أشعر وكأنني أطفو في فراغ لا ينتهي ،كأنني أنظر إلى العالم من خلف زجاج ضبابي أسمع الضجيج لكنه لا يصل إلي كل شيء ثقيل... الأفكار، الخطوات حتى الأنفاس لا أريد شيئًا لا أريد أن أبحث أو أركض أو حتى أقاوم أريد أن أخلد إلى راحة لا تشوبها الأسئلة المرهقة عن الغد ولا تثقلها الاحتمالات التي لا أملك لها إجابة بلا ذلك الصوت الذي يهمس لي عن كل ما قد يحدث عن كل ما قد أفقده
وعن الطرق التي قد تضلني أن أغلق عيني وأشعر بأنني محمي من كل شيء حتى من نفسي .

الخوف من الفقدان هو انعكاس لارتباطنا العميق بما يمنح حياتنا معنى. إنه شعور يشير إلى مدى أهمية الأشخاص أو الأشياء التي نخشى أن نفقدها ، وكيف أنها أصبحت جزءًا من هويتنا ووجودنا . هذا الخوف يكشف عن هشاشتنا ككائنات تبحث عن الثبات في عالم متغير وعن رغبتنا في الحفاظ على ما يربطنا بالسعادة والأمان.
لكن الفقدان هو قانون الحياة، وكل ما نخشاه يوماً ما سيكون واقعاً. ومع ذلك، الخوف من الفقدان ليس دائماً ضعفاً؛ إنه يذكرنا بقيمة ما نملكه الآن، ويدفعنا إلى تقديره بعمق أكبر . فهو حافز لنعيش اللحظات بكل تفاصيلها ، وكأنها الأخيرة، ولنعبر عن حبنا وتقديرنا دون تردد أو انتظار.
الفقدان حتمي، لكن الخوف منه يجعلنا أكثر إنسانية، وأكثر اتصالاً بما نحب. إنه مرآة تعكس هشاشتنا وجمال علاقاتنا ، وتدعونا لتقدير الحياة في كل لحظة من وجودنا .

لا العُمرُ يكفي لأحلامٍ أُطَارِدُها
ولا زماني بذي جُودٍ فَيُعطيني
وما قَضَيتُ من الأيّّامِ أكثرها
إلَّا وَوَخزُ صُروفِ الدّهرِ يُدمِيني
ما عِلَّةُ الدّهرِ! هل وحدي أعيشُ بهِ؟!
أليسَ في النّاس محظوظٌ فَيُعدِيني؟

أبداً لاتنسى من كان معك وانت في اسوء حالاتك ،
شعور بالحزن والسعادة
الحزن لعدم قدرتي على إرجاع لكم هذه المعروف
والسعادة لكون الله وضعكم في حياتي

شكرأ لكم من أعماق قلبي ،ممتن لي الأبد ?.

ما من شيء أستدل به على نباهة المرء وعقله ودهائه يضاهي انشغاله بنفسه ؛المرء المنشغل بنفسه وإصلاحها لا يكون سطحيًا ولا تافهاً، ولا تجده أجوفا ولا خاوياً إنه امروٌ فهم قيمة العمر، وقدر الوقت، فعزّت عليه أيام زمانه أن يسقُط في تتبع الناس، فآثر بها نفسه
ففاز وغنم وسَما إلى السماء

أعترف أنني شديد الملاحظة، سريع الانتباه. لا يمر شيء أمامي مرور الكرام، فكل ما يغيب عن أعين الآخرين يظهر جلياً أمامي. ألاحظ أدق التفاصيل، حتى تلك الهمسات التي قد تبدو بريئة أستشعر فيها المعاني المخبأة، وأرى بوضوح كيف يدس السم في العسل بلا رحمة.
لا تخدعني الابتسامات المزيفة التي تزين الوجوه، فقد اعتدت أن أرى الضحكة تسبق الدمعة ، وأميز ببراعة بين الدموع الصادقة وتلك الكاذبة التي تنساب دون شعور. هذا الإدراك العميق للعالم من حولي، رغم أنه نعمة، إلا أنه يثقل كاهلي.
ما يجعلني أشعر بالحزن العميق هو أن هذه الملاحظة الحادة تبعد عني متعة الحياة. أن تكون شديد الملاحظة يعني أن ترى ما لا يراه الآخرون، وأن تتوقع ما لا يخطر على بالهم. أتقن قراءة الإشارات الصغيرة، وأدرك الدلالات الخفية وراء كلمات الناس وتصرفاتهم. هذا الفهم المتواصل يجعلني غير قادر على توقع الكثير من أي شخص، ويخلق بيني وبين الآخرين مسافة غير مرئية.
في كثير من الأحيان، أشعر أن قلبي ينزف ألماً عندما يتحدث إلي شخص بلطف وحنان، بينما أعلم ما يخبئه في صدره من مشاعر
مختلفة. أختنق بالخذلان حين أسمع الكلمات الجميلة، وأرى الأفعال الطيبة، وأنا في أعماقي أعلم أن كل هذا ما هو إلا واجهة تخفي وراءها نوايا أخرى. هذه المعرفة المستمرة تقودني إلى فقدان الثقة وتجعلني أضطرب بين الشك واليقين في أقوال وتصرفات الناس من حولي.
ورغم ذلك، أحافظ على اتزاني وكبريائي. لكن هذا الوعي لا يمر بلا
أثر؛ يثقل روحي بالحزن ويزيدني عزلة. أحياناً أتمنى لو كنت أستطيع تجاهل ما أراه، لو كان باستطاعتي أن أعيش ببساطة ودون أن أحلل كل شيء من حولي. لكنني أدرك أن هذا هو طبيعتي، ولن أكون شخصاً آخر مهما حاولت أو تمنيت.
كما قال الشاعر : عيون المرء مخفية بما تحب لكنها ترى ما يكره القلب "
أرى الحقيقة بوضوح حينما يتمنى البعض أن أظل في ظلال الوهم. كل تصرف يمر أمامي كأنه صفحة من كتاب مفتوح، وكل كلمة لا تمر بغير تمحيص وفحص. ليتني كنت مثل الكثيرين، قادرين على الضحك بصدق دون التفكير مرتين، أو تصديق ما يُقال لهم بسهولة
ودون أن تثير الشكوك في نفوسهم.
لكني أعيش بين الحقيقة والخيبة، وكأن الحياة علمتني درساً قاسياً : أن كل ابتسامة تحمل خلفها قصة، وكل كلمة تقال تخفي وراءها
حقيقة مغايرة. الحياة قد تبدو أكثر جمالاً إن غضضنا الطرف عن بعض الحقائق، لكنني لا أملك تلك القدرة على الهروب منها .
وفي النهاية، أحمد الله على كل شيء... رب العالمين.

ستمضي أقدارك على كل حال فاجعلها تمضي وأنت راضي عنها، فلربما ثواب رضاك يرضيك"، فمهما كان حظك قليل في أي أمر من أمور الدنيا، الله سيجزيك لا لشيء إلا لأنك رضيت، سيعوضك لأنك صبرت، سيعوضك بشيء أعظم بما تمنيت جزاء لرضاك فقط ، فارضى بقدر الله ودع أفكارك
تسري كما كتبها الله لك .. {والله يعلم وأنتم لا تعلمون}

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}

تسألني: ما أجمل شعور في الدنيا ؟ فأقول لك : أن تشعر أنك لا تهون أن تشعر أنك بمأمن ولو أخطأت وأنك مفهوم ولو خانتك مفرداتك وأنك لا تستبدل ولو كنت في مزاج سيء،
وأنك لا تُغادَرُ ولو شعرت أنت برغبة في أن تغادر نفسك!
يا صاحبي

لا شيء أجمل من أن تعرف أن خاطرك سيشترى على الدوام
وأن دمعتك ستمسح مهما كان الظرف،
وأن يدك لن تترك مهما بدا الوضع شائكاً !

إنها معركة شديدة الصعوبة
وأمر غاية في القسوة
حينما يكون المرء مجبراً على الاستمرار
في الوقت الذي لا تقوى قدامه
على حمله فقط