" لا تمرُّ على المؤمن حادثةٌ إلا كان له معها شأنٌ من العبادة، فإما موعظةٌ تستدعي منه تذكرًا، أو نعمةٌ تستدعي منه شكرًا، أو مشقةٌ تستدعي منه صبرًا، ولذلك كان أمره كله خير.

وهذه الحال المستمرة من العبادة في حياة المؤمن تجعله متذكرًا منتبها لآيات الله، لا يمرُّ عليها غافلًا، ينتبه لأصغر الأشياء -فضلًا عن غيرها- حتى يؤدي حقَّ الله فيها، فنسمة الهواء الرقيقة -لديه- نعمةٌ تستدعي شكرًا لربه الكريم الرحيم، وألم الشوكة اليسير بلاءٌ يستدعي منه صبرًا ورضا لقضاء ربه العليم الحكيم، فكل الحوادث لديه مذكرات تذكّره بالله، وتعينه على أداء حقه فيها، ومنبهات تبقي في قلبه الحياة ليظل متيقظا على الدوام.

فمن هنا كان العبد المنيب دائم العبادة، كثير الرجوع لربه، القريب منه على الدوام، الصبار على كل ما يصيبه، الشكور على كل ما يلقاه.. هو أول المتذكرين بآيات الله التي يريها عباده، وأبعدهم غفلة عنها.

{ هُوَ ٱلَّذِی یُرِیكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ رِزقࣰاۚ وَمَا یَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن یُنِیبُ }.

{ أَفَلَمۡ یَنظُرُوۤا۟ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ فَوقَهُمۡ كَیفَ بَنَینَـٰهَا وَزَیَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجࣲ • وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِیجࣲ • تَبۡصِرَةࣰ وَذِكۡرَىٰ لِكُلِّ عَبۡدࣲ مُّنِیبࣲ }.

{ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱلۡفُلۡكَ تَجۡرِی فِی ٱلۡبَحۡرِ بِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ لِیُرِیَكُم مِّنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ }."

🖌 غيث الوحي. @Ghaith_Al_Wahi

🔸 قَالَ شيخُ الإسلامِ رحمهُ الله:

" مَنْ تَأَمَّلَ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الثَّابِتَةِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وَاعتَبَرَ أَيضًا اعتِبَارَ أُولِي الْأَبصَارِ؛ عَلِمَ أَنَّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ النَّبَوِيَّةُ خَيْرُ الْأُمُورِ ".

📔 (منهاج السنة، ٤/٥٣٠).

? قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم" وذكر منهم " الصائم حتى يُفطر ".

? معشر الصَّائمِين والصائماتِ، إنَّ الصهاينة قد بلغَ بهم الطغيانُ والفساد والتنكيلُ والعدوان على أهليكم مبلغه، وإنَّ لكم دعوات لا تُـردُّ حتَّى تفطروا، فادعوا لأهليكم في غزة وفي كل مكانٍ ولا تنسوهم، فقد اشتدَّ عليهم الكرب وعظُمَ الخطب، وليس لهم أحدٌ إلا الله ثم دعواتكم، فلا تغفلوا عنهم، لاااا تغفلوا عنهم؛ فإنَّهم مكـرُوبـون.?

اللهُمَّ إنَّ الصهاينة قد طَغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد؛ اللهُمَّ فصُبَّ عليهم أسواطًا من العذاب، اللهُمَّ اهزمهم وانصر عبادكَ عليهم.
اللهم العنهم لعنًا كبيرًا في الدنيَا والآخِرةِ.
اللهم احرقهم ودمِّرهم في الدنيَا والآخِرةِ.
اللهم أرنا فيهم عجائِبَ قدرتكَ في الدنيَا والآخِرةِ.
اللّهمَّ يَا مَن نصرتَ عبادكَ يوم عاشوراء على فرعون وجنوده؛ انصُر عبادكَ فِي غزة نصرًا عظيمًا عزيزًا مؤزرًا.

حسبُنا وحسبُ المستضعفينَ الله ونعم الوكيل.
نستودعُهُم الله الذي لا تضيعُ ودائعهُ.

ولو كان
صيام عاشوراء يكفر الصغائر فقط.
٣٥٤ يوما
كم من نظرة نظرتها طول الليالي والأيام
كم من كلمة قلتها على مر المجالس والحوارات والأحاديث والمواقع والاتصالات
كم من شيء سمعته مما لا يرضي الله.
كم مجلس جلسته
كم فعل فعلته
كم خطوة مشيتها
كم هي أعمال القلوب التي أخفيتها
كم واجب قصرت فيه في حق والد أو قريب أو جار أو صديق أو مسلم
عام كامل
يذهبه صيام يوم واحد.!!!

?هاكَ البُشرى مِن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم:

? قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" **مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ:

( اللَّهُمَّ إِنِّي عَبدُكَ، وَابنُ عَبدِكَ، وَابنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيتَ بِهِ نَفسَكَ، أَو عَلَّمتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلقِكَ، أَو أَنزَلتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَو استَأْثَرتَ بِهِ فِي عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ، أَن تَجعَلَ القُرآنَ رَبِيعَ قَلبِي، وَنُورَ صَدرِي، وَجِلاءَ حُزنِي، وَذَهَابَ هَمِّي )؛ إِلا أَذهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزنَهُ وَأَبدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا ".

فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله، أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ:" بَلَى، يَنبَغِي لِمَن سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا** ".

?صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

" فتِّش أنَّى شئتَ في العباراتِ المُواسيةِ، والجُمَلِ المؤنسة، التي تخفِّفُ وطأةَ الكربِ، وتبدِّدُ وحشةَ الغمِّ، فلن تجد أصدق وعدًا ولا أهنأ على القلبِ من قولِ الحقِّ سبحانه، العزيز القدير: { سيجعلُ اللهُ بعد عُسرٍ يُسرًا }".

#مسار_القرآن_الكريم #النحل٢٦٩