"ليسَ الحَبيـبُ بِمَـن يَأتيـكَ في رَغَـدٍ
إنَّ الحَبيبَ هوَ المَشهودُ في المِحَـن"

يَـا أيّهَـا العُمـرُ السَرِيـعُ خَذلتَنِي
و وَضعـتَ أحمَـالًا عَلَى أحمَالِـي
خُذنِـي إلَى عُمـرِ الصِغَـارِ لأنّنِي
لَـم أنتَـه مِـن ضَحِكَـةِ الأطفَـالِ

12:12

أ يُجدي فيكَ وجدِي عَليكَ
وَكَوني بعيداً عَنْ وجْنَتَيكَ
أنامُ حَزيناً وَحيداً كَسيراً
وَكُلّ دَوائي على راحَتَيكَ؟
أمْ يَجدي فيكَ قُدومي إليكَ
بِروحي وكُلي أسيراً لَديكَ..
أما زَال حُبي عَظيماً رَقيقاً
يُطال النجومَ في ناظِرَيكَ؟
سِواءٌ تَرحَلُ أمْ أنتَ باقٍ
فَإنـي أُحُبُكَ في حالَتْيكَ.

جَاءَت تُوَدِّعُني وَالدَّمعُ يَغلِبُها
يَوْمَ الرَّحيلِ وَحادي البَينِ مُنصَلِتُ
وَأَقْبَلَتْ وَهيَ في خَوْفٍ وَفي دَهَشٍ
مِثلَ الغَزالِ مِنَ الأَشراكِ يَنْفَلِتُ
فَلَمْ تُطِق خِيفَةَ الواشي تُوَدِّعُني
وَيحَ الوُشاةِ لَقَد قَالوا وقَد شَمِتوا
وَقَفتُ أبكي وَراحَت وَهيَ بَاكيَةٌ
تَسيرُ عَنّي قَليلًا ثُمَّ تَلتَفِتُ
فَيا فُؤاديَ كَمْ وَجدٍ وَكَمْ حُرَقٍ
وَيا زَمانيَ ذا جَورٌ وَذا عَنَتُ .

ابِْلغْ بُثيْنَةَ أَنَّي لَسْتُ نَاسِيهَا
مَا عِشْتُ حَتَّى تُجِيبَ النَّفْسُ دَاعَيهَا
بانَتْ فَلاَ القَلْبُ يَسْلُو مِنْ تَذكُّرِهَا
يَومََا وَلا نَحْنُ فِي أَمْرٍ نُلاقِيهَا

-جَمِيلُ بُثَيْنَة

12:12

12:12