المحب الحقيقي هو من يختصر لك العالم في حضوره، من لا تخشى معه الضياع، ولا تخاف الخذلان، من يكون وطنٌ لقلبك دون شروط وسندٌ لروحك دون طلب، وراحةً لا يشوبها خوف الرحيل.

-سوزان الضحيك

شُكْر خَاص إلى من كان لنا وطنًا، من جعلنا نشعر أن لنا في هذا العالم ملاذًا آمنًا، ويدًا لا تخذل، شُكرٌ من القلب لكل من أحبّنا بصدق، من لم تغيره المسافات، ولم تهزه العثرات، من بقي كما هو رغم تقلب الظروف، من كان لنا سندًا لا يميل وأمانًا لا يتبدل

شُكْر من القلب إلى من لم يُرهقه تقلب مزاجنا، و احتضن أرواحنا بحبٍ لا يشوبه مصلحة، لمن كان ملاذًا آمنًا لا نخشى اللجوء إليه مهما ابتعدنا، من أحبّنا بصدقٍ، فكان لنا الأهل قبل أن يكون الصديق، والسند قبل أن يكون الرفيق.

-سوزان الضحيك

( وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ) آيةٌ عميقة تلامسُ شغافَ القلبِ، تحملُ معنى الانكسارِ أمامَ عظمةِ اللهِ، والشعورُ بأنّهُ لا منجى ولا مفرَّ منَ الشدائدِ إلا بالعودةِ إليهِ. ( وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ ) تصويرٌ صادقٌ للحظةِ ضعفِ الإنسانِ حينَ تتلاشى كلُّ أسبابِ الدنيا، ويستشعرُ أنَّ النجاةَ ليستْ في أحدٍ من خلقِ اللهِ، بل في الخالقِ وحدَهُ.

( إِلَّا إِلَيْهِ ) إنَّهُ المأوى الآمنُ، الرحيمُ، الذي إذا لجأتَ إليهِ محمَّلًا بهمومِكَ وكربِكَ، أبدلكَ طمأنينةً وسلامًا. هذه الكلماتُ تُذكّركَ أنَّ اللهَ لا يغلقُ بابَهُ أبدًا أمامَ المنكسرينَ التائبينَ، بل ينتظرُهم ليفيضَ عليهم برحمتِهِ وفرجِهِ.

هذه الآيةُ العظيمةُ تضعُ أمامَنا درسًا؛ أنّ إدراكَ العجزِ أمامَ قدرةِ اللهِ هو بدايةُ النجاةِ. في لحظةِ الصدقِ مع النفسِ والاعترافِ بالضعفِ، تنفتحُ أبوابُ الفرجِ، ويولدُ الأملُ. فهي لحظةُ تحوّلِ الإنسانِ منَ الحيرةِ والاضطرابِ إلى اليقينِ المطلقِ برحمةِ اللهِ.

تذكّرْ دائمًا أنَّ الضيقَ مهما اشتدَّ، فإنَّ اللهَ أقربُ إليكَ ممّا تظنُّ. ثقْ بهِ، وأحسنِ الظنَّ وسترى كيف أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْه، هي البدايةُ الحقيقيةُ للطمأنينةِ والفرجِ الذي تنتظرُهُ.

-سوزان الضحيك

نُبلُ الرجالِ وسِرُّ الطيبِ معدنُهم
يزهو بهِ الكونُ إن صانوا وإن حَفِنوا

وحُسنُ أدبِ النساءِ تاجُ أنوثةٍ
كالنورِ يُشرقُ في الأرواحِ إذ صَفَوا

فيا لَهُما مِن جمالٍ حين يجتمعانْ
في خُلُقٍ سامٍ، وروحٍ طيب وحنانْ

قلَّتْ خطاهُم، ولكنَّ الضيا أفلَتْ
والنورُ يبقى إذا ما الصدقُ قد بانْ

-سوزان الضحيك

لا شيءَ يبقى على الأيامِ في مَكَنهْ
كلُّ اليقينِ سرابٌ في مَدارِ الهوى

نظنُّ أننا نُمسكُ الدهرَ في يدٍ
لكنَّ الغيبَ بيدِ اللهِ مفتاحُه

- سوزان الضحيك

لا تَلُم نفسَك إن خابت مَساعِيكَ،
فالريحُ تخبو إذا اشتدَّت نواصيها.

إن كنتَ إنسانًا، فالحُلمُ مرساكَ،
لكن حدودَكَ في الدنيا تُحاكيها.

اعمل بقَدرِكَ، وازرع ما تحبُّ غدًا،
فالأرضُ تُزهِرُ إن آمنتَ راعيها.

-سوزان الضحيك

نتثاقل الخُطوة لأننا نخشَى الفَشل، ونُؤجل المُبادرة خَوفًا من البداية، ونتركُ أحلامَنا مُعلَّقة لأننا ننتظرُ اللَّحظة المُثالية التي لا تأتي. نُراكِمُ الأفكارَ في عقولِنا، ونملأ الأوراقَ بخُططٍ لا حياةَ فيها، حتى يُرهقنا الانتظارُ ونَنطفئُ من الداخل.

تمضي الأيامُ ونحن في مكاننا، نُراقبُ الزَّمنَ يُسرَقُ من بين أيدينا، ونظنُّ أن الفرصةَ قادمةٌ لا محالة. حتى نجد أنفسَنا أمام عُمرٍ يمضي بسرعة، بقلبٍ مُثقَلٍ بالتَّأجيل، ونَفسٍ عاجزةٍ عن المضي قُدُمًا. كأن ثقل الانتظار صار أسهل من تعب الإنجاز.

وهكذا يمضي العُمر، نحمل آمالًا بلا أفعال، ونشيخ داخليًا ونحن بعدُ في ريعان الشباب. فما أعجب أن نكون نحن العقبة في طريق أنفسنا، نحرمها النور بانتظار شمسٍ لا تشرق أبدًا.

-سوزان الضحيك

العلم خريطة..
والعمل طريقٌ..
والنجاح ثمرة لا تنضج إلا بجهدٍ وصبر..
فالمعلومة وحدها لا تكفي، بل هي بذرة تحتاج إلى عزمٍ وريٍّ حتى تورق، وإلى اجتهادٍ حتى تثمر.

ولا يُقاس الإنسان بما يعرف، بل بما يطبّق من علمه، وما يُنتجه من جهدٍ دؤوب وصبرٍ طويل. فالطريق إلى الإنجاز يشبه الجبل الذي لا يُرتقى إلا بخطواتٍ ثابتة ومتواصلة، وكل خطوة تُقرّبك من القمة مهما بدت صغيرة أو بطيئة.

وكما أن الرياح تحمل البذور بعيدًا، لكنها لا تُنبتها إلا في أرضٍ خصبة تُعتنى بها. هكذا العمل المستمر يصنع المعجزات في المكان المُناسب، ويفتح أبواب الإنجاز مهما بدت موصدة، ويمنح الإنسان مقامًا أسمى من مجرد المعرفة.

-سوزان الضحيك

نحنُ في هذه الدُّنيا نَسيرُ على دُروبٍ مُتشابهة، وإنِ اختلفت ملامحُها. لكلٍّ مِنّا جُرحٌ يَختبِئُ خلفَ ابتسامةٍ، ودمعةٌ تُكابرُ حتى لا تَنحدرَ، وخَيبةٌ تُرافقها مُحاولاتٌ للوقوفِ مِن جديدٍ. انظُر حولَك، الكُلُّ يُكافحُ بطريقتِه، والكُلُّ يُحاولُ جاهدًا أن يُعيدَ ترتيبَ فَوضى الأيّامِ. قد تَحمِلُ في صَدرِك حُزنًا عَميقًا، لكنَّك تَحمِلُ أيضًا قُوةً لا تَراها الآن. اِعلَم أنَّ الطريقَ ليسَ سَهلًا، لكنَّ خُطواتِك الصَّامتةَ نحوَ المجهول تَكفي لتُخبِرَك أنَّك لم تُهزَم بَعد.

كلُّنا نُحاول في هذه الحَياةِ المائلةِ، وكُلُّنا نَتَشبَّثُ بالأملِ كي نَصمُدَ. لستَ وَحدَكَ مَن يَنكسِرُ أحيانًا ويُعيدُ بِنَاءَ نَفسِه بصَبرٍ يُعلِّمهُ مَعنَى الثَّباتِ. لعلّ هذه الكلمات تُخفِّفُ عنكَ، تُربِّتُ على قَلبِكَ المُثقَلِ، وتُذكِّرُكَ أنَّ الألمَ الذي تَحمِلُه ليسَ غَريبًا على هذه الحياة الدُنيا فَكلُّنا نُحاول.

-سوزان الضحيك

هدوء الطبع وردة الفعل المتزنة دليل على قوة العقل وعمق الحكمة، فالهدوء في المواقف الصعبة ليس ضعفًا، بل هو فن السيطرة على النفس واختيار الرد المناسب في الوقت المناسب.

-سوزان الضحيك