاثٍ
بآخرَ، أو بنومٍ، أو رِفاقِ

ألا كذَبوا فإنّ الشّجوَ سقمٌ
يُصَاحِبُني إلى يَومِ التلاقِي!

‏لو سألتني عن السّعادة؟
لأجبتك بلا ترددٍ، هي تحقيق الغاية، والوصول للهدف المنشود، والطلب المحمود.

فكُل غاية وهدف تنجزه في دينك ودنياك، يعقبه فرح وسرور؛ فمن أدى فريضة، أو أقام واجبًا، أو نال شهادة، أو كسب مباحًا، أو أعان محتاجًا، أو نفس كربة، فبعدد الأهداف المنجزة تتنزّل وتتوالى السعادة.

أشار شيخ الإسلام ابن تيميّة في ملاحظة مبدعة إلى دور الكليّات والمبادئ التاريخية في الاستيعاب والاطمئنان العلمي كما يقول رحمه الله:

فإن معرفة أصول الأشياء ومبادئها... من أعظم العلوم نفعًا؛ إذ المرء ما لم يُحط علمًا بحقائق الأشياء التي يحتاج إليها يبقى في قلبه حَسَكَةٌ.

وقال في سياق آخر: مَنْ لم يعرف أسباب المقالات، وإن كانت باطلة؛ لم يتمكن من مداواة أصحابها، وإزالة شبهاتهم.

العاقل يعرف حقَّ المُحسن، ويجتهد في مكافأته، وجهلُ الإنسان بحقوق المُنعِم من أخسِّ صفاته، فإذا أضاف إلى جحد الحق المقابلةَ بسوء الأدب؛ دلّ على خُبث الطبع، ولُؤم الوضع، وسُوء المنقلب.

- ابن الجوزي رحمه الله

لا خيرَ في القولِ إلّا مع العمل، ولا في الفقه إلّا مع الورَع، ولا في الصَّدقة إلّا مع النية، ولا في المال إلّا مع الجُود، ولا في الصِّدق إلّا مع الوفاء، ولا في الحياة إلّا مع الصِّحة، ولا في الأمن إلّا مع السُّرور.

- ابن المقفع.

قال الإمام مالك - رحِمهُ الله -:

« لا يصلحُ الرجلُ حتى يترُكَ ما لا يعنيه، ويشتغِلَ بما يعنيه، فإذا كان ذلك؛ يُوشك أن يفتحَ الله قلبه ».

- ترتيب المدارك

قيل لرسول الله ﷺ في الجهنية: تصلي عليها وقد زنت؟! فقال ﷺ: “لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم”.

- صحيح مسلم.

ارحموا التائبين، لا تقصوهم، أعينوهم لبدء صفحة مشرقة، تكفيهم حرارة الذنب المحرقة، ارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله علىٰ العافية.

َ
‏والله إنّ المَفاز الأعظم في دُنيا البَشَر، أن تَحظى بارتباطٍ متين مع إنسان يعتني بشؤونِك الأُخْرويّة، فيتجلّى لك لَيَانُه وحُسْنُ بيانِهِ عند مَيْلك عن الحَقّ؛ ليُعيدك إلى استقامتك بخوفٍ أُموميّ، واهتمام استثنائيّ، وحرصٍ فَطين خَالٍ من نزعة السيطرة.

‏بعضُ النَّاسِ يستدلُ بقولهِ تعالى:

﴿ لَكُم دينُكُم وَلِيَ دينِ ﴾

علىٰ حُريةِ الإعتقادِ والدِّين!

قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: “لا يدلُ علىٰ رضاهُ بدينهم بل ولا علىٰ إقرارهم عليه، بل يدلُ علىٰ براءتهِ مِن دينهم ولهذا قال النَّبِيُّ صّل الله عليهِ وَسلّم :-

(إنَّ هذهِ السورة براءة من الشرك)”.

- الجواب الصحيح ( ٣/ ٦٠ ).

من صفات المبتدعة وأصحاب الشّبهات والبنيان الهش، الاستدلال بالكثرة ممن هم علىٰ طريقتهم في جملة ما يستدلون به علىٰ باطلهم، فيجعلون الكثرة الكاثرة من أظهر الأدلة علىٰ صدق المنهج وصحة الطّريق، ومن المقرّر أن صحة الطّريق والمنهج لا تقاس بالكثرة والأغلبية، وإلّا فإن أهل الكُفر والضلال يملأون الأرض طولًا وعرضًا.

قال الله جل في علاه: "وإن تُطع أكثر من في الأرض يضلّوكَ عن سبيل الله".