معارضو شيخ الإسلام في عصره كالسواقي التي تلاطم بحرا فكيف بمن هم بعد عصره؟!

هذا المصطلح (ساقيته لاطمت بحرا) استخدمه الإمام الحافظ ابن كثير في شيخ الإسلام - رحمهما الله - مرتين في موضعين:

الموضع الأول: لما ترجم ابن كثير في البداية والنهاية لأحد العلماء الذين يقعون في الشيخ رحمه الله قال ابن كثير:

وقد كان في جملة من ينكر على شيخ الإسلام ابن تيمية، فأراد بعض الدولة قتله، فهرب واختفى، كما تقدم لمَّا كان ابن تيمية مقيما بمصر، وما مثاله إلا مثال ساقية ضعيفة كدرة، لاطمت بحرا عظيما صافيا، أو رملة أرادت زوال جبل، وقد أضحك العقلاء عليه،

والموضع الثاني : في ذكر ابن كثير المجالس التي عقدت لشيخ الإسلام مع بعض علماء عصره لمناقشته في الواسطية قال ابن كثير:

فاجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر الشهر المذكور، وحضر الشيخ صفي الدين، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاما كثيرا، ولكن ساقيته لاطمت بحرا)

ثم ذكر ابن كثير في ختم كلامه عن هذا المجلس :

(وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يحسدونه لتقدمه عند الدولة،
وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وطاعة الناس له،
ومحبتهم له،
وكثرة أتباعه،
وقيامه في الحق،
وعلمه
وعمله). انتهى

قلت: هذه الخلال يسهل قراءتها لكنها صعبة إلا على من أكرمه الله

فكل خلة ذكرها ابن كثير هنا عن شيخ الإسلام هي قصة تحتاج لوقفات تستخرج منها الدروس والعبر، حياة مليئة بالعلم والعمل لله وفي الله فقط، لم يترك بابا من أبواب التقرب إلى الله إلا دخله من تعليم وتصنيف وإفتاء وجهاد في سبيل الله الذي فيه بذل المهج، وعفو وصفح، ولم أقف على موطن واحد أنه استعدى أحدا على أحد، بل حتى في حق نفسه يتجاوز ويسامح
، وفي إحدى المرات دخل السجن - بسبب خصومه - ومعه أخوه شرف الدين وسمعه شيخ الإسلام يدعو على خصوم الشيخ فنهاه وقال: (قل اللهم هب لهم نورا يهتدون به إلى الحق)
وقال مرة :( وأنا في سعة صدر لمن يخالفني)

وكان خصومه في زمنه من أشد الناس في مخالفته في الاعتقاد .

والحمد لله الذي حفظ لنا سيرته ومواقفه على أيدي علماء من طلابه وغيرهم .

رحم الله شيخ الإسلام، وينبغي لطالب العلم ألا يهمل القراءة في سيرته وتعاهدها والاستفادة منها .

قناة أحمد بن ناصر القعيمي 📚 https://t.me/Algoayme

👆🏻👆🏻البرنامج فيه إضافة جديدة لا أظنها توجد في شيء من الدورات وهي حفظ كتاب كفاية المستقنع ليوسف بن محمد المرداوي الحنبلي (٧٦٩هـ) وهو من كتب أحاديث الأحكام الحنبلية النفيسة

(شرح الفقه على وجه ينتفع به العوام)
يتفاوتُ العلماء في طريقة عرضهم للعلم، وتوضيحهم له، بيد أن من نعم الله على العالم أن يرزقه حسن عرض العلم، فإن هذا أدعى لأن يزيد نفعه، ويعظم أثره، ويكثر تلاميذه، فإن تيسر له مع هذا أن يفهم منه العامي ما يحتاج فهمه، فإن هذا خير، إذ العوام هم السواد الأعظم، ولا بد أن يتصدى لهم علماء يعلمونهم، وبطبيعة الحال فليس المراد من هذا أن تكون دروس العلم بأسلوب العامة، وإنما أن يكون للعامة خطاب يفهمونه إذا خوطبوا، وليس من مناقب العالم ألا يفهم له إلا طلبة العلم أو كبارهم، في كل حال، وقد قال ابن عقيل: (كان من أصحاب القاضي أبي يَعْلَى أرباب الحلق: ابن الباز كردي، وابن زِبِبْيَا، فقيهان مفتيان، ولهما حلقتان بجامع الرصافة، يقصَّان الفقه شرحا للمذهب على وجه ينتفع به العوام). (الذيل على طبقات الحنابلة 1/5)
وإن من عطايا الله لمن بذل علمه لتعليم العامة أحياناً أن يرزق سهولة العبارة، ويسر توصيل المعلومة، لأنه سيحتاج لأن يراعيهم في ذلك، فيعتاد لسانه توضيح العلم، والعلم ليس القصد فيه توعير الطريق، بل الاستفادة والفهم، رزقنا الله وإياك ذلك.

#تأملات في سير النبلاء (3)

من أنواع حفظ الله لعبده:
قال ابن رجب:
ومن أنواع حفظ الله لعبده في دينه: أن العبد قد يسعى في سبب من أسباب الدنيا، إما الولايات أو التجارات أو غير ذلك، فيحول الله بينه وبين ما أراده لما يعلم له من الخيرة في ذلك وهو لا يشعر مع كراهته لذلك.
قال ابن مسعود: إن العبد ليهم بالأمر من التجاوة والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسرته له أدخلته النار.
فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله تعالى

وأعجب من هذا أن العبد قد يطلب بابا من أبواب الطاعات، ولا يكون فيه خيرة، فيحول الله بينه وبينه صيانة له وهو لا يشعر.
وخرج الطبراني وغيره حديث أنس مرفوعا. «يقول الله إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، وإن بسطت عليه أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكي لا يدخله العجب، إني أدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير».
كان بعض المتقدمين يكثر سؤال الشهادة، فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أُسرت وإن أُسرت تنصرت. فكف عن سؤاله.
وفي الجملة: فمن حفظ حدود الله وراعى حقوقه، تولى الله حفظه في أمور دينه ودنياه، وفي دنياه وآخرته.
وقد أخبر الله تعالى في كتابه أنه ولي المؤمنين، وأنه يتولى الصالحين، وذلك يتضمن أنه يتولى مصالحهم في الدنيا والآخرة، ولا يكلهم إلى غيره، قال تعالى: ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور﴾ [البقرة: ٢٥٧].

من رسالة نور الاقتباس في مشكلة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ١٠٨

قناة أحمد بن ناصر القعيمي 📚 https://t.me/Algoayme

أهمية البناء على المذاهب الفقهية في النوازل المعاصرة

فضل مسجد الدرس وسماع الأخبار

كتب أحد الفضلاء:
قال الحصكفي من الحنفية:
"أفضلُ المساجد: مكة، ثم المدينة، ثم القدس، ثم قبا، ثم الأقدم، ثم الأعظم، ثم الأقرب، ومسجدُ أستاذه لدرسه أو لسماع الأخبار أفضلُ اتفاقًا!".

قال ابن عابدين:
"قولُه: (أفضلُ اتفاقًا) أي من الأقدم وما بعده؛ لإحرازه فضيلَتَي: الصلاة والسماع".

الدر المختار 90، حاشية ابن عابدين 1/ 659.
وحكاه ابنُ مفلح عنهم في الفروع 2/ 431 رحم الله الجميع) انتهى

قلت: وعبارته في الفروع:
(وذكر بعض الحنفية خلافا: هل جماعة حيه أفضل، أم جماعة جامع مصره؟
قال: وجماعة مسجد أستاذه لدرسه، أو لسماع الأخبار أفضل اتفاقا)،انتهى

قناة أحمد بن ناصر القعيمي 📚 https://t.me/Algoayme

مقالة نفيسة ثرية بالنقول

للشيخ الفاضل فهد العماري جزاه الله خيرا