https://archive.alsharekh.org/MagazinePages/MagazineBook/Al-Helal/Year41/Issue_5/index.html

"قاعدة في الإفادة من المخالف"

من تمكن من العلم، وفرق بين الصواب والحق، والباطل في الدين، على ميزان السلف، فلا يضره ما قرأ من كتب المخالفين؛ لقدرته على استخلاص المفيد منه، وتجنب المضر.
فإن شرحه بغية التنبيه على خطئه، والتمييز بين حقه وباطله، فلا بأس بذلك، سبقه إلى ذلك:

- ابن تيمية شرح فتوح الغيب للجيلاني.
- وابن القيم في مدارج السالكين؛ يشرح فيه منازل السائرين للهروي الصوفي.
وفي طريق الهجرتين نقد محاسن المجالس لابن العريف الصوفي كذلك.
- وابن الجوزي اختصر الإحياء ونقاه، وسماه منهاج القاصدين، ثم جاء المقدسي فاختصره.

فكل يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال مالك؛ أي: ينتفع مما أصاب فيه، ويجتنب ما أخطأ فيه.
أما الإعراض عن العالم بالكلية لما فيه من الخطأ، فهذا إن كان من العامي، لعجزه عن التمييز فحسن، لكن المحقق المنقح لا يعدم فائدة، فالمؤمن أولى بالحق، أنى وجده فهو أولى به.