‏يُغريكَ هذا النّور بي؟ لا تقتربْ
‏ نارٌ أنا .. في موطنٍ رثٍّ خَرِبْ
‏ لو كنتَ تحسبُني بلادًا .. إنّنِي
‏ مَنفَى إذا منْهُ اقتربتَ ستغتربْ
‏ أوْ كنت تحسبُني هدوءًا ما أنا
‏ إلا الهياج فلو دنوتَ ستضطربْ

لكاتبها

يأخذ حذره مني الليل, يتباطأ في المرور, يلوّح لي في الغروب بأن قدومه الليلة سيجيء مُبهجًا للروح لامحالة, تُصافحني نُجيماته بمرحبًا التي لا نهار لها, تُعاهدنـي بأن بريقها سيدوم سناه, مهما بدا مسوّد خفوتها!
تغمرني سماء تلك المدينة لأن أحد سُكانها يعنيني..
يعنيني في المحبة, في الإشتياق, في الوصل, وحتى في الغياب,أنا المتوهج بالقُرب وإن أرهقتني بُعد المسافات , المُكتحل بسمار ملامح الغياب, المتوقف نبضات قلبه مابين متى
ينجلي ليل الحيارى, وينبلج فجـر القدوم
متى تطال أيادينا لتغرف الود من أواني القدر, لننظر للأشياء ولو لمرة واحدة وهي في حوزتنا, لنطمئِن بأنها بقبضة اليد ولن تتسرب لآخر, لتصل أكُفنا للقمر فكم أنضجنا المنع وبترتنا الأشياء البعيدة
هذا السجال مُرهق مابين إلقاء السلام ورده, إنتظار القصائد ونثرها, ارتطام الشوق, وسقوط الحنين, تمادي الغصة وملؤها قلبي
القمر هذا ماكُنت أقصده, لكنها مشيئة التسكُع في مُغايرة الشعور , وتشبيه الأحبه بكل ماهو زاهد في الفراق, ومُسرف في الغياب,
لكُل منا قمره الخاص الذي يُجاهد كي لا يغيب وويح قلبٍ يمتلك قمرًا لايستطيع الوصول إليه!

نزار القدسي

أنت طمأنينة
تشبهين
الانتصار الذي يليه السلام.

لكي تعرف ما يفكّر فيه الناس، راقب ما يفعلونه لا ما يقولونه.

لو كانت ولادتي مرهونةً بإرادتي، لرفضت الوجود في ظل ظروفٍ ساخرةٍ إلى هذا الحد.

أنا في مرحلة من حياتي لا أحتاج فيها أن أبهر أحدا، إن أحببتني فهذا أمر جيد وإن لم تحبني سيكون جيدا أيضا، حياتك ستبدو أكثر سلاسة عندما تسير فيها مع الغرباء، لا تحمل نفسك تكاليف الصداقة ولا عبء المشاعر ولا ضريبة الإلتزام كن خالياً من وعود البقاء.

كن راجحًا، فأنا فتاةٌ مجنونة بتصرفاتٍ هوجاء.

يا عزيزي: أنا فتاةٌ بلهاء
قد أضحك بشكلٍ هستيري وأنت في أوجِ غضبك، وقد أشتاط غضبًا وأنت تبلغ من السعادةِ ذروتها، فأنا متناقضة للغاية؛ لن تستطيع معي صبرا.

-رمـاديـة لقد تغيرتِ كثيرًا؟
-لم تعودي كما كنتِ؟
-ما الذي يحدث لكِ!

-لم أتغير.
هذه هي حقيقتي.
لكنني أحببت تجربة أن أكون إنسانة اجتماعية، فرأيت وسمعت وعشت ما لا يروق لي، فوجدت هذا مقززًا للغاية؛ لأنني مثلت دور الاستغباء كثيرًا فشعرت بالإرهاق...
فأنا لا يليق بي إلا أن أكون مع ثلة قليلة من أمثالي...
-أقصد بتلك الثلة الرمـــادييــن الذين يشبهونني، فنحن نكره الزيف والتصنع، نؤمن بالألفة ونمقت القرب، نخوض تجربة واحدة فمن بعدها تلغى كل التجارب، لا قواميس لنا أي لا أشخاص لا علاقات تبقى، نقدس ذواتنا كثيرًا فكلُّ ما يعكر صفو مزاجنا طُمِسَ، أما جيوبنا فمثقوبة دائمًا لا أشياء ثمينة بالنسبة لنا...
بالمختصر إن لمستم تغيري، للأسف كان حضوركم متأخرًا، فأنتم لم تحضروا إلا في المشهد التجريبي.

‏سقى الله كل إنسان من نيته وضميره وما يحمله في قلبه.