أحيانًا لا أستوعب كيف تجاوز صحابة رسول اللّٰه مصابهم في فقده وكيف تعايشوا مع حقيقة وفاته دون أن يفقد أحد منهم عقله..

‏صعد أبو بكر ذات مرة ليخطب

فقال "أيكم يقرأ سورة التوبة؟"

قال رجل: أنا

قال : اقرأ.

فلما بلغ "إذ يقولُ لصاحبهِ لا تحزن إن اللّٰه معنا"

بكىٰ أبو بكر وقال : أنا واللّٰهِ صاحبُه!

-لِصاحبه.

[عام] تلفظها سهلةً بفمك، وغيرك يلفظها من دمه وروحه وكلّ ما مَلَك! لله، لا لسواه كان! هناك فرق كبير يا فَتىٰ، لَم نُقدّم شيئًا بعد، اللهم استخدمنا واجعلنا على ثغرٍ تُحبّه وترضاه.

كثرة ذِكرك لله -عز وجل- تربط على قلبك؛ وهي من حُسن ظنك بربّك.

-الشيخ/ محمد خيري.

أجِرني يومَ أن ألقاك.")

مرحبًا..

جئت أُذكّرك بالحُلم الذي كتبته على ورقةٍ ذات يوم، أنّك [الحافظ لكتاب الله]، وأنّك سَتُتِمّ القرآن حفظًا، تبلغ الآية الأخيرة، وتقرأ من محفوظ صدرك! تذكر هذا الحلم؟ إن كُنت ساعيًا له فأتَمَّ الله سَعيَك، وإن نَسيت الحُلم، فقد ذَكَّرتُك به ^^

أصدُقُك؟ والله إنّي حريص على حلمك أكثر منك، لذلك لن أنساكَ، دعاءً، وتذكيرًا، وسؤالًا كلّ حين، كُن بخير، يا حافظ القرآن.

-قصي عاصم.

‏ثمّ تخرج من مدرسة الابتلاء وقد تعلمت معانٍ لم تكن لتدركها في وقت الرخاء، يسوقك الألم إلى ربّك فتتذوق لذة طول المناجاة، وملازمة الذكر وقراءة معاني القرآن بعين قد قويت بصيرتها، فتدرك أن رحمة الله تكون في المنع كما تكون في العطاء وأن ألطافه تحفّك حفّا من حيث شعرت أم لم تشعر.

-هيثم الحويني.

أين أقرانُك؟ أين إخوانك؟ أين أودَّاؤك؟ أين جيرانك؟ أين رفقاؤك؟ أين أصدقاؤك؟
كما حُمِلوا ستُحمَل، وكما نُقلوا ستُنقل، وكما أُكلوا ستؤكل، وأنت عن الأعمال الصالحة بمَعزِلٍ، ولا بد أن تُحضَرَ للسؤال وتُسأل، وتُجازى بما تفعل، فمهما شئتَ فاعمل، ويحك انتبهْ لنفسك قبل أن ترحل.

-لِصاحبه.

ما أشقاك بغيره إلا ليسعدك بقربه، وما أسخن بالدمع عينك إلا ليقرها ببرد معيته، وما أوحشك من حِبك إلا ليؤنسك بحُبه، وما حرمك إلا ليغنيك به، فتوكل عليه، أرحم بك من نفسك، تغفل وتلهو والله برحمته يرعاك ويصد الأبواب عنك لتهتدي لبابه وهو الغني عنك؛ لكنه علم فقرك فرحمك وهداك لكي يسعدك!

-لِصاحبه.

طريقك إلى السلام الداخلي يحتاج قدرة كبيرة على التغافل،
ومهارة القفز على الأزمات،
وتقليل الالتفات للماضي،
لا تقف على التفاصيل،
ولا تذاكر المشكلة،
تفنّن في طيّ الصفحات،
وفرّق بين ما هو قَدَريٌّ لا سبيل إلى دفعه؛ فتُسلّم للباري فيما قدّر، وتتكيّف معه وسعك؛ فتُؤجَر على صبرك وتسليمك،
وبين ما يحتاج منك إلى سبب؛ فابذله ما استطعت، ثم دع النتائج لتقدير ربّك؛ فقد أدّيت ما عليك.

حجم كلّ مشكلة - في الحقيقة - هو حجمها الذي تحتلّه من مساحة اهتماماتنا..فقد ينزل بك الشيء التافه؛ فيجد في نفسك براحًا وفساحًا حتى ينفذ إلى كل خلاياك؛ فيُكدّر عليك صفو حياتك، وكان في مُكنتك ألا يكون،
والقرآن الكريم يرتّب لنا الأولويّات، ويقدّر لنا حجم كلّ شيء،
قضية الرزق التي شغلت اهتمام الناس ولا تزال حسمتها آية ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) ( وفي السماء رزقكم وما تُوعدون، فوربّ السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)
ومع تجذّر الطينية وقتامها في نفوسنا لا نكاد نبصر هذه الحقيقة،
وقس على ذلك كثيرًا من اهتماماتنا التي تستحوذ على تفكيرنا.

أنت من يصنع المشكلة، وأنت من يستطيع أن يتجاوزها إذا أردت.

-لِصاحبه.

فلكَ المَحامُد والمَدائحُ كُلُّها
بِخواطِري وجَوارِحي ولِسانِي :")