بعيداً عن كل ما قيل وقال ، بعيداً عن ابتعادكِ عني وأن الأمر حُسم ، وأنكِ لن تكوني لي ، ساخُبركِ شيئاً جميلاً عنكِ ، أنتِ أمرأةٍ جميلةٌ للغاية تحمُلين ابتسامة غامضةٍ على وجهكِ تُشابهُ لوحة الموناليزا ، عيناكِ جميلتين كهاء الله ، وباء الرب ، كنون الوطن ، كحاء الروح ، وقاف القلب ، ابتسامتكِ جميلةٌ كَمئذنةٍ فِي حيًّ قديمٍ تُوقظُ فِي الروحُ السكينةَ والخشوع ، جميلةٌ كَصرخةِ جُندي مُحاصر بالحرب وَنادى بأعلى صوت يا الله ، أنتِ ثابتة وراسخة فِي عقلي كَتمثال الحُرية ، أنتِ المُتحكمة في تفكيري أنكِ السته والثمانين مليار خلية التي تحمُلين النبضات الكهربية فِي دماغي ، لتُساعديني على التحكم فِي جسدي ، ومواصلة التفكير ، عيناكِ كَحبوب الكبتاجون والهيروين الذي أدمنت رؤيتهن ، كَقات اليوم بالنسبةُ إلى مولعياً مثلي ، كَأغُنية تُركية أحببتُها ولكني لم افهمُها ، اعجابي بكِ مُعجزة خالدة ، لستُ نبياً لكن المُهاجره إلى عينيكِ إسراء في سماواتٍ مبلدة بالرهبة والغموض ، لستُ نبياً لكنكِ رسالة الله لي ، أعذريني عن تناقض كلماتي فقد أصابتني صدمة قاتله ، عِندما علمتُ أنكِ لن تكوني لي ، فِي نهاية المطاف سأذهبُ إلى اللاشيء ، ساركضُ فِي الفراغُ ، سامكثُ فيه ، لقد كنتِ أنتِ الأمل الوحيد لسد هذا الفراغُ ، لكن القدر لم يحالفُني ، أتمنى لكِ حياة جميلة تُشابهكِ ، وأنا جبر الله واقعي الغريب.

في غيابها، يصبح اليوم كئيبًا، كأن السماء فقدت لونها، تمر كل لحظة و أنا أشعر خلالها بالفراغ ملء قلبي و كأن الحياة توقفت، يخطر على بالي كل شيء، الطريقة التي تضحك بها، تصرفاتها الحنونة، أسلوبها اللذيذ في الكلام، و جنتيها حين تتورد خجلًا و تضيء روحي، عينيها حين تتقوس بينما هي تقوم بعقد شعرها كي تضعه للحظات قليلة وراء رأسها كما عقدت قلبي عليها ثمَّ وضعت العالم وراءه للأبد، كل تفاصيل حديثنا الذي كان يملأ الأجواء سعادة. كل زاوية من زواياي اليتيمة و زوايا المكان و الزمان تذكرني بها، و كل شيء حولي دونها يبدو بلا معنى و بلا قيمة .

فعلت كل شيء ، حقاً فعلت كل شيء ، محاولات كثيره ولكن بلا جدوى ، داخلي غضب ، داخلي حزن ، حاولت أن أخرج هذه المشاعر والمشاكل ولكن لا شيء يفيد ، لم تعد الكتابه تواسيني ، الماضي يعود دوماً حين أظن أنني تخلصت منه ، كل شيء يزداد سوءاً ، شعري أصبح يتساقط بكثره ، قلبي لا يهدأ وتستمر النغزات بقوه ، وجهي متعب ، الهالات تزداد ، صحتي تتدهور ، أنا الذي لا يظهر شيء مهما بلغ من القسوة ، أصبح كل شيء خارج سيطرتي ، جسدي يرتجف بكثره وعيناي لم تتحمل فتنزل الأدمع ولم أستطع التمسك بها قليلاً ، في منتصف اليوم وأنا أتبادل الحوارات والضحكات مع أصدقائي وعائلتي ، تخذلني أعينّي ، إذ أرى عيناي تبكي ، الجميع يسألني ما بك ، ولكن جوابي المعتاد لا شيء ، أبكي من الداخل بكثره دوماً ، عيناي تبكي ، رغم محاولاتي الكثيره ، لم يتغير شيء بل يزداد سوء وليس بيدي شيء سوى النظر إلى أن أموت ، أنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر ، ذلك اليوم حين ينتشر خبر وفاتي ، أتمنى أن يأتي سريعاً .

أمنيتي في يَوم مَيلادي أن أعيش السنة كلها بشعور هذه الآية : " فَرحين بما آتاهم لله من فضله " أن تَحملني الدنيا للمكان الذي أتمناه ، لأيامٍ تليق بي، لنهايات سَعيدة أستحقها ، لليال أستريح فيها من تعب السَنين.. أتمنى أن يُلقِ لله علي وعلى قَلبي السَكينة والراحة…

إقترب الوقت الذي سأصطحب ذاتي برفقة عامي الجديد، برفقة إثنان وعشرون غموض، تسابقني الأيام وتتراصف الأعوام في خزينة العمر، واحدٌ وعشرون عام مليئ بالذكريات بحلوها ومرها مركونه في الفكر وأرتقب عام جديد لا أعلم ما يخفية لي، فأسأل من الله بمنهِ وكرمه أن يجعلهُ…

تغيرتِ، وانتهى زمن رسائلك التي كانت تزور هاتفي كل مساء لا بأس، ربما كانت فترة إعجاب وانتهى وقتها. كل شيء تغيّر؛ فرسائلي باتت تنتظر ساعات طويلة أن تُفتح، وسؤالكِ عني لم أعد أراه كما كان، ويومكِ أصبح يكتمل بدون حديثنا، وكل ما قيل من قبل كان هراءً في لحظة…

مؤسف
هذا الحال الذي أنا عليه
لا تبدو عليّ الحياة، أبدو جثة
سارح الذهن، منفصل عن واقعي
تلاشى شغفي
لا شغف للقراءة، ولا حتى للكتابة، أتأمل شاشة هاتفي مطولاً
أزيح نظري إلى الجدار قليلاً، ثم أعاود تأمل شاشة هاتفي لأكتب قليلاً، لأعاود السرحان
لا أعلم كم من الوقت أستغرقت لأكتب هذا
لا شغف حتى للأكل وأنا الشغوف بأكله، أدس الطعام في فمي مرغم نفسي أكلِه شاعرًا به يقف في حلقي
دموعي حبيسة عينيّ
كأنما هناك حاجز يمنعها من النزول، أشعر بها تغرقني بداخلي
أحتاج للبكاء
إنها المرة الأولى التي أشتاق بها للبكاء بهذا الشكل
أشعر بأنه منقذي
سينتشلني من هذا التبلّد الذي أحتل روحي لأعود ضاحك متناسي ألمي، لا أستطيع العيش في هذا الكم من الألم والتشتت والضياع
أنا حقاً أحتاج للبكاء حتى يشحب صوتي .

أرجو أن تحبينني للأبد، لطالما انعزلت عن الحب، ولطالما ابتعدت عن كل اللاتي حاولنَّ إقتحام قلبي، الوحدة مؤذية لكن البقاء مع شخص يُشعرك بوحدتك أشد أذى من الوحدة، لن أطالبكِ بتضحيات عظيمة، لن أطالبكِ إلا ببعض الأشياء التي قد تبدو لكِ تافهة.

أرجو أن لا أنطفئ بداخلكِ، أن يبقى الشغف في عينيكِ كلما إلتقينا، أن تظلينَ معي في وقت لا أستطيع حتى البقاء فيه مع نفسي، أحب شعور أنني مؤثر في حياتكِ، أحب مشاركتكِ لتفاصيلي، أن لا تشعريني بأنني شخص ملل بلا تفاصيل تثير اهتمامكِ، لن أعاتبك على انشغالكِ لكن لا تهمليني، إن تذكرتيني ولو سهوًا في يومكِ هذا سيجعلني أطير فرحًا، تحمّلي مزاجيتي لأنها ومهما طالت لن تؤثر على مكانتكِ في قلبي، لكن ما سيؤثر هو لومكِ الشديد على كوني أعاني من المزاجية، لستُ مُضطرًا لخلق أحاديث جديدة، لستُ مُضطرًا للكتابة كل يوم عني، يكفي أن أشعر حقًا أنني ما زلت الأجمل والأفضل في حياتكِ، يكفي أن نبقى معًا نتبادل الصمت أو الموسيقى أو حتى المناقشات التافهة، في غضبي قد أهدم كل شيء لكن صدقيني أنا كالأطفال عندما أهدأ أشعر بحالة حزن لا تُطاق لأنني أفسدت كل شيء فأرجوكِ لا تعاتبيني على غضبي هذا سيؤلمني أكثر، فقط يمكنكِ معاتبتي بلُطف وأقسم سأستحي أنا من تكرار غضبي، لا تجعليني أتذكر بدايتنا الرائعة ثم أبكي، بل حاولي معي أن يكون كل يوم هو بداية جديدة لعلاقتنا، لا يغريني حب البدايات فالوقت أشد عدو للبدايات، أرجو أن تحبيني للأبد .

-