#درس_الفجر

﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ [الأحقاف: ١٣].

﴿إِنَّ الذين قالوا ربنا الله﴾.
قالوا ذلك، واعتقدوا معناه، فالقول هنا قول اللسان والقلب.

﴿ثم استقاموا﴾.
فسَّر الاستقامةَ الخلفاءُ الأربعة رضي الله عنهم.
وتفسيرهم لها أورده ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين"، في منزلة الاستقامة.
وأورد الطبريُّ رحمه الله تفسيرَ أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما.

1/ تفسير سيدنا أبي بكر رضي الله عنه للاستقامة.
قال الصِّديق رضي الله عنه: استقاموا: لم يشركوا.
وقد أخذ سيدنا أبو بكر رضي الله عنه هذا المعنى من آيات في كتاب الله، منها:
﴿وَأَنِ ٱعۡبُدُونِیۚ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طࣱ مُّسۡتَقِیمࣱ﴾ [يس ٦١].

2/ تفسير سيدنا عمر رضي الله عنه.
قال: استقاموا: أطاعوا الله، ولم يروغوا روغان الثعالب.
أي: لم يتحايلوا على الحرام.
مثال لهذا التحايل:
يطلب عمرٌو من زيدٍ قرضاً ربوياً، فيرفض الأخير؛ لأن الله تعالى حرم الربا، فيجري هذا الحوار بينهما:
- عمرو: بعني جوالك.
- زيد: بكم؟
- عمرو: اشتريته بمائة ألف، أدفعها بعد شهر.
يعطيه زيد الجوال.
- عمرو: صار الجوال ملكاً لي، أبيعه لك بسعر أقل، تدفعه الآن، هات 70 ألفاً.
يدفع زيد السبعين، ويأخذ الجوال.
تلاحظون أن الجوال رجع إلى صاحبه، إلى زيد، وأخذ عمرٌو 70 ألفاً، وسيردها بعد شهر مائةً! فهذا عين الربا.
هذا ما يُعرف ببيع العِيْنة، وهذا هو التحايل الذي قصده الفاروق رضي الله عنه.

3/ تفسير سيدنا عثمان رضي الله عنه.
استقاموا: أخلصوا أعمالهم.
فلا رياء في عباداتهم، فعملهم كله لله تعالى.

4/ تفسير سيدنا عليٍّ رضي الله عنه.
استقاموا: أدَّوْا الفرائض.
فمن قام بما افترض الله عليه فقد استقام.

﴿فلا خوف عليهم﴾.
هذه ثمرة الاستقامة.
لا خوف عليهم فيما يستقبلون من أمر الآخرة، فلا يخافون من رؤية ملك الموت وأعوانه، ولا من خروج الروح، ولا من أحوال القبور وأهوالها، ولا من فزع يوم القيامة، ولا من النار، فهم الآمنون إذا خاف الناس.

﴿ولا هم يحزنون﴾.
على ما خلَّفوا من أمر الدنيا.
فلا يحزنون على مفارقة أحبتهم، ولا على شيء من أمر دنياهم.

ثلاثيات نبوية

برنامج سجلته في إذاعة طيبة الطيبة، وأُذيع في العام 2011م.

أعكف هذه الأيام على مراجعته ليخرج في كتاب عما قريب بمشيئة ربِّي وعونه.

#فقهيات
الفروق بين صلاتي الظهر والجمعة عشرون فرقاً، منها:
أن العصر لا يُجمع معها، بخلاف الظهر، وهذا عند أكثر العلماء.

#درس_الفجر
الاستسقاء والاستصحاء

عن أنس رضي الله عنه، أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قائمٌ يخطُبُ، فاستقبلَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قائمًا وقالَ: يا رسولَ اللَّهِ هلَكَتِ الأموالُ، وانقطَعتِ السُّبلُ، فادعُ اللَّهَ أن يُغيثَنا
- فيه دليل على جواز مخاطبة الإمام يوم الجمعة أثناء الخطبة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
- قيام الإمام في الخطبة.
- هلكت الأموال: الأنعام، بسبب عدم المطر.
- انقطعت السبل: جاعت الإبل فلا نستطيع أن نتنقل بها.
- فادع الله: يدل على اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بنشر التوحيد، فقد علم الأعرابي أنه لا يملك من الأمر شيئا، ولذا طلب منه أن يسأل لهم ربهم سبحانه.

فرفعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يديهِ ثمَّ قالَ: "اللَّهمَّ أغِثنا، اللَّهمَّ أغِثنا"
- رفع اليدين في الدعاء سنة.
- الاستسقاء: طلب نزول المطر.
- الاستسقاء يصح بالدعاء بدون صلاة.
- مشروعية الدعاء أثناء الخطبة.

قالَ أنسٌ : ولا واللَّهِ ما نَرى في السَّماءِ مِن سحابةٍ ولا قزعةٍ، وما بينَنا وبينَ سلعٍ من بيتٍ ولا دارٍ، فطلَعت سحابةٌ مثلُ التُّرسِ ، فلمَّا توسَّطتِ السَّماءَ انتشَرَت وأمطَرَت، قالَ أنسٌ: ولا واللَّهِ ما رأَينا الشَّمسَ سبتًا
- الحديث من دلائل النبوة.
- سحاب إذا اجتمع، والمتفرِّق قَزَع.
- سبتاً: أسبوعاً.
- سلع: جبل بالمدينة.

قالَ : ثمَّ دخلَ رجلٌ من ذلِكَ البابِ في الجمعةِ المُقْبِلَةِ ورسولُ اللَّهِ قائمٌ يخطبُ، فاستقبلَهُ قائمًا فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، هلَكَتِ الأموالُ، وانقَطعتِ السُّبلُ، فادعُ اللَّهَ أن يُمْسِكَها عنَّا، فرفعَ رسولُ اللَّهِ يديهِ، فقالَ : "اللَّهمَّ حوالَينا ولا علَينا، اللَّهمَّ على الآكامِ، والظِّرابِ، وبُطونِ الأوديةِ، ومَنابتِ الشَّجرِ"
- الرجل هو الأعرابي نفسُه.
- هلكت الأموال بسبب كثرة المطر النازل الذي لا يمكِّن من الذهاب بالبهائم إلى المرعى، والذي يأتي بالسيول التي تغرقها.
- انقطعت السبل بسبب عدم التنقل بالإبل من المطر.
- وفيه مشروعية الاستصحاء، وهو الدعاء بإيقاف وصرف المطر إذا خيف منه الضرر.
- حوالينا، في رواية "حولنا".
- الآكام: الجبال.
- الظّراب: تلال الرمل.
- الأودية الممرات بين الجبال.

-

#فقهيات

قال ابن قدامة رحمه الله: "إذا صلى الإمام بالجماعة محدثا، أو جنبا غير عالم بحدثه، فلم يعلم هو ولا المأمومون حتى فرغوا من الصلاة، فصلاتهم صحيحة، وصلاة الإمام باطلة.
رُوي ذلك عن عمر وعثمان وعلي وابن عمر رضي الله عنهم، وبه قال مالك والشافعي.
رُوي أن عمر رضي الله عنه صلى بالناس الصبح، ثم وجد في ثوبه احتلاما، فأعاد ولم يعيدوا"
[المغني 1/ 419].

كثير من المشاكل نعجِز عن إيجاد حلٍّ لها!
نتلمَّس سبيلاً يفضي بنا إلى الخروج منها فلا نجد!
فإذا وقعت في مثل هذا فاعلم أن طريق الخلاص في تفويض الأمر إلى الله، والإكثار من التضرع إليه، وإظهار الفقر بين يديه؛ إذ "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

لو قيل: فلانٌ يقرأ كلَّ يوم (10) أجزاء من القرآن! ولم يُذكر له غيرُ هذا العمل، لعظُم في أعيننا جميعاً، وحُقّ لنا أن نعظّّمه.
وكلنا يعلم أنّ الجزءَ يُقرأ في (20) دقيقة.
فالعشرة كلُّها تُقرأ في (3) ساعات و(20) دقيقة، وهذا الوقت وأضعافُه يضيع من أكثرنا كلَّ يوم فيما لا نفع فيه!
فما الذي يُقْعِدُنا عن النهوض بأنفسنا والاستزادة من كتاب ربنا؟!
ليس المقصود من هذا المنشور الحثَّ على أن يكون وردنا كل يوم (10) أجزاء - مع أنه خير كبير لو التُزم به-، وإنما التذكير باغتنام هذا الأوقات التي تضيع منا، وكان بالإمكان أن تُستثمر في مرضاة الله تعالى.

#مافيا_السماسرة
طلب مني أخ كريم أن أبحث له عن شقة في دنقلا لأيام.
وجدت واحدة وأصر سمسارها على 40 ألف في اليوم! فلما وافق أخونا مضطراً قال المجرم: (معليش أنا لخبطت بينها وبين واحدة تانية، دي ب45)!
فوافق الرجل.
فلما شرعنا في إبرام العقد قال المجرم (احنا تلاتة سماسرة، عمولتنا 150)!
أين والي الشمالية من هذا العبث؟!

الدعاء للمؤمنين، والدعاء على الظالمين والمفسدين، ترجمةٌ لعقيدة الولاء والبراء التي بيّن الله تعالى في كتابه أنه لا إيمان إلا بها.
فادع للم|جاهدين، والأسر|ى، ومَن هم في أرض رباط، وفي الارتكازات.
وادع على الدعم السريع، ومن أعانه ولو بشطر كلمة، ومن مكّن له وأورد البلاد المهالك بذلك.