"ضائع بيني وبيني، جزءٌ مِني يُريدُ شيئًا والآخر يُحاربه"

والمرءُ تائهٌ بين إقباله على شرٍّ يظنُّهُ خيرًا
وإعراضِه عن خيرٍ يظنُّهُ شرًّا..
والسّعيدُ من كانت خيرةُ اللَّه لهُ؛ أحبَّ إليه من خيرتِه لنفسه.

"فإنّكَ تعلَمُ ولا أعلم، وأنتَ عَلَّامُ الغيُوب".

في التعبير عن الخيبَة قال أبو العلاء المعري:

وما ضرّني إلا الذِين عرفتُهم
جزَى الله خيرًا مَن لستُ أعرفُ.

يا الله..
في كُل مرة أنظرُ بِها إلى السَماء، أشعرُ برغبة لا تُصَدق في أن أتحدثَ إليك
أستطيع أن أقول بأن هَذه الأرض وبكل وسعها، واختلاف ما أراهُ عَليها يشعرني أحياناً بالضيق
أَصِلُ إلى حَدٍّ لا أستطيع وصفه؛ أُدرِكُ أنك تعرفه جيداً،أصلُ إلى حَدٍّ أشعر به بالتعب من كل شيء، فعلى سبيل المثال ألا يوجد حَل أقل تعباً من هَذا؟
عِندما أنظرُ إلى السَماء؟ أشعرُ برغبة بالبكاء. فأحياناً هذه الحياة تثقلنا أكثر مما نستطيع تحمله. رغم أنني والله أرتب مشاكلي هنا في هذا الرف، وفي تلك الخزنة كل منها مع ما يناسبها وَبتَعَقُلٍ إلا أنهُ وبعد كل شيء؟ تمتلئ الرفوف. وما بين يدي هو بالكثير، أصبحُ ثقيلاً ثقيلاً يا الله وقدماي لا تحتملان وزن تفكيري فَأُجبَرُ على أن أضع كل شيء هنا و هنا.. ليضيع كل شيء مجدداً.
هذه تَنهيدة صَغيرة.. في الحقيقة؟ أمتلك منها الكثير. فأنا بعد كل ما أخبرتك به.. أثقُ بشكل يصعب الكتابة عَنه بِقَدَرِكَ.. وبتلك النعم الصَغيرة. لا أقول أبداً أنني لا امتلك أحلاماً. أمتلك العديد منها، صغيرة وكبيرة. ولكنني رغم ذلك أرى هذه النعم الصغيرة؛ أنني في بيت مثلاً ، أنني امتلك شيئاً ما لأكله وهذه النعم التي تُنسى أحياناً
أثقُ تماماً بكل ما قُدر لي، ولكن بقدر ثقتي بكل شَيء من حولي، تشعرني السماء بأنني بحاجة للتحدث إليكَ لأُخبِرَك أنه
"لا بأس، الحمدلله..
الحمدُ لكَ
أنا هُنا.. ومازلتُ بخير "?

وإني لا أتيك بفضل طاعة
ولا فائض عبادة،
وإنّما تسبقني إليك
رجاءات المٌتطلع لرأفتك
وأمال الطامع في نوالك،
أضع عند جلال قدرتك
إقراري بعجزي،
وسقوطي في وحشتي
ووحدتي وتعثري،
وأقف لعظمتك
مملوئةً بالنقص
في اكتمالي،
ولم أزل أتحرى لطفك،
وأظل آمُل،
بأنك ستصلح يا ربّي كلّ شيء
كلّ شيء كلّ شيء.

تعاليتَ عن أعين الناظرين وجعلتَ فينا آيات الطريق إليك؛ فامنحنا التوهج حتى يسلكنا الضالون وأصحاب الحاجات والقلوب المكلومة?.