القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 9 months ago
Last updated 3 months, 3 weeks ago
"حكمة الله تتجلى في حرب غزة"
الله سبحانه يحب من عباده أن يلاحظوا آثار أفعاله في الأحداث التي يعيشونها ويشاهدونها، ويكره لهم أن يمرّوا عليها بجمود وكأنها صنع بشري محض.
ومن يتأمل في أحداث غزة منذ بدايتها إلى اليوم فسيرى فيها من آيات الله وآثار أسمائه وصفاته وحكمته الشيء الكثير، ومن ذلك:
١- ما شاهدناه من تثبيت المؤمنين وتقوية قلوبهم في مواجهة أعدائه سبحانه، وصبرهم وإقدامهم وإثخانهم، حتى إن المشاهد ليوقن أن وراء تلك الشجاعة والثبات إيماناً عظيماً ومدداً إلهيًّا، وقدرة متجاوزة للمشاهد البشرية المعتادة: ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا﴾
٢- ما شاهدناه من شدة عداوة أعداء الله لعباده المؤمنين، ومدى وحشيتهم في قتل المستضعفين والتنكيل بهم؛ حتى إنك لترى الفرق جليًّا بين من كان الشيطان وليّه، ومن كان الرحمن وليّه.
وفي هذا الفرقان حجة من الله على خلقه: أن يفهموا إلى أي مدى من السوء يمكن أن يصل الإنسان إذا هو استغنى عن الرحمن، وإلى أي مدىً يمكن أن يرتقي الإنسان إذا هو اتبع هدى الله، وهذا الفرقان حجة عظيمة: ﴿ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم﴾
٣- ما شاهدناه من إقبال كثير من الكفار على الإسلام، ودخولهم فيه حبًّا وطوعاً، وذلك لرؤيتهم الحجة والفرقان، ولمشاهدتهم أثر الإيمان على صاحبه في الثبات أمام المصائب العظيمة، ولرؤيتهم أولياء الشيطان كيف كفروا بشعاراتهم وتبرؤوا من بشريتهم وصاروا آلات قتْلٍ بغير هدى، وما كانت هذه الأعداد من الناس لتُقبِل على دين الله في مثل هذا الوقت اليسير إلا بقدَر الله وحكمته؛ ﴿ليدخل الله في رحمته من يشاء﴾
٤- ما شاهدناه من يقظة ما لا يحصى من الغافلين من المسلمين، الذين يئس المصلحون من إيقاظهم بالمواعظ والحجج والبراهين؛ فأيقظهم الله -برحمته- بهذه الأحداث المهولة الشديدة؛ ليستقبلوا حياة جديدة بعد التوبة من الغفلة، والسعي إلى العمل، وهذا كله مِن فعل الله ومن آثار صفاته سبحانه؛ فإنه (لا أحد أحبّ إليه العذر من الله) كما في الحديث الصحيح.
٥- ما شاهدناه من مواقف المنافقين والمتآمرين والمستهزئين ممن ينتسبون إلى الإسلام، بل ويتزيّا بعضهم بزيّ العلم ولغة الشرع.
والله سبحانه يريد منّا أن نعرفهم ونبغضهم ونعاديهم ونقطع صلتنا بهم، فإنه: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾. ولم يكن ليحدث كل هذا الظهور والكشف لولا هذه الأحداث العظام، والخطوب الجسام.
٦- ثم -وهو الأهم-: أنّ كل هذه المشاهد المذكورة، وغيرها الكثير مما لم أذكره، هي: حجج وبيّنات وآيات، وقد يُفهَم من ضخامتها وشدتها وعظمتها أنها متعلقة -في سنن الله- بأمور أعظم منها لم تقع بعد؛ وأن الله يريد من هذه الأمة أن تتهيأ لها بمراجعة شاملة ويقظة وبصيرة ووعي وإيمان، كما أنه يريد بأعدائه الذين طال ليلهم واشتد ظلمهم أن تُطفأ نارهم ويأفل نجمهم -والعلم عنده سبحانه-.
فما أتعس الغافلين بعد كل هذه المشاهد والأحداث،
وما أسعد المستبصرين الذين استقبلوا حياة جديدة شعارها هذه الآيات:
- ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾
- ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾
- ﴿استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾
يعيش الكثير صدمة بسبب "خذلان الأمة لغزة"، وهذه الصدمة لا تأتي إلا إذا كان الإنسان قد توقع أن الأمة ستتحرك ثم تفاجأ بخلاف توقعه.
وأما من كان على وعي بالواقع فإنه لم يتفاجأ بما حصل؛ فهذا هو المتوقع تماماً؛
وذلك لأن الأمة مكبلة بقيود قديمة لم تُصنَع اليوم، وإنما صُنِعَت لها منذ عقود،
بالإضافة إلى أن أسباب الغفلة واللهو قد ازدادت في السنوات الأخيرة حتى قُطعت صلة كثير من شباب الأمة بقضاياها فلم تعد محلّ اهتمام حقيقي لديهم، فلم يتربوا على معاني نصرة الدين والتضحية وكيفية التأثير والإصلاح؛ فازداد الفراغ وتعمّق الداء.
فلما حصلت الحرب في غزة أحدثت حالة هائلة من الصدمة للغافلين واللاهين والحالمين، ثم ازدادات مع الأيام بقدر ازدياد الدماء والآلام والمصائب.
فالبعض لم ينكشف له زيف القوى الغربية إلا مع هذه الأحداث، فعلم أن شعاراتهم القيمية كانت كاذبة حين نزلت على المسلمين، مع أنه كان مفتوناً بهم قبل ذلك.
والبعض لم يدرك إلا الآن بأن أصحاب القدرة والقرار لن يتحركوا في مثل هذه الأحداث بل قد يكون لبعضهم دور عكسي فيها؛ وهذا ليس بجديد لمن له قدر من الوعي والاطلاع.
والبعض للتو اكتشف أن المكوّنات الفاعلة من أبناء الأمة قد تم تغييبها وإبعادها سابقا، وربما كان ممن يحاربهم بجهل قبل ذلك.
ولذلك اضطرب الكثير واهتزت القلوب حين أدركَتْ حالة العجز الرهيب التي لم تُكتشف إلا الآن مع كونها كان واضحة قبل ذلك للقلة الواعية.
ولذلك فقد كان من أهم المشاريع التي عمل عليها البعض من هذه القلة فيما قبل هذه الأحداث: صناعة المصلحين؛ نظراً لإدراكهم حجم الفراغ الرهيب في الواقع وتوقع مثل هذه الأزمات في ظل غياب المكوّنات الفاعلة.
على أية حال؛ هذه الصدمة حين تتحول إلى يقظة حقيقية واعية وتكون سببا لتغير حال أبناء الأمة من الغفلة واللهو والضياع إلى إدراك حقيقة الصراع، وإبصار مقدار الداء وعظم التكبيل وشدة الحرب ومن ثم السعي للإصلاح؛ فإن هذا -والله- نصر رباني عظيم لهذه الأمة ما كان ليحصل بتخطيط أو ترتيب،
وأسمّيه نصراً لأن فيه قطعا لمراد الأعداء وتخييباً لسعيهم الطويل وإنفاقهم العظيم وتخطيطهم المحكم لإلهاء الأمة وتضليلها؛ فتأتي هذه الأحداث لتقطع كل ذلك؛ وهذا في ميزان القرآن نصر.
حسناً؛ وماذا بعد كل هذا الكلام؟
أولاً يجب أن نؤكد ونثبّت ونعزز هذا المعنى، وهو أن هذه اليقظة نصر يجب المحافظة عليه وتنميته، وألا تكون لحظة عاطفية فحسب.
ثم نعلم أن كل خير يمكن أن يحصل بعد ذلك فهو مرهون بتحقق هذه اليقظة أولا،
ثم أزعم أن حالة الصدمة واليقظة هذه ستقود الأحرار من نخب هذه الأمة إلى مستوى مختلف للتعاطي مع المشكلات؛ والخروج بحلول جديدة ستترك أثرها الحقيقي في الواقع خلال المرحلة القادمة، فلن يتعامل أحد مع الواقع بعد الآن كمثل السابق.
ولذلك فإنه لا شك عندي أن الأمة ستقبل على صفحة عظيمة من الخير المستقبلي، الذي سيأتي عقب التفاعل الصحيح المتراكم مع هذه الأحداث والتفكير المختلف في التفاعل معها وبعدها.
حسناً؛ هذا في المستقبل؛ وماذا عن الآن؟
الجهود الحالية المتفرقة التي تبذلها الشعوب المكبلة اليوم لغزة: مهمة وطيبة في حدود ما يمكن،
والمطلوب استمرارها وزيادتها،
والتفكير في وسائل نصرة جديدة قد تثمر بشكل أفضل،
والمحافظة على الزخم بكل صوره،
والضغط والمقاطعة،
وعدم اليأس،
و الابتعاد عن الدور السلبي العقيم الذي يقوم به الكثير؛ وهو تثبيط العاملين والتقليل من قيمة الممكن الذي يقدمونه، والظن أن بيدهم تغيير المعادلة كلها بكلمة أو بقرار شخصي ومن ثم اتهامهم بالخذلان، وهذا والله من قلة الوعي،
فلنتق الله في أنفسنا ولنكمل جهود بعضنا، فكلنا نسعى ونجتهد، وستثمر الجهود بإذن الله، وأعداؤنا إنما هم المثبطون والمخذلون والمشككون وليسوا الباذلين ما يمكنهم!
وهذا وقت الاعتصام بالله ليثبت القلوب؛ فالبلاء شديد، وقد يطول ويشتد، ولا بد من التمسك بحسن الظن بالله، ولا يمكن ذلك إلا بفهم ميزان الله الذي بينه في كتابه ببيان سننه مع أنبيائه وأعدائهم.
اللهم ارحمنا وثبت إخواننا في غزة وانصرهم وأهلك أعداءهم، وصل على سيدنا محمد.
في ظل انشغال العالم الإسلامي بما يحدث في فلسطين من انتصارات وبشريات؛ ينشغل النظام السوري والميليشيات الداعمة له بقصف المدنيين في إدلب، مع كونهم يدّعون الانتماء الدائم لفلسطين والقضية الفلسطينية؛ وهم في الحقيقة أعداء أمة محمد ﷺ وأعداء مقدساتها على مرّ التاريخ.
نسأل الله تعالى أن يحفظ دماء المسلمين، وأن يستر عوراتهم، ويُذلَّ أعداءهم.
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 9 months ago
Last updated 3 months, 3 weeks ago