الضيف هو تعبير عن حقارة الدنيا، امام شسع نعله تسقط اوسمة القادة، و عند غرفته الصغيرة تحت باطن الارض تبصق على قصور اصحاب الجلالة، ومن عينه المصابة تنظر الى المجرات البعيدة و ترى فيها حرية الانسان الذي ما استطاعت هذه الدنيا العنيدة ان تقيّده وتسلبه عزمه

الاخرة فقط و منازل الجنان التي لا يتسع لها العقل هي الجزاء الوحيد الذي يمكن ان يقتنع به الانسان جزاء لمثله و من معه، عليهم رحمة الله و مغفرته و رضوانه يا اطهر الناس انتم و يا اشرف الرجال و اكرمهم

"المعرفة تحرر المرء، ليس بأن تقدم لنا احتمالات اكثر انفتاحاً يمكن ان نختار من بينها، بل بحفظنا من إحباط محاولة المستحيل"

اشعيا برلين

"يقول لنا علم النفس إننا لا يمكن أن نفهم الإشباع إلا بفهم الإحباط، -فالإحباط والإشباع متلازمين- وإننا عرضة للشعور بأن الإحباط لا يطاق. وبهذه الصورة، وحين يكون الإحباط أقل ما يمكننا أن نشعر به، أو نفكر فيه، أو لا يمكننا الشعور به أو التفكير فيه بشكل كافٍ، فإننا نشوش على شعورنا بالإشباع.

ونحن نفضل الإشباع بدون إحباطاته اللازمة. لكن إن كنا نكره الإحباط، فالإشباع أولى بهذه الكراهية، لأننا لا نرى دليلًا على إمكانية الإشباع إلا من إحساسنا بالإحباط. وبهذا المعنى، فالمشكلة ليست في الرغبة؛ بل في الإحباط الذي يكشفها؛ إذ لا يمكن أن تكون لديك رغبة دون شعور مؤثر بالنقص. فما نفعله لنتمكن من تحمل الإحباط. بأن نهرب منه، نتجنبه، نتجاهله، نستبدله، نخفيه، نطلقه، ننكره، نجعله مثلًا -هو ما ينزع تأثيره."

"اننا نعتقد اننا نعرف الحياة التي لم نعشها ونتمناها اكثر من معرفتنا بحياتنا المعيشة"

بداية من العنوان الجذاب لهذا الكتاب والذي تستغرب في بداية الصفحات عن ارتباط العنوان بمواضيع المؤلف و مناقشته لها حتى تتضح الصورة في النهاية

من الصعب تحديد فئة هذا الكتاب، هل هو ضمن التحليل النفسي؟ ضمن التحليل اللغوي؟ ضمن علم الاجتماع النفسي؟ هو مزيج بين كل هذه واكثر
يتنقل الكاتب بين عدة مواضيع يفتتحها ببداية ممتعة تشد القارئ و يتوجه الى موضوع بسيط حتى يسبر غوره بعمق ومتعة متنقلاً بين العديد من الجوانب وبطريقة تجعل القارئ يناقض نفسه عند كل تقرير

الكتاب فيه دربة للعقل وللتفكير الفلسفي والتحليل النفسي ويصح ان يكون كتاباً عن تحليل ما هو اللاوعي حقيقةً عند الانسان

هذا الهوس الذي يحدثه لنا الإعلام على موضوع الإنتخابات الامريكية هو حديث للاوعي ان هناك ارتباط مباشر بين مصيرنا و هذه الانتخابات بشكل مهم علينا التنبه له

وفي سبيل التذكير
فالاهتمام الوحيد الذي يجب ان يضعه المسلم تجاه امريكا هو اهتمام الاستغناء عنهم و التعالي عليها
و هذا يبدأ من تحويل اهتمامه منها الى حاله و وضعه و علاجه علاجاً حقيقياً مباشراً

اما الرؤساء فلا يهم اي كلبٍ سيتولى منهم هذه المهمة

في الاسابيع القادمة ان شاء الله قد اكتب مقال عن الديمقراطية المعاصرة وعدم فائدتها واقعاً مع مثال عن الانتخابات الامريكية، بعد اكمال الامتحانات على خير وبركة

قال يحيى بن يوسف المشهور بالصرصري صاحب المدائح النبوية في الآفاق في مدح النبي ﷺ:

سبحان من جمع المحاسن كلها
فيه فتم بهاؤه وفخاره

جبلت على التشريف طينته فما
نشأت على غير العلى أطواره

وصفت خلائقه وطهر صدره
فزكا وطاب أديمه ونجاره

حملته آمنة الحصان فلم تجد
ثقلا إلى أن حان منه بداره

ورأت قصور الشام حين تشعشعت
أنواره وتباشرت حضاره

وضعته مختونا وأهوى ساجدا
وكساه حسنا باهرا مختاره

لا بالطويل ولا القصير وإن مشى
بين الطوال سمتهم أنواره

وإذا تكلل بالجمان جبينه
عرقا لأمر عظمت أسراره

فلريحه أذكى وأطيب مخبرا
من ريح مسك فضه عطاره

فالشمس بعد الصحو مشرقة السنا
والبدر في فلك الكمال مداره

متقلدا بالسيف ليس مباليا
بمن التقى عزت به أنصاره

حلل السكينة والثبات لباسه
والبر والإخلاص فيه شعاره

وضميره التقوى وأوتي حكمة
فازداد منها عقله ووقاره

والصدق منه والوفاء طبيعة
والعفو والصفح الجميل دثاره

وشريعة الإسلام ملته وبال
حق المبين إلى الورى إظهاره

ختم النبوة فهو درة تاجها
وطراز حلتها الثمني عباره

أبقى بسنته طريقا واضحا
رحبا سواء ليله ونهاره

فخرت به خير القبائل هاشم
وحوى به المجد الأثيل نزاره

زهرت نجوم السعد في بدر به
وتبلجت يوم الرضى أقماره

وشموسه في فتح مكة أشرقت
فانجاب عن وجه العلاء قتاره

سعدت به أولاده ونساؤه
وصحابه وزكت به أصهاره

وسمت به غلمانه وإماؤه
وجواده وبعيره وحماره

وحوى الفخار سريره وفراشه
وخيامه وقبابه وجداره

وتضوعت أردان بردته به
طيبا وطاب رداؤه وإزاره

شهد الكتاب الموسوي بفضله
وتحققته وأيقنت أخباره

هو شاهد متول ومبشر
هو منذر متيقن إنذاره

اللهمَّ إنِّي أسألك بحياتك، وأنتَ الحَيُّ الذي لا يموت،

وأسألك بقَيُّومِيَّتِك، وأنتَ قَيِّمُ السماوات والأرض ومَن فيهنَّ،

وأسألك بقُدرتك، وأنتَ على ما تَشاء قديرٌ وعلى كُلِّ شيءٍ قدير،

وأسألك بعِلمك وسمعك وبصرك، وأنتَ البصير السميع العليم، ولا يَخفى عليك شيءٌ في الأرض ولا في السماء،

وأسألك بحَوْلِك وقوَّتِك، ولا حَوْل ولا قوَّة إلَّا بك،

وأسألك بأنَّك أنتَ الله لا إله إلَّا أنت، تبارك اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك:

أنْ تنجي عبادك المستضعَفين، وتلطف بهم، وتحفظهم، وتعافيهم، وتثبِّت قلوبهم، وتُنزل عليهم سكينةً مِن عندك.
وانصرهم -اللهمَّ- على أعدائك الذين كَذَّبُوا رُسُلَك، وعَذَّبُوا عبادَك، وأخرَجُوهم مِن ديارهم بغير حق، وقتَّلوا الشيوخ والنساء والأطفال، اللهمَّ فانتقِم واشفِ منهم صدورنا!

لقد اخرج رأسه للعالم ليجد ان الرأسمالية تحيطه، تمسكه من المهد الى اللحد، حتى حينما يفلت منها تعود اليه، تطوّق كل من يعرف و يحب، و تأسر العالم من حوله، لقد ابتلعته كما يبتلع الحوت ماء البحر ثم يقذفه ليبتلعه من جديد

يكتب تود ماكغوان تحليله النفسي للرأسمالية، و يطيل فيه النفس، و يجدها في كل شيء، انه يراها في الأشخاص و الشوارع و الأفلام و الكتب و الفلاسفة و مختلف مواضيع الدنيا كالحب و الدين والسعادة و الرضا و غيرها

و يتتبع تلك العوامل المرتبطة بالتحليل النفسي و الاجتماعي، كأهمية الخسارة، و تأثير السوق، و سلطة الوعد، نظام المرونة،و عامل الفيض

يستخدم ماكغوان التحليل النفسي لكشف الاوتار التي تعزف عليها الرأسمالية، و يطوّع التحليل في ادراجنا لمعرفة هذه الاوتار و الوعي بها، و من ثم اتخاذ قرار امامها، لنحتقرها كما تمنى، و كيلا تستنزفنا و نحن في الغفلة نفسها، و يصر على أهمية استخدامه للتحليل في هذا الموقف بدلاً من كونه موقف علاجي لقبول الموضوع و العيش معه

هذا الكتاب يغير نظرتك اليومية للامور الروتينية ذاتها التي كنت تمر عليها دون تأمل و احساس، و يجعلك في موقف جديّ امامها لتحرك ارادتك من جديد و تشعر بهذا الشعور الخطر بعض الشيء..

حين يمرُّ أحدنا بأزمة ما ويتجاوزها بمفرده بعيدًا عن أعين الناس يوَدُّ أن لو قام في الناس خطيبًا يعرفهم بما مرَّ به وكيف تجاوزه، فمن طبع الإنسان أنه لا يحب التهميش ..

تأمل هذا ثم انظر إلى حال إخواننا في غ.زَّة وفي كمِّ الأزمات التي يتجاوزونها كل لحظة، كل فرد منهم بمفرده بعيدًا عن أعين الناس، حتى أولئك الذين يشاركونه نفس الأرض والزمان وتختلط أجسادهم وأنفاسهم، كل واحد منهم في شغل عن الآخر .. هذه مآسي حقها أن تُحكى وتُبرز، الناس هناك كل واحد خطيب نفسه يحكي لها ما مَرَّ وكيف تجاوزه، قد أيِسَ من البشر ولا يشغله استماعهم له، قد اكتفى بالصمت عن الكلام، وهذا وحده ألمٌ لا يطيقه إلا ثلة قليلة من الناس، وهذا دليل تأييد ونصر.

مع ان قانون الاحوال الشخصية اقرب إليه ان يكون ليبرالياً من كونه اسلامي، بالاعتبار على تحقيق الاختيار لكل فرد في طريقته واستخدامه لاحواله الشخصية حسب ما يريد من تمذهب حتى لو كان علمانياً و مدنياً، الا ان الصوت العلماني يأبى الا ان يكون هو الصوت الوحيد في مشهد…