قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 5 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 6 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 7 months ago
المنهج الذي أتبعه في الكتابة منذ سنوات أني أركز على نقد من أرجو فيهم خيراً وقابلية للإصلاح.
وحين أتوقف عن النقد فهذا يعني أن الأمل انتهى.
بمعنى حين تراني لا أنتقد مطلقاً جماعة ما فهذا لا يعني أني متحيز إليهم، بل يعني أني لا أبني عليهم أملا..
وهذا ليس مجرد موقفي الشخصي بل هذا هو منهج الفاعلية والبحث عما يبنى عليه عمل ...
استعملت في منشور سابق مصطلح "الرأسمالي الفقير".
الغالبية الساحقة من الناس ينظرون إلى قصص كبار أثرياء العالم مثل إيلون ماسك وبيل جيتس وآخرين بأنها قصص ملهمة، ويتداولونها في سياق استخلاص العبرة: كيف تستلهم مسيرتهم في النجاح وجمع الثروة ..
لكن لا أحد يتنبه إلى الجانب اللا أخلاقي في ثرائهم الفاحش، فيتناول ثروات هؤلاء من زاوية أنها تركيز لأموال الفقراء في يد فئة قليلة، وأن جمع الثروات الطائلة ليس ثمرة الجهد والذكاء الخارق لهم وحسب ، بل ثمرة اختلال العدالة ، فثروة هؤلاء غير طبيعية وهي طغيان في ميزان الأرض لأنها تكونت من خلال شفط جيوب الفقراء وسرقة جهودهم واستغلالهم في عبودية اقتصادية رخيصة فيكون الجهد عليهم وقليل من الربح لهم بينما الربح الفاحش لتلك الفئة القليلة، وما افتقر فقير إلا بغنى غني ولذلك فإن تكدس الثروة في يد القلة ليس بطولة وأمرا ملهما بل أمر منكر أخلاقيا " كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم" .
من يرى في هؤلاء الأثرياء الكبار أسوة وإلهاما لا لفضل ذاتي فيهم سوى ثرائهم الفاحش فهو رأسمالي في قلبه وإن كان فقيراً في فرصته: "تشابهت قلوبهم".
#ألف_فائدة_من_القرآن
(101)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة
هذه الآية تحدثنا عن الطبيعة الانفتاحية العالمية للقرآن، فهو ليس كتابا منغلقا على طائفة أو أمة من دون الناس ، بل يحمل رسالة العدل للناس جميعاً ، ومن تجليات العدل والرحمة توسيع دائرة النجاة وعدم قصرها على أمة واحدة ..
وشروط النجاة و الفلاح عند الله واسعة حتى تتسع لتعدد أمم الأرض ، لذلك اكتفت الآية بثلاثة شروط عامة للنجاة وهي الإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالح.
هذه الشروط بطبيعتها فطرية لذلك تتجلى في كل أمم الأرض ، فالآية لم تشترط مثلاً الإيمان بالرسول محمد أو الإيمان بالكتب لأن هذه المسائل هي حجة على من يعلمها، وهي تحتاج إلى إخبار ومعرفة، وكثير من الناس لا يصلهم البلاغ المبين الذي يقيم الحجة عليهم، فلو تضمنت الآية مثل هذه المسائل لضيقت دائرة النجاة .
لكن المسائل الثلاثة بطبيعتها فطرية تعبر عنها كل أمم الأرض وثقافاتهم بطريقة أو أخرى ، فالناس بالفطرة يهتدون إلى أن هناك خالقا مدبرا لهذا الكون، وتتمة هذا الإيمان أن يؤمنوا بالفطرة أيضا أن هناك يوماً آخر، إذ إن مقتضى العقل إذا كان هناك إله خلقنا أن نرجع إليه.
وعمل الصالح كذلك قد اتفقت الفطرة في أمم الأرض كلهم عليه، وهو معنى واسع يشمل كل أفعال الخير والبر التي يعرفها الناس .
ما يفهم من هذه الآية ومثلها أن مجرد توفر الإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالح يدخل صاحبه من كل الأمم في دائرة الرحمة والنجاة عند الله تعالى..
والله أعلم
هو ذات الاغترار الذي يصيب كل الأمم، فروسيا اليوم تعربد في سوريا ومن قبل في أوكرانيا وجورجيا وهي تقول: "من أشد منا قوة".. يجيب القرآن على كل الذين يعبدون صنم القوة: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّة"، وهو جواب علمي وليس غيبيا، فالاغترار بالقوة موقف غير عقلاني يقوم على تضخم الشعور بالذات والغفلة عن القراءة الموضوعية لمعطيات الواقع ومسار التاريخ وحدود القدرات البشرية، القوي في ساعة سكرته يظن أن لا حدود لقدراته وأن نهاية التاريخ قد كتبت عند أوج مجده وسلطانه، هنا يعادل القرآن هذا الإفراط في تقدير حدود الذات بالتذكير بالقوة المطلقة المحيطة التي كانت هي علة زوال الحضارات وفناء الأمم عبر التاريخ.
إن أعظم برهان على أن هناك دائما ما هو أقوى من كل الحضارات القوية هو قصص التاريخ التي تنبئنا أنه لم يكتب لأي من هذه الحضارات الخلود وأن الأيام كفيلة بتجلية عوامل التحلل والتفكيك وتنشيطها وصولا إلى الأجل المحتوم: "فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين"، إن الله هو أشد قوة تعني أن سنن الله وقوانينه أشد قوة، فالله لا يعمل دائما بطريقة مباشرة إنما يرينا آياته من خلال سننه وقوانينه التي ضبط بها مسار الحياة والوجود.
كل دولة مهما علا سلطانها وعظم بطشها تحتوي عناصر ضعف تقتضي العقلانية إدراكها والتواضع بإزائها، قد تمتلك دولة قدرات عسكرية فتاكة وصواريخ نووية كما هو حال روسيا التي تتباهى خيلاء في الأرض وتظن أن لن يقدر عليها أحد لكنها في ذات الوقت تحتوي على ضعف اقتصادي يجعلها في حاجة إلى غيرها مما يبطل دعوى تفردها بالهيمنة والسلطان، وقد تمتلك دولة كل أدوات القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، لكنها لا تستطيع توفير الأمن لمواطنيها، فيسلط الله عليها بظلمها عبادا مستضعفين لا تأبه لهم يسلبونها أمنها ويكسرون كبرياءها، وقد تستكبر دولة على جيرانها وتنصر كل جبار عنيد كما تفعل إيران بنصرها للطغاة المستبدين لكنها مهترئة من الداخل لم تقم في شعبها العدل والنماء فتظل محرضات الانفجار قائمة من الداخل تنتقص من اكتمال قوتها وتبطل دعوى استكبارها، وقد تشيد دولة أعظم العمران لكنها تقف عاجزة أمام إعصار أو زلزال أو بركان.
وهكذا فإن تذكير الآية بقوة الله هي دعوة إلى العقلانية والتواضع وإدراك حدود الذات، فإن من وراء كل قوة مهما علت في الأرض قوة كلية محيطة تتمثل في القانون الكلي للوجود الذي أوجده الله بتجلياته الطبيعية و السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولن تخلو أي قوة من عناصر ضعف كامنة إما غالبها أصحابها بالعدل الذي يحقق الأمن ويزيل أسباب التوتر ويكسب الأمم قوة روحية تؤثر بها في الناس وتكسب قلوبهم، وإما غفلت وعميت وتجبرت في الأرض حتى يأتيها الله من حيث لا تحتسب فيقصم كبرياءها ويرتد بغيها على نفسها: "قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين".
داء الاغترار بالقوة
أحمد أبو ارتيمة
نشوة القوة مسكرة لأصحابها وحجاب لعقولهم، تحرضهم على الطغيان والاستكبار والمشي في الأرض مرحا: "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"، القوي المستكبر يرى الناس في عينيه مثل الذر لا يبالي أن يسحقهم في طريق نزواته واستعلائه.
حين يعيش الإنسان بنفسية القوة لا يستمع لنداء العقل ظنا منه أن العقل حيلة الضعفاء بينما منطقه الوحيد إذ يمتلك القوة هو البطش وإكراه الناس على إرادته: "قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز"؛ هذه الآية نموذجية في تحليل سيكولوجية الاغترار بالقوة، فالنبي يخاطبهم بالعقل والحوار بينما هم لا يفكرون إلا بمنطق القوة، فما دام النبي ضعيفا فليس من حقه أن يتكلم معهم، إذ الحق في نظرهم هو القوة، القوي هو الذي يملك حق تحديد المعايير الأخلاقية وتقرير الصواب و الخطأ، تماما مثل واقع السياسة الدولية اليوم التي تعكس موازين القوى وليس المبادئ والحقوق، فالخمسة الكبار الذين يملكون حق النقض الفيتو ميزتهم الوحيدة أنهم المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، وكما قال من أظنه جودت سعيد لو انتصر هتلر لما وجد صيغة أسوأ من صيغة الفيتو لفرض سلطانه على الأرض. الفيتو يعني ببساطة أن القوة هي الحق، وأن إرادة كل شعوب الأرض مجتمعة لا اعتبار لها إذا تناقضت مع مصالح القوى الكبرى، إنه منطق: "وإنا لنراك فينا ضعيفا"، أخرج ما لديك من أوراق قوة حتى نقرر إن كان من المناسب أن نتحدث معك أو أن نحاربك..
مرض الاستكبار في الأرض قديم قدم الوجود الإنساني، فالقوة هي التي تمنح الإنسان الشعور التألهي، أنه يملك ميزات إضافية ترفعه عن مصاف الناس العاديين. يتلخص تاريخ الصراعات في تصادم الإرادات وسعي كل فريق لسحق إرادة خصمه وأن تكون الكلمة الأخيرة له بما يعني ادعاء ضمنيا للألوهية، فالله تعالى وحده الذي يملك الإرادة الحقيقية المتغلبة والمشيئة التي لا راد لها، وحين يضيق الإنسان بمعارضة إرادته ويسعى لسحق هذه المعارضة فهو بذلك يسعى أن يثبت أنه لن تكون على الأرض إلا مشيئته.
ولو فككنا كل الخطابات السياسية على كافة المستويات لوجدنا القاسم المشترك بينها أن كل فريق يحاول كسر إرادة أعدائه، لماذا تحارب أمريكا هنا عسكريا وتحاصر هناك اقتصاديا، وتغزو بلدا ثالثا بالبرامج الثقافية والمساعدات الإنسانية؟ أليس الهدف المباشر هو أن يخضع العالم كله لإرادتها، وألا تكون هناك أية قوة تخرج عن طوعها؟ إن السبب النفسي يبدو أعمق من السبب الاقتصادي في تفسير الصراعات البشرية، لو قلنا إن الدول تسعى لتقوية اقتصادها عبر الحروب فإن السؤال يظل قائما: لماذا تريد الدول تقوية اقتصادها؟ إن القوة الاقتصادية ليست هدفا بل وسيلة للهيمنة السياسية وفرض الأجندة وإعلاء القيم، وحين تنجح دولة في الوصول إلى مستويات قياسية من الرفاهية لمواطنيها فإنها لا تغلق الأبواب على نفسها بل تبحث عن دور سياسي تمد به نفوذها وتحقق كبرياءها.
لم تكن خشية فرعون من دعوة موسى هو أن يصلي بنو إسرائيل ويصوموا لإلههم الذي في السماءـ بل كان يخشى أن يزاحمه موسى في نفوذه السياسي: "وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ"، هذه المقولة التي جاءت على لسان ملأ فرعون تلخص المنطلق النفسي الذي يرسم سياسات الدول الكبرى في كل زمان، فهي معركة البحث عن النفوذ والكبرياء تستعمل فيها الأدوات العسكرية والاقتصادية والإعلامية من أجل إشباع شعور عميق في نفوس الأفراد والأمم بالعلو والتلذذ بفرض الإرادة على الآخرين.
التوحيد في حقيقته دعوة للعدل والمساواة الإنسانية، التوحيد يعني أن تتحرر من شعور الاستكبار على الضعفاء أو الاستضعاف أمام السادة والكبراء وأن تعتقد أن الناس كلهم عباد لإله واحد، فترضى لنفسك ذات المعيار الذي تريده لغيرك، وتؤمن بتساوي الحقوق الإنسانية، لا تسعى لسحق إرادة غيرك لأنك تؤمن أنه إنسان مثلك، ولا تتعالى على غيرك لأنك عبد ضعيف مثله، التوحيد يعني أن يسود التعاون والاعتراف لا التصادم والإلغاء علاقات الأفراد والشعوب والأمم.
التوحيد دعوة لميلاد عالم الحق لا عالم القوة، عالم يكون الناس فيه أقوياء بمبادئهم الأخلاقية لا بعربدتهم وبطشهم، لأن قوة المبدأ الأخلاقي أثر من قوة الله الحق الذي وضع الميزان بما يعنيه من قوانين أخلاقية دقيقة، بينما قوة العربدة والبطش عبادة للأصنام، فالاعتقاد بأن القوة المادية تملك الضر والنفع والموت والحياة والنصر هو شرك بغير الله: "وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَة لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّا"، "وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَة لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ".
في مثال قوم عاد في القرآن الكريم: "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّة".
محاضرة غزيرة بالفائدة أدعوكم إلى مطالعتها ?
نسبية معنى الشر:
قال لي صديق وقد انفطر قلبه بفقد أطفاله:
ما ذنب الأطفال حتى يفتتهم صاروخ!
قلت له: يا صديقي، من قال لك إن الأطفال قد شعروا أصلا بألم الصاروخ ؟
ربما كانوا يلعبون هنا فوجدوا أنفسهم فجأة يلعبون في عالم أوسع وأكثر أمنا وحبا..
القتيل لا يشعر بألم القتل، القرآن لا يتحدث عن عذاب الموت إلا للظالمين..
أما الموت فهو سواء مع النوم في ميزان الله، تدبر معي هذه الآية:
" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها"
كيف جعل الله الموت والنوم مظهران لحقيقة واحدة!
هل يشعر أحدنا بألم النوم أم يجد نفسه بمنتهى الانسيابية يدخل عالماً آخر! إن مثال النوم في القرآن هو مثال الموت ...
نحن نتألم لأن وعينا محدود بالحياة الدنيا التي نعيشها فيصعب علينا تخيل مفارقة أحبابنا لهذا العالم ..
ومثال ذلك مثال الجنين حين يخرج من بطن أمه وقد ألف حياة الرحم فيشق عليه أن يفارق حياته المألوفة فيصرخ ساعة الولادة لكن الناس في عالمنا لا يقابلون صراخه إلا بالضحك والفرح لأنهم يعلمون أنهم أخرجوه من عالم ضيق إلى عالم أوسع..
تخيل أن الولادة بالنسبة للجنين هي موت ، ولو افترضنا توأماً واعيا لديه القدرة على التفكير الفلسفي فلو سبق أحدهما الآخر في الولادة فإن الجنين الآخر سيسأل بألم: ما الحكمة من مفارقة أخي حياة الرحم الدافئة ، لماذا هذا القدر القاسي؟ لماذا لم يبق معي متنعما بدفء هذه الحياة..
لكننا نحن في العالم الأوسع لا نشارك ذلك الجنين سؤاله الفلسفي فنحن نرى الولادة خيراً بينما يراها هو شرا ومفارقة..
بذات الطريقة من يفارق عالمنا الدنيوي المحدود إلى عالم عرضه السماوات والأرض ، هو في نظرتنا المحدودة شر، لكنه لمن يراقب المسألة من زاوية رصد عليا هو خير وسعادة:
" لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"..
قد يكون انتقال الإنسان إلى العالم الآخر أسرع من قدرتنا على مراقبة الحوادث الخارجية، فهو لا يسمع صوت الصاروخ أصلا وقد يكون وصل إلى العالم الآخر وهو لا يدري ما الذي حدث بالقرب منه..
في سورة يس حين يتحدث القرآن عن المؤمن الذي ينصح قومه ينتقل السياق فوراً من مشهد الدنيا إلى مشهد العالم الآخر في دلالة على سرعة انتقال المؤمن الصالح من كدر الدنيا إلى راحة العالم الآخر:
" إني آمنت بربكم فاسمعون* قيل ادخل الجنة"
في الآية الأولى كان يدعو قومه وفي الآية التالية انتقال فوري إلى دخوله الجنة ولم تقل الآيات حتى إنهم قتلوه لتدلل لنا على سرعة الأمر..
الذنوب الفردية والذنوب الجماعية..
هناك ذنب فردي يبوء صاحبه بإثمه ويحاسب وحده عليه وفق ميزان العدل الإلهي " ألا تزر وازرة وزر أخرى"
لكن هناك ذنوب جماعية يحاسب الله عليها أمة وجماعة كاملة ويعاقبهم عليها، فكيف يصير الذنب جماعياً ؟
يصير الذنب جماعياً إذا تفشى بين الناس إلى درجة ألا تنكره قلوبهم وأن يتطبعوا معه ويتفهموه ويبرروه، هنا لا يظل الذنب فردياً لأنه يحظى بغطاء اجتماعي، في هذه الحال يصير المجتمع كله مذنبا وينزل العذاب بالجميع حتى لو لم يكن الجميع يفعل الذنب، يكفي السكوت عليه وعدم إنكاره..
لذلك مؤشر السلامة في المجتمع أن يظل الذنب الفردي مدانا ومستنكرا..
يقول الله في علة معاقبة الأقوام الظالمة: "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"
فالمجتمع إذا أراد تجنب سوء العاقبة عليه أن يفحص دائما حالة "التناهي عن المنكر" ليظل منكراً معزولا..
وضمان نجاة الأقوام في القرآن: " وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"...
الخشية ليست في وقوع ذنوب فردية في قدرها الطبيعي ، بل الخشية من إلفة المجتمع لهذه الذنوب وتطبعه معها وتوقفه عن التناهي عن المنكر ، ففي هذه الحال يخشى من عموم العقاب الإلهي
" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"
المعيشة الضنك والتلاعن والتباغض والتناحر وضيق الصدر وتعسر الحياة ليست إلا ثمرة خبيئة من الذنوب.
يفعل الناس الذنوب في السر ثم يظنون أن الحياة قد راقت لهم، وإنما هو استدراج وفتنة فإذا ذاقوا ضنك الحياة قالوا إنما هي أحوال طبيعية "قد مس آباءنا السراء والضراء" ..
هذه مشكلة الناس أنهم لا يربطون النتيجة بالسبب، فيدفعون الثمن مضاعفا لأنهم لم يتفطنوا أن ما يذوقونه من ضنك معيشة هو بذنوبهم المخبوء منها والمعلن.
فإذا حدثتهم عن الذنوب وأثرها في ضيق الحال قالوا: هذا كلام قديم!
وهذا من تمام غفلتهم لأن من علم السبب راجع وأصلح واتقى، ومن أنكر تمادى في عمايته وغيه.
قانون الله لا يكذب أيها الناس:
" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
الذنوب هي المدخل والبذرة، والمعيشة الضنك هي المخرج والثمرة ، فمن لم تعجبه الثمرة فليحسن البذر ليحصد ما يحبه غداً.
إضافة/
ثم إن ميدان المعيشة الضنك هو الصدر (العالم الداخلي) وليس الواقع الخارجي .. بمعنى قد يعيش إنسان في الحرب والفقر وهو ينعم بنفس مطمئنة راضية، وقد يعيش آخر في سويسرا معيشة ضنكا فيشعر بالاختناق وضيق الصدر وانسداد أبواب التوفيق ، فالعالم الداخلي أكثر ثراء من الظروف الخارجية التي يقيسها الناس بميزان مادي ..
كان هناك من ينظر بريبة إلى من يتحدث عن النقد الذاتي أو يدعو إليه ويتهمونه بالفراغ والترف..
لا أدري إن كانت الصدمة الكارثية التي حلت بنا كافية لنعلم كم ظلمنا أنفسنا حين أعرضنا عن نهج النقد والمراجعة.
النقد الذاتي ليس ترفا يمارسه الفارغون.
النقد الذاتي يعني مراجعة الأفكار في ضوء نتائجها، ما قيمة أي فكرة إلا بنتيجتها وعاقبتها؟ الإصرار على فكرة بعد الاصطدام بجدار مسدود لا يعني سوى العناد وإنكار الواقع..
النقد الذاتي يعني أن تكون هناك مرآة ترى فيها اختيارك..
النقد الذاتي يعني أن تكون هناك كوابح تمنع التردي في اتجاه الهاوية ..
النقد الذاتي هو ضمانة تحصين المجتمع من الهلاك ودفع الثمن باهظاً لتقديرات لم تحسن التنبؤ بالواقع والمآلات..
النقد الذاتي يعني النصح والاستغفار والمراجعة والتقويم:
" فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد إلا قليلاً ممن أنجينا منهم"
فائدة الصدمات والكوارث التي تصيب المجتمعات البشرية أن تدفعهم إلى مراجعة أفكارهم ورؤاهم...
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 5 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 6 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 7 months ago