*?ثباتُ النفس أولاً..*

إن مواجهة الشدائد تتطلب نفسًا ثابتة قادرة على الصمود، فالإمام علي "عليه السلام" يقول:
(من لم تسهل عليه نفسه عند الشدائد لم ينفعه عتاد)... هذه الحكمة تضع أساسًا واضحًا: أن الإعداد النفسي والثبات الداخلي يتقدمان على العتاد المادي في تحقيق النصر .. فالنفس التي تهتز أمام الأزمات تصبح عبئًا، حتى لو امتلكت ما يُظن أنه أسباب القوة.

حيث  قال أمير المؤمنين "عليه السلام" أيضًا: ( إنما الأَمرُ صَبْرُكَ على حَقِّكَ، وعَمَلُكَ فيما يُلْزِمُكَ) ... وهذا تأكيد على أن العمل في الميدان، مهما كان شاقًا، لن يثمر دون صبرٍ يلازمه إيمانٌ بعدالة القضية.

في واقعنا، نرى اليوم كيف تقف المقاومة الإسلامية وحركات التحرر مثالًا لهذه القيم .. فما الذي يمكّن المقاوم الأعزل من مواجهة ترسانات العدو؟ إنها النفس الراسخة، والإرادة التي لا تلين.

إن الأمم التي تجعل الصبر والإيمان ركائز لها تتفوق على كل العتاد مهما بلغ من قوة .. وكما قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) .. هذا النصر لا يُمنح، بل يُنتزع بثبات النفوس التي تدرك أن الميدان ليس سلاحًا فقط، بل نفس مطمئنة، وصبرًا على المكاره، وإيمانًا بأن العاقبة للمتقين.

#تبيينhttps://t.me/ttabyin

*?التوازنات ومعادلات النفوذ الجديدة ما بعد الأسد..*

أخطأ نظام بشار الأسد فى التقدير الاستراتيجى لموقف قواته على الأرض  اعتماداً على دعم الحلفاء فى مواجهة زحف المسلحين من إدلب نحو حلب وحماة وحمص وصولاً إلى دمشق، وزحف مقابل لقوى أخرى متجهة من محافظات الجنوب السويداء ودرعا والقنيطرة تجاه العاصمة لتعلن سقوطها وإنهاء مرحلة حكم بشار الأسد فى سوريا. فحالة "غرور القوة" التى كان عليها بشار  الأسد حالت بينه وبين إجرائه "دراسة جيدة" لوضع الحلفاء الداعمين له ومنعته كذلك من فهم طبيعة التغيرات والضغوط التى يتعرضون لها؛ فحلفاؤه إما دول منشغلة بإعادة ترتيب مصالحها مع نتائج التطورات الدولية والإقليمية كروسيا وإيران، وإما مليشيات متأثرة عسكرياً بتداعيات ما شهدته جبهة الجنوب اللبنانى من حرب صعبة مع إسرائيل.
بالنسبة لروسيا وإيران وبدون الدخول فى تفاصيل تحول موقفيهما من معادلة دعم النظام السورى والتحول الدراماتيكى عن إسناده خلال الـ 12 يوماً الماضية، فيمكن القول إن كلاهما أيقنا بأن حليفهما السورى سيكون بعيداً عن معادلات تفاعلهما مع الأزمة السورية خلال المرحلة المقبلة، وهذا يعنى أنهما ستكونان بصدد إعادة دراسة للتطورات الأخيرة  كل منهما على حدة بهدف تحديد المواقف تجاه مدى جدوى استمرار التنسيق بينهما داخل الساحة السورية سياسياً وعسكرياً من ناحية، أو العمل بصورة منفردة وفقاً للتطورات على الأرض خلال المرحلة المقبلة من ناحية اخرى.
يمكن القول أن سقوط النظام السورى بعد 13 عاماً من الصراع المسلح مع المعارضة يسقط مسارات "صيغة استانا" الروسية-الإيرانية-التركية، وربما يعيد النظر إلى أهمية إحياء مسارات جنيف التى تعتمد تنفيذ القرار 2254 أساساً لها. لكن يظل كل هذا الطرح رهناً بمآلات التطورات الراهنة على الأرض وبقدرة القوى التي أسقطت النظام على إدارة التفاعلات مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف السورى، أو التحرك ضدها.

#تبيينhttps://t.me/ttabyin

*?الثوار المجنسون*..

نمط جديد وإسلوب مخابراتي امريكي مبتكر، أن تجمع شذاذ الآفاق من مختلف الجنسيات تتعاقد معهم كشركات أمنية مرتزقة، تعطيهم عناوين اسلامية، تمدهم وتدعمهم ماديا وعسكريا واعلاميا بالتنسيق مع أدواتها، وتطلق يدهم في البلدان التي ترغب زعزعة الأوضاع فيها، او تغيير حكوماتها..
تقدمهم كثوار أولاً، وتوظف أي رد عليهم على انه انتهاك لحقوق الإنسان وقتل للإطفال والنساء.
حتى اذا تمكنوا، يجري سحبهم والأستعانة بأدواتها كزعامات جاءت بثورة شعبية مشروعة ترفع شعارات الحرية والديمقراطية والإنسانية...
أمريكا استخدمت هذا الأسلوب في العراق لاجل زعزعة الوضع الأمني وخلق فراغ تعود من خلاله لتعزيز حضورها العسكري الذي شعرت انها افتقدته في مطلع العام ٢٠١٢، فكانت (ثورة أبناء العشائر) بحسب التوصيف الأمريكي لها إبتداءً، حتى اذا تمددت وباتت تهدد بغداد، عادت واعتبرتها تنظيما ارهابيا (داعش) يستلزم حضورها عسكريا لمواجهته!
أو استخدمته بالأمس لتغيير نظام الحكم في سوريا على وفق الرغبة والأهداف الأمريكية...
سؤال؛
هل يحتمل ان تعود أمريكا لإستخدام أحد الإسلوبين في العراق؟
الجواب.. نعم وأرجح ان تستخدم الإسلوب الأول ولكن بثوب جديد، كي تعيد تشكيل النظام السياسي وفق مبتغاها، وسيستثمر الكيان الصهيوني هذه الظروف لتصفية من تجرأ على (جبروته)..
والعراقي الذي بارك اليوم للمتغير في سوريا وفق الكيفية الأمريكية، ليس من حقه أن يعترض غدا على متغير جديد قد تجريه أمريكا في العراق، الا اللهم يكون هو جزءا من المخططات الأمريكية...

#تبيينhttps://t.me/ttabyin

*?حين ترقص أصنام قريش..*
ظلت ساكنة هادئة كأنها في سبات، تلك الاصنام القريشية الوثنية النائمة في شهر عسلها الطويل على مدار اكثر من عام من التطاحن على الجبهتين اللبنانية والغزية بلا بيانٍ واضح ولا استنكار ولا استنهاض للهمم ولا انتصار للعروبة ولا نخوة وشهامة لفلسطينية تستصرخ الضمائر وهي تجوع او تُشرَد او تلطم وقد فقدت اطفالها وكل اسرتها.
لا شيء ولا كلمة ولا موقف وكان الرفاه الذي يعيشون فيه لا نهاية له في يوم قادم ولو بعد حين !
كلهم وعلى حين غفلة استيقظوا مدافعين عن السكون العراقي، وكأن الشعب العراقي ( كيوت جدا ودلوع ) الى درجة انه لا يهمه ان يخسر المحور ركيزة مهمة يتسلم بها الصهاينة السكين التي يطعنون فيها الجميع من الخاصرة من لبنان الى العراق الى ايران بل وفي المقدمة فلسطين الصامدة.
المتابع لتصريحات جوق أم علي الذي يتحرك على هدي الارادة الامريكية الصهيونية القطرية التركية الخليجية، (الما اعرف شنهية سوى انها شيطانية ماسونية اسلاموية داعشية انتفاعية)، يكتشف بدون ان يبذل اي عناء حجم ومدى التساوق مع شياطين اللعبة الكبيرة في ان يبقى العراق وشعبه بل وحشده خارج دائرة الحدث لان الوضع باختصار ( شان سوري لايعني الآخرين ).
فاذا كان الشان المحلي في كل بلد لا يعني الجيران، علينا ان نسلم بفرضية جديدة عنوانها ان داعش دخل العراق هابطا من المريخ وليس من الشقيقة سوريا حين تكاثرت يرقات الارهاب لتنتج حشرات ضارة تقتات على دماء البشر وتحتال على التاريخ والجغرافية لانتاج خريطة دم جديدة.
باختصار نريد ان يعود الخنجر والضاري وغيرهم الى سباتهم لاكمال الحلم التاسع والتسعين بعد المئة وان يتركوا للمنطقة وحراكها الجيوسياسي من يمتلك الرؤية والارادة والشجاعة.
وباختصار فان البسكويت لا يليق الا بالحلوين الدلوعين.

#تبيينhttps://t.me/ttabyin

الشارع الإسرائيلي كيف قرأ وقف إطلاق النار؟

في استطلاع بثته قناة ١٣ الإسرائيلية، كانت النتائج مايلي :

■مايخص جبهة لبنان

1. أظهر الإستطلاع إن أغلبية كبيرة تعتقد أن إسرائيل لم تهزم حزب الله اللبناني، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن التوصل لاتفاق بين الطرفين ينهي المواجهة المفتوحة منذ أكثر من شهرين، حيث كانت الاراء كالاتي:
2. رأى 60.8% من المستطلعة آراؤهم أن إسرائيل لم تحقق النصر على حزب الله، فيما يعتقد 25.8% فقط أن إسرائيل انتصرت، و13.4% غير متأكدين.
3. كما أيد 44% إنهاء الحرب في لبنان فيما 37% عارضوا التسوية مع حزب الله.

مايخص جبهة غزة

1. أظهر استطلاع الرأي أن 65.7% يعتقدون أنه يجب إنهاء الحرب في القطاع والسعي للتوصل إلى صفقة تعيد المحتجزين.
2. كما أجاب 67.4% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يؤيدون إنشاء لجنة تحقيق حكومية في ما يعتبرونه فشلا لتل أبيب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) معركة "طوفان الأقصى" التي كبدت إسرائيل خسائر بشرية كبيرة.
   https://t.me/ttabyin

قانون العفو.. تهديد مستقبلي

إن إقرار تعديل قانون العفو العام بصيغته الحالية يشكل خطوة غير مسبوقة في التأثير السلبي على الأمن المجتمعي والنظام القانوني في العراق .. هذا القانون، الذي شمل جرائم ذات طابع خطير منها الإرهاب والقتل العمد والجرائم المخلة بالشرف والنظام العام، يثير تساؤلات عميقة حول تأثيراته المستقبلية على استقرار البلاد، وقيم العدالة والإنصاف فيها.

تشجيع الإفلات من العقاب من خلال شمول جرائم إرهابية لم تخلّف قتلى أو عاهات مستديمة بالعفو، يرسل رسالة ضمنية بأن الإرهاب يمكن التساهل معه إذا لم ينتج عنه خسائر كبيرة!
مما يشجع على تكرار مثل هذه الجرائم .. كما أن تضمين جرائم سياسية وعسكرية في العفو يعكس محاباةً لفئات معينة، ويعزز الانقسامات المجتمعية، مما يضعف هيبة الدولة وسلطتها القانونية .. إطلاق سراح مرتكبي جرائم كالقتل والخطف والسرقة من شأنه إحداث خلل كبير في النسيج الاجتماعي، حيث أن عودة الجناة إلى المجتمع قد تخلق بيئة مضطربة تزيد من احتمالات العنف، بينما يمثل اشتراط التنازل والفصل العشائري كوثيقة تنازل إضعافًا لدور القضاء وسيادة القانون، ويفرض ضغطًا غير مبرر على الضحايا وذويهم.

في الوقت الذي يخوض فيه الجيش السوري وحلفاؤه معارك ضارية ضد التنظيمات الإرهابية المتطرفة، مثل جبهة تحرير الشام، يبدو أن هذا القانون يمكن أن يُلقي بظلال خطيرة على الوضع الأمني العراقي .. إن السماح بعودة بعض المتطرفين إلى المجتمع تحت غطاء العفو قد يخلق بيئة حاضنة جديدة لهذه التنظيمات، مما يؤدي إلى تعزيز قدراتها وإمكانية امتداد تهديدها إلى الداخل العراقي، خصوصًا مع الترابط الجغرافي والاجتماعي بين البلدين. وتجربة العراق مع تنظيم داعش خير دليل على خطورة مثل هذه التراكمات الأمنية التي بدأت بقرارات خاطئة وانتهت إلى نتائج كارثية.

القانون أيضًا يقوض المبادئ الدينية التي تؤكد على العدل وردع الظلم..
فما بين ظالم يُطلق سراحه ومظلوم تُسلب حقوقه، ستتحول العدالة إلى شعارات فارغة.

تشير التجارب السابقة إلى أن قوانين العفو غالبًا ما تؤدي إلى ارتفاع الجريمة، حيث يرى الجناة فرصة للعودة إلى أفعالهم دون رادع. القوانين العقابية تهدف إلى الردع، لكن مع قوانين تسامحية مثل هذا القانون، سيفقد الردع أثره تمامًا .. إن هذا القانون لا يعكس سوى انحياز سياسي يسعى لإرضاء جهات وفئات على حساب الأمن والعدالة .. المطلوب هو مراجعة هذا القانون وفق رؤية استراتيجية تُراعي حماية المجتمع وتدعيم أركان الدولة العادلة، مع التركيز على ردع الجرائم الخطيرة وتعزيز سيادة القانون.

قانون العفو بصيغته الحالية ليس تسامحًا، بل تفريط خطير بمستقبل العراق.
https://t.me/ttabyin

إستراتيجية المقاومة بين الوعد الإلهي والواقع الميداني..
    (الجزء الثاني)

البُعد التعبوي

في سياق حديثه عن الشباب الفلسطيني واللبناني، أضاء الإمام الخامنئي على روح التعبئة، قائلاً إن الخطر المستمر على الأوطان يفرض على الشباب خيار المواجهة .. هنا، تتحوّل المقاومة من حالة دفاع إلى فعل هجومي استباقي .. هذه الروحية التعبوية ليست مجرد شجاعة آنية، بل هي حالة إيمانية متأصّلة في العقيدة: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}.

الإمام يُظهر أيضاً أن العدوّ الصهيوني بسفكه الدماء، يوسّع جبهة المقاومة بنفسه .. هذه الرؤية تعبّر عن فهم دقيق للنتائج العكسية لسياسات الاحتلال، حيث يتحوّل المقتول إلى رمز، والمعتدى عليه إلى حامل لواء الصمود.

أبعاد قرآنية وسياسية

حديث الإمام يكشف عن قراءة قرآنية للأحداث .. جرائم الاحتلال ليست إلا دليل ضعف، لأن الظلم لا يُنتج إلا الكراهية والمقاومة، وهو ما أشار إليه الإمام بقوله إن هذه الجرائم (تعزّز المقاومة وتوسّع رقعتها) .. هنا تتجلّى الحكمة الإلهية: {وَإِذْ مَكَرُواْ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ}.

تفكيك المعادلة

الإمام الخامنئي يُفكّك المعادلة الصهيونية القائمة على (القوة الظاهرة) ، ليؤكد أن القوة الحقيقية هي في الإرادة والمبادئ.. القصف والقتل ليسا انتصاراً بل انتحار أخلاقي للعدو .. من هنا، فإن الصراع لن ينتهي إلا بزوال الظالم: {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}.

خاتمة
الإمام الخامنئي، بحكمته وشجاعته، يرسم للمقاومة طريق النصر الذي يتّكئ على الثقة بالله والعمل المتواصل .. حديثه في حسينية الإمام الخميني "قدس سره"، لم يكن مجرّد كلمات، بل خطة استراتيجية تعبّر عن رؤية ثاقبة تجعل المقاومة في موقع المبادرة، والعدو في موقع الدفاع .. هذه الكلمات ليست فقط توجيهات لقادة المقاومة، بل منهج حياة لكل من يؤمن بأنَّ النصر وعد إلهي لا مفرّ منه.
  إنتهى