✍? قال عمر بن الخطاب:
"لو أن الدنيا من أولها إلى آخرها أوتيها رجل، ثم جاءه الموت، لكان بمنزلة من رأى في منامه ما يَسُرُّه ثم استيقظ، فإذا ليس في يده شيء".
? الإكسير (ص: 228).

✍? إذا طلعت شمس التوحيد، وباشرت حرارتها الأرواح، ونورها البصائر، تجلّت بها ظلمات النفس والطبع، وتحركت بها الأرواح في طلب من {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}؛ فسافر القلب في بيداء الأمر، ونزل منازل العبودية منزلا منزلا.
? الإكسير (ص: 258).

✍? حياة القلب بالعلم والإرادة والهمة؛ والناس إذا شاهدوا ذلك من الرجل، قالوا: هو حيّ القلب، وحياة القلب بدوام الذكر وترك الذنوب.
? الإكسير (ص: 262).

ميزة في «فتح الباري» لابن رجب على «فتح الباري» لابن حجر

قال الحافظ ابن رجب في «فتح الباري»:
«وقد ذكر أبو بكر الإسماعيلي في «صحيحه المخرج على صحيح البخاري» وقد قيل [أي في حكمة النهي عن تشبيك الأصابع لمنتظر الصلاة]: إن من كان في صلاة ومنتظرا الصلاة في جماعة= فهُم على ائتلاف، فإذا شبك= لم يؤمن أن يتطير بهم عدوهم، بأنهم سيختلفون، ألا تراه في حديث عبد الله بن عمرو يقول: «مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وصاروا هكذا» -وشبك بين أصابعه-
ولم يؤمن أن يكون ذلك سببا، أو أمارة لاختلافهم، كما أمرهم بأن يستووا في صفوفهم، وقال: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» انتهى ما ذكره.

وهو مناسبة بعيدة جدا؛ فإن التشبيك كما مثل به الاختلاف والافتراق؛ فقد مثل به الائتلاف والتعاون والتناصر، كما في حديث أبي موسى الذي خرجه البخاري في أول الباب، فليس كراهته لمشابهته لمثل الافتراق بأولى من عدم كراهته لمشابهته لمثل التعاون والتعاضد والتناصر.
ومثل هذه المعاني توجد كثيرا في كتب شروح الحديث المتأخرة، وأكثرها مدخول، ولم يكن علماء سلف الأمة يقعون في شيء من ذلك، ولذلك لم أستكثر من ذكر مثله في هذا الكتاب، وإنما ذكرت هذا؛ لأن الإسماعيلي مع تقدمه ذكره في «صحيحه» ، ونبهت على ما فيه». انتهى كلام ابن رجب. ٤٢٤/٣.

قلت: من هذه الجهة= فاق شرحُ ابن رجب شرحَ ابن حجر؛ لأن ابن حجر أكثر من إيراد مثل هذه المعاني الغريبة، والمناسبات البعيدة، والأقوال الضعيفة عن الشراح المتأخرين، وأكثر من الاعتراض عليها، وذكر هو أشياء من جنسها= فطال الكتاب بها.

أما ابن رجب فأعرض عن أكثرها، وأكثر من ذكر أقوال السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الكبار المشهورين، ونعم ما فعل.
ورحمهم الله جميعا.
✍? ش. عبدالرحمن بن صالح السديس

*✍? رسالة إلى العاجز عن حج هذا العام، وزيارة بيت الله:
« لمّا كان اللهُ سبحانه وتعالى قد وضَعَ في نُفوسِ المؤمنينَ حنيناً إلى مشاهدةِ بيتِه الحرامِ، وليسَ كلُّ أحدٍ قادرًا على مشاهدتِه في كلِّ عامٍ؛ فرَضَ على المستطيعِ الحجَّ مرّةً واحدةً في عمرِه، وجعَل موسمَ العشرِ مشترَكًا بين السّائرِينَ والقاعِدينَ؛ فمن عجَز عن الحجِّ في عامٍ قدِر في العشرِ على عملٍ يعملُه في بيتِه يكونُ أفضلَ من الجهادِ الّذي هو أفضلُ من الحجِّ».
?لطائف المعارف لابن رجب (ص:295).*

قال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله-:

‏العجيب أن كثيراً من الناس ينوحون على خراب الدّيار، وقلة الأرزاق، وذمّ الزّمان وغلاء اﻷسعار، لكنهم ما ناحوا يوماً على غربة الدين، وموت السُّنن، وتفشي البدع، ولم يبكوا على تقصيرهم، وذلك بسبب ضعف إيمانهم وعظم الدنيا في عيونهم .

‏الآداب الشرعية ٢٤٠/٣