وما عيناك..
إلا غاية للعيش

عطشة.. إليك
هلّا يدك.. لإروائي

إني أحبك..
رغم التعب
حتى التعب
حد التعب

ليتني أستطيع الابتعاد
وأخذ عقلي في إجازة
إجازة طويلة..
تمنحه السكينة والسلام
والبعد الكافي..
لئلا يفكر بشيء
لئلا يتألم لشيء
إجازة من الحياة.. للحياة

على قمة عقلي..
شعوران يرتجفان
أحدهما يبحث وراء المستحيل
والآخر يبحث عنك وأنت المستحيل
شعوران حزينان..
أحدهما يائس
والآخر يأمل عودتك وهو يائس
تتنازعه رغباته..
كل رغباته معلقة بشعورَيه
كل رغباته معلقة على شعورَيه
عجبي من عقلي..
كيف استطاع شعوران..
اختراق أسواره العالية
أسواره.. منيعة حصينة
أسواره.. تحللت أمام مجرد شعورَين
لأراه كطفل..
صغير خائف
يبحث عن طرف ثوب أمه..
ليمسكه

علاقتي بك..
علاقة أكبر من الحب بكثير كثير
علاقة الطير بالسماء
علاقة الغصن بالشجر
علاقة الكلمة بمعناها
علاقة أكبر من المسميات

عطر
ما رأيك بمسمّاك الجديد..
حبيبي؟!

ممتلئة بك كليًّا..
أتظن أنك رحلت؟!
واهم أنت
أنت هنا داخلي

عمري الذي مضى..
مضى بلا جدوى
حكم قاسٍ بشدة..
على عمري
لكنها الحقيقة..
من دون تزييف
...
عمري الذي مضى..
فيمَ مضى؟
في تبنّي معتقداتهم البالية
في مجاملاتهم المزيفة
في رضوخ مقيت لهم
في ترّهات غبية لأرضيهم
في مرونة غير مستساغة
وفي كثير من حماقات
...
عمري الذي مضى..
مضى بطريقة لم أشأها
في مكان لم أختره
ومع أناس لم أحبهم
لم أجد التوافق..
لا فكرًا ولا روحًا مع أحد
لتأخذني الغربة..
إلى أبعد مأخذ
فأعيش الغربة.. غربتين
أو ثلاثًا
أو أربعًا
أو حتى مئة
...
في عمري الذي مضى..
لم أكن أنا.. أنا
كنت.. هم
لأرضيهم فأحظى بالقبول
كم وطئت على "أنا"
كم حطمتها
كم أهنتها
كم عاقبتها
كم جرّحتها
وكم وكم وكم
بدعوى..
واجب عليّ
السير مع القطيع
...
في عمري الذي مضى..
لم أستطع تقبّلهم
لم أرضَ عنهم
لم أستسغ تواجدي معهم
كان الاختلاف مؤذيًا
خانقًا
وبينما كنت أختنق..
كانوا يهللون
فأخيرًا..
هم عني.. راضون
...
في عمري الذي مضى..
كم حاولت الهروب
مرات ومرات
والرجاء يشد قيد قلبي
يجبرني على التمسك به
على أنه الخلاص
لأمضي وملئي شغف
مرات ومرات
ولكنهم وفي آخر لحظة بحث..
عن الحرية
أمسكوا بي
ليدخلونني زنزانة العُرف
ويحكموا عليّ بالسجن فيها
ويعاقبوني بالطريقة البليدة
كرسي عقاب
وجلد وكهرباء
واعترافات مني..
على التنازل عني
...
في عمري الذي مضى..
عثرت عليه ككنز
فمجدته
وخبأته في قلبي المكسور
لكنه وجد طريق الهروب..
وهرب
كان مثلهم..
ولم يكن ليختلف عنهم
لكني من لم يشأ أن يرى