-?☁️

الانشغال نعمة؛ لأن الفراغ يضخم غالبية الشعور، يضخم العاطفة، يضخم التعب، يضخم الألم، الفراغ هو العدو الحقيقي للإنسان، ومن أكبر النقم التي قد يواجهها المرء في حياته، وأثق أن الغارق بانشغالاته يكون متزنًا بانفعالاته تجاه الحياة.

-??️

من القُبح والجهل أن تنقل كلام عالم بفهمك أو تصرفك أو تقتطع منه ما يوافق هواك ثم تذيله باسمه دون إشارة لمصدر الكلام من كتبه أو محاضراته أو مواقعه الرسمية وما شابه.

وأخص بالذِكر الشيخ صالح الفوزان حفظه الله؛ فقد أصبح من هب ودب يذكُر كلامًا ثم يكتب تحته اسم الشيخ دون أن يفصح أو يعرّض بأصل المُقتطف، والداعي للشك أن أغلب المسائل التي يفعلون معها هذا الصنيع تثير البلبلة وتزرع الفتنة وتكثر الجدال بين الناس، وكم تحققنا فلم نجد أصولًا من كلام الشيخ لبعض ما أُلصق باسمه فكان من كِيس بعض المجهولين سامحهم الله، والبعض الآخر حُرِّف عن معناه وكان من قبيل التصرف بالجهل في كلام العلماء.

فإن كنت ناشرًا لكلام العلماء فاعلم أن مجرد قولك قال فلان لا يكفي لإثبات المصدرية، والتذييل باسم علان لا يعني صحة النسبة، والمصادر الكاملة تُكتب كما هي، والكلام يُنقل بتمامه دون تغيير، وإنه لمن القبيح أن تترك حظوظ نفسك تنتشر على أنها أقوال العلماء وأقبح أن تنسبها لهم بكل جرأة لتفرق المسلمين أو لتنصر قولك أو غيرها من الأغراض الدنية، وإنك غير ناجٍ من سؤال الله لك، وسيستنطق أناملك: ما كتبت وما نشرت ؟

وإن كنت مُستقبلًا لكلامٍ تستغربه من عالم في هذه المواقع فلا تتسرع في سبه والانتقاص من قدره والتقليل من علمه فتؤثم، واجتهد في البحث عن صحة ما انتشر، وبيّن الخطأ إن وُجد تؤجر، ولا تنجر وراء الجدال على شيء لم تثبت صحته حتى فإن هذا حُمق.

وإن كنت ناسخًا فتأكد قبل أن تنقل ولا تركن للمصادر التي يضعها غيرك، خاصة وأن البحث والتأكد سهل ميسر في زماننا فأنت لن تطير للشيخ بنفسك فتسأله عن صحة ما قال، بل كتبه ومحاضراته موجودة تبلغها ببضعة أزرار تضغطها دونما مجهود، فإن بذلت جهدك ولم تقع على ما تريد نسخه فاترك نشره حتى يتبين لك الحق، وابحث في كلام غيره من أهل العلم عن المسألة إن أردت تبيانها للناس.

وعمومًا: دع عنك الغرائب والفرائد وجلب البلبلة والجدل والتفريق والفتن، فليس كل ما يُعلم يُنشر لكل أحد خاصة أن هذه المواقع تجمع الغث والسمين من العقول والأفئدة.

وجادة أهل العلم الراسخين -من السلف والخلف- في نسبة الأقوال لأهلها واضحة بينة فلا تحِد عنها فتهلك، ولا تتركها فتضِل وتُضل.

-??

من الأخوات من لا تجد منشورًا بأي موضوع كان إلا ورأيتها تعلّق فيه وتأخذ وترد حتى يبدو لك أن أغلب يومها يمضي على هذه الحال.

وإحسانًا للظن بهن وتذكيرًا لأنفسنا ولهن: على المسلمة ألا تقضي أغلب وقتها هنا تعلق لفلانة التي وضعت منشورًا ثم غادرت لمصالحها الدنيوية والدينية في حين تلتهي بمنشورات الجميع تعلق لهن بتعليقات أطول من المنشور نفسه أحيانًا !

حتى عندما تكون الصفحة أو المجموعة أو الأخت التي تعلقين لها تنشر أشياءً نافعة ففائدتها يستحيل أن تضاهي بحثك عن العلم ومدارسته بنفسك.

والأسوء من ذلك من تتابع كل التعليقات وتقرأ كل شاردة وواردة وربما أزعجها رأي فراحت ترد على صاحبته اليوم بطوله، أو أعجبها منشور فما تفتؤ تقرأ كل تعليق جديد عليه، متناسية أن أحسن الناشرين في هذا الفضاء ليس برتبة عالم أو مجتهد، وأن بعضهم مجاهيل بالنسبة إليها لا تدري من حقيقة علمهم وورعهم وتقواهم شيئًا !

خصصي وقتًا -وقصريه قدر المستطاع- لمثل هذا بنيّة التفاعل مع النفع ليعم، والتعليق للنافعة لتواصل، واتركي عنكِ الجدال والمراء والتشدق والتدقيق في كلام الناس فهو كثير لن يبقى منه إلا القليل، واعتني بكلام السلف والخلف من علماء الإسلام فهو قليل يبقى منه الكثير.

ثم افطمي نفسك عن متلازمة قراءة التعليقات، ولاتفرضي على نفسكِ أن تعلقي لكل أحد فلم يفرض ذلك عليكِ أحد، واستغلي ذلك الوقت في إفادة نفسك بنفسك وقراءة كتاب نافع أو سماع درس ماتع.

??

- أنصحك أن تشاهد هذا الفيلم، أرشح لك هذا الأنمي، سيعجبك هذا المسلسل، ضاعت حياتك إن لم تلعب هذه اللعبة... جرب يا صاح ليس لديك ما تخسره !

= بل لديك شيء ستخسره لا يمكنك استعادته أبدًا وهو عمرك !

إن كان ما مضى من إجازتك قد ضاع بالفعل وأنت مقابل أجهزتك والمواقع وكل ما تصحبه من توافه وملهيات، فقد آن الأوان لتتدارك...انظر لنفسيتك المهزوزة، جسمك المنهك من فعل لاشيء، تفقد خططك التي تركتها، برنامجك الذي بالكاد قطعت فيه بضع خطوات، أهدافك التي تتعامى عنها...افعل شيئًا حيال الموضوع، تغيّر ولا ترضى بهذه الحالة فالندم الذي سيأكلك لاحقًا لن تطيقه...لكن في زمنك الحالي فسحة للاستدراك، لتغيير المسار، للبدء من جديد، لمحاولة أخرى، وفرص جديدة تقدمها لنفسك.

ابكِ على إجازتك إن انقضت عكس ما أردته سيحفزك ذلك للتدارك قبل فوات الأوان...قبل أن تنقضي حياتك بأكملها عكس ما يُراد منك كمسلم موحد نافع لأمته !

لآرائكم حول الدورة، اقتراحاتكم لدورات مستقبلاً، لتشجيع إخوانكم على الاستدراك، دونكم بوت التواصل:

@Naf3tawasolBot

أما من لم يُنجز أو توقف في المنتصف لأي ظرف كان، فنسأل الله له العون والتوفيق والسداد للخير.

لكن لا بد من بعض العتب:

اعلم -وفقك الله لطاعته- أن التسويف داء العلم، وأن التهاون قاتله، فإن عجزت عن الدرس القصير فأنت عن المطولات أعجز !

وإن كنتَ رأيت اعلان الدورة متحمسًا ثم سرعان ما انطفأ ذلك الحماس بالكسل فهذا يعني أنك كنت مهتمًا بطلب علم الفقه، فكيف تطلب علمًا بأكمله وأنت مستصعب لصوتيات قليلة حوله ؟

وعلم الفقه معروف بتشعبه وعمقه وكثرة ما فيه من مسائل، بأدلتها، وطرق الاستنباط منها، وترجيحاتها، وردودها، وأقوالها ورواياتها، وضوابطها، وحدودها وتعاريفها وتقاسيمها، فحاجة الطالب مُلحة في تحصيله للصبر وطول النفس !

وقد عمدنا أن تكون صوتيات الدورة قصيرة¹، لا يكاد أطولها يتجاوز الربع ساعة، وأغلبها لا تزيد عن خمس دقائق، وبعضها لا تصل دقيقة !

لكن هذه الحسابات الزمنية لا تُغني شيئًا ؛ فالموفق من وفقه الله، فاستجلب توفيق الله بالسعي وأره من نفسك أنك صادق في رغبتك رفع الجهل عن نفسك.

ربما الدورة مع الجماعة انتهت لكن الدروس ما تزال متوفرة² ويسعك العودة إليها وإتمامها في أسبوع أو أقل وليس ذلك بالمستحيل إن عزمت عزمًا جادًا، فتكون أنت الجماعة ولو كنت وحدك !

إن الخير لا يُفوت فنحن لا نضمن توفره غدًا، وانظر لنفسك كيف تمرح في شبابك وصحتك وفراغك فإن زال أحدها تفطنت لما ضيعت !

ولا تتحجج بالانشغال فالجميع مشغول، وعندما ننظر للواقع سنجد أنه لا يُنجز إلا المشغولون ولا يتقاعس إلا البطالون.

وفرّ عليك شعور الندم وابذل وسعك اليوم تجد ثمَارًا يسرك قطافها غدًا إن شاء الله.

•••••••••••••••••••••••••••

¹ صوتيات الشيخ عبد السلام الشويعر حفظه الله كانت مقتطفة من محاضرة مطولة له بعنوان: التمذهب حقيقته وحكمه، فيمكنكم مراجعتها كاملة.

أما صوتيات الشيخ صالح العصيمي حفظه الله فكانت إجابات عن أسئلة وردت له في مختلف برامجه العلمية.

² نزودكم بفهرس شامل لروابط الصوتيات على اليوتيوب لاحقًا إن شاء الله لتسهيل الاستماع إليها.

-?

---------------------

صيغة الدرس: صوتية.

-?

إذا فترت همتك، ورأيت سعيك يتناقص بمرور الأيام في حين يُخيل لك أن الجميع سبقك، وتشعر أن تجهزك لرمضان لم يكن كافيًا، وأن شمعة قلبك تنطفئ تدريجيًا رغم حرصك على إبقاءها مشتعلة، إن كنت تجاهد لتواصل، ويتعبك شعور الوحدة الثقيل، فأنصحك بخير رفقة= رفقة العلماء، وبخير جليس= الكتاب، ومِن أحسن من يستطيعون شحنك بقوة نصحهم ومواعظهم الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله.

إقرأ الكتاب بقلبك وطبّق كل حرف تتعلمه وستجد في نفسك بإذن الله خيرًا وتغيرًا كبيرًا وستواصل في رمضان برُوح جديدة مفعمة بالجد وستسعد يوم العيد بأنه كان رفيقك !