‏{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا}

" الحَقيقَة أنَّهُ لا أَحد يَصِل للهِ بِتربيةِ أَبوَيه؛ بَل عَلى كلٍّ منّا أَن يَجِدَ اللهَ بِنفسهِ ويَصِل لِصيغَتهِ الشَّخصيَّة مِن الدِّين أَو الرُّوحانيَّة ومُعادلته الخَاصّة المُلائِمة لنَفسِه "

من أقبح الأمور التي ظهرت مؤخراً أنَّ بعضهم إذا رأى الملتزم أو الملتزمة قالوا لا تدري لعلهم منافقين !

وإذا رأوا الفاسق أو الفاسقة قالوا لا تدري لعل بينهم وبين الله سر !

فيسيئون الظن بالصالحين والصالحات
ويحسنون الظن في الفاسقين والفاسقات
ويجعلون الشاذ عن الأصل أصلا
وهذا منزلق خطير.

أمّا الآن، فلا أُريد سِوى لَيل، وطَريقٌ طَويل، وقصائِد حُسينية أقرأُها مع الرادُود، بكُلِّ تناغُم.

- ز

" زَيْنَب ، والطَّرِيقُ طَويلٌ "

الوُجُوم

‏﴿وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾.

ما هو سر هذه الأبيات :

" فَواحِدةٌ تَحنُو عَلَيهِ تَضمُّهُ
وأُخرَىٰ عَلَيهِ بٱلرِّدَاءِ تُظَلِّلُ "

هذه أبياتٌ مشهورةٌ من قصيدة "فَدَيتُكَ"..
للشاعر المرحوم الحاج "هاشم الكعبي" ، ولكن ما قصة هذه الأبيات بالذات ؟

قال الشاعر :
عند كتابتي لهذه القصيدة ، توقفت عند هذين البيتين:

" وَأَدبَرَ يَنحُو المُحصَناتَ حِصَانُهُ
يَحِنُّ ومِن عُظمِ المُصِيبَةِ يُعوِلُ

فَأَقبَلنَ رَبَّاتُ الحِجَالِ ولِلأَسَىٰ
تَفَاصِيلُ لَا يُحصِي لَهُنَّ مُفَصِّلُ "

ولم أستطع أن أُكمل الأبيات لأني لم أستطع أن أصف مصيبة زينب وبنات الحسين (عليه وعليهنَّ السلام) في تلك اللحظة من الواقعة ، وٱحترت ماذا أكتب ، لأن المصيبة عظيمةٌ ، فما زلت كذلك حتىٰ نمت في تلك الليلة ورأيت نوراً - في عالم الرؤيا - قادماً إليَّ ويُخاطبني ، وكان صوت إمرأةٍ تقول لي:

إكتب يا هاشم..

قلت:
ما أكتب؟

قالت: إكتب:

" فَوَاحِدَةٌ تَحنُو عَلَيهِ تَضَمُّهُ
وَأُخرَىٰ عَلَيهِ بٱلرِّدَاءِ تُظَلِّلُ

وَأُخرَىٰ بِفَيضِ النَّحرِ تَصبَغُ شَعرَهَا
وَأُخرَىٰ لِمَا قَد نَالَهَا لَيسَ تَعقِلُ

وَأُخرَىٰ عَلَىٰ خَوفٍ تَلُوذُ بِجَنبِهِ
وَأُخرَىٰ تُفَدِّيهِ ، وَأُخرَىٰ تُقَبِّلُ "

فسألتها:
من أنتِ؟

قالت:
أنا أم القتيل..!

فقمت من نومي وكتبت تلك الأبيات وتعجبت من دقة الوصف، وكأنها كانت معهم..!

نعم كانت هناك.. ?

بأبي أنتِ وأمي يا فاطمة الزهراء.. فسلام الله عليكِ وعلىٰ أبنائكِ الشهداء..

(ديوان الشاعر هاشم الكعبي)

إلهي..
أنا من الذين قُلت فيهم:
﴿خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً﴾
أتجرد من الذنوب وأعود لها
وأختنق بغفلتي
فتأتي نسمات عطفك
لتَملأ صدري بهوىٰ ذاتك المقدسة
وأعود حيًا بمننّك السابِغة عليّ.
ز