لم تشهد بغداد منذ أربعة عقود افتتاح مستشفى حكومي جديد، وبحمد الله تم اليوم افتتاح مستشفى عصرية يُعد إنجازًا بارزًا في مسيرة تطوير القطاع الصحي. أنا سعيد جدًا بهذا الحدث الذي يُعيد الأمل بتحسين الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين بعد سنوات طويلة من غياب المشاريع الصحية الحكومية الجديدة. هذا الإنجاز يُمثل خطوة مهمة، لكن طموحي يمتد ليشمل تطوير مجالات أخرى تعزز من جودة الحياة في بغداد.

العاصمة تعاني بشكل يومي من الاختناقات المرورية، والحلول لا يمكن أن تقتصر على إنشاء الجسور والطرق فقط، رغم أهميتها. نحن بحاجة ماسة إلى شبكة مترو حديثة ومتكاملة تواكب تطور المدن الكبرى. المترو لن يكون مجرد وسيلة نقل، بل مشروعًا حيويًا يُسهم في تخفيف الزحام، تقليل التلوث، وتوفير الوقت والجهد لسكان بغداد، ليصبح علامة حضارية تليق بمكانة المدينة وتطلعات أهلها.

أما قطاع التعليم، فهو بحاجة إلى تحول جذري وشامل. مدارسنا تحتاج إلى تحديث لا يقتصر فقط على المباني، بل يشمل تطوير المناهج وأساليب التعليم. أتمنى أن نرى مدارس حديثة تُوفر بيئة تعليمية متكاملة تحتوي على مختبرات علمية، مكتبات غنية، ومرافق رياضية وترفيهية. يجب أن تكون المدرسة مكانًا يحفز الإبداع، يُشجع على التعلم، ويُطور مهارات الطلبة بما يواكب العصر.

وفيما يتعلق بالمناهج التعليمية، نحن نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. من الضروري أن تُحدث مناهجنا لتُعدّ الطلبة لمواكبة هذا التطور، مع التركيز على تنمية التفكير النقدي والإبداعي. كذلك، يجب تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريس لضمان تحقيق أقصى استفادة للطلبة.

أتمنى أن يكون هذا الإنجاز الصحي بداية سلسلة من المشاريع التنموية التي تُغير واقع بغداد وتجعلها نموذجًا يُحتذى به في مجالات الصحة، التعليم، والنقل. شكري وتقديري لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع، ونتطلع لرؤية المزيد من هذه الإنجازات في بغداد وعموم العراق بإذن الله.