••

لو خَرَّ ساب الدين من السماء فتَخَطَّفه الطير، أو تهوي به الريح في مكان سحيق، لكان أهون عليه وقد كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ مضى -كما أخبر النبي ﷺ فيما صح عنه- يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ...»، فأين هذا الذي يجري سب الله تعالى على لسانه، وسب دين الإسلام، ولا يحسب له حسابا ـ من ذاك الذي يُمشط لحمه ويمزق عن عظمه بأمشاط الحديد، ويُشق بدنه نصفين، ولا يقدر أن يلفظ بكلمة كفر!

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

الطريق الموصِّل إلى جمع الكلمة يبدأ بالتوافق بين الجماعات - التي تعددت أسماؤها، وتكاثرت شعاراتها وعناوينها - التوافق على الثوابت المجمع عليها، ولا اختلاف عليها بين كل من رضي بالإسلام دينا، وبنصوصه تحكيماً، ثم إحالة الاجتهادات والمسائل الخلافية للحوار بالحسنى، والمودَّة وطيِّب الكلام، ومراعاة أدب الخلاف.

- مراجعات في المنهج وتحكيم الشريعة صـ7.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

الجهادُ الذي فرضَه الصهاينةُ على المسلمينَ، هو جهادُ دفعٍ لرد الصائل عن الديار والحُرمات، وتقرُّه كل قوانين الأرضِ، فضلًا عن شريعة السماء، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قُتل دونَ مالهِ فهوَ شهيدٌ) وليس جهادَ طلب، ينظرُ فيه إلى قوة العدوِّ وعتادِه.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

لا يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا عند ظن الإفادة بهما، فإن ظن عدم الإفادة، فالقيام بهما جائز، وقد يكون مندوبًا.

ويشترط في النهي عن المنكر أن يكون المنكر مجمعًا عليه، فإذا كان مختلفًا فيه بين العلماء، فلا يجوز الإنكار على مرتكبه، إلا إذا كان مرتكبه ممن يرى تحريمه هو أيضًا، فإن كان يرى حِله، لدليل أو اجتهاد أو عنده قول يقلد فيه بعض أهل العلم، فلا يُنكر عليه، إذ ليس اجتهاد أولى من اجتهاد، فإن كان الذي يعمل المنكر جاهلًا، فإنه يُنكر عليه ويُعلِّم، كما يُشترط لجواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ألّا يؤدي القيام بهما إلى منكر أعظم، ومفسدة أكبر، وأن يكون القائم بهما عالمًا، يعرف المعروف من المنكر، فإن كان جاهلًا فإنه يضر أكثر مما ينفع، وقد يعكس الأمر، فينهى عن المعروف ويسكت عن المنكر، وليس للآمر بالمعروف البحث والتنقير، والتجسس واقتحام البيوت بالظنون، بل إن عثر على منكر غيَّره جهده، قال مالك: ينبغي للناس أن يأمروا بطاعة الله، فإن عصوا كانوا شهودًا على من عصى، قيل له: أيأمر الرجل الوالي بالمعروف وينهاه عن المنكر، قال: إن رجا أن يُطيعه فليفعل، ويأمر والديه بالمعروف وينهاهما عن المنكر، ويخفض لهما جناح الذل من الرحمة.

مدونة الفقه المالكي وأدلته (٤٠٨-٤٠٩/ ٢).

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).

الذي يقدر عليه كل مسلم من الأخذ بأسباب القوة المأمور بها في الآية، والتي تضعف العدو ولا تحتاج إلى قرار من حاكم ـ هو مقاطعة كل المنتجات الأمريكية والصهيونية، فإن ذلك بمقتضى هذه الآية متعين على كل أحد، ولا تبرأ ذمته منه حتى يندحر العدو، أو يلقى المسلم الله على ذلك.

• من مقال: الحُجة القاطعة في حكم المقاطعة 2009.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

قال تعالى عما أعطاه لعيسى - عليه السلام - من معرفة ما تستره الناس في بيوتهم: ﴿وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِكُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَةࣰ لَّكُمۡ﴾، فجعل إخبار عيسى عليه السلام عما يأكلون ويدخرون في بيوتهم، معجزة له من دلائل نبوته - عليه السلام -، التي لا يطلع عليها إلا من أوحى الله إليه، فلو كان ادعاء معرفة ما وقع بين الناس ممكناً لآحاد الناس، ولا يعد من التعلق بالغيب، لما جعله الله آية لنبيه، ومعجزة دالة على صدقه.

- مدونة الفقه المالكي وأدلته، 2/258.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

إن الموقف العام للمسلمين من حصار غزة مُخْزٍ ومشين، تحرك المسلمون لنصرتهم أيام العدوان الصهيوني المدمر على القطاع، فنشطت الحملات من المجتمع المدني للمساعدة، وكان في الناس حماس شديد للعون والبذل ينال من العدو ويشد أزر من هب دفاعا عن الأرض والعرض.

موقف الحكومات حينها كان موقف فتور، ثم دب الفتور الذي أصاب الحكومات إلى الناس عامة وأَلِفوا معاناة أهل غزة من الحصار كما ألفوا ما نزل بهم من الدمار.

•من مقال: (الجدار الفولاذي ومسؤولية الأمة - 2010).

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

حتى الكلاب والقطط لا تحبس للموت جوعاً وعطشاً في دين المسلمين، فكيف بمن فُرض على كل مسلم أن يقاتل عنهم ويدفع العدو دونهم، كيف تُحِلُّون للحكام إضافة حصار على إخوانكم فوق حصار العدو وأنتم تقرءون كتاب الله صباح مساء (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، وتسمعون هدي النبوة في قول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمََ: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

•من مقال: (الجدار الفولاذي ومسؤولية الأمة - 2010).

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

إذا احتل العدو بلادًا من بلاد المسلمين ونزل فيها، تعين على جميع أهلها قتالهم، فإن لم تكن فيهم كفاية، تعين على من يليهم من بلاد الإسلام، لقوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قاتِلُوا الَّذينَ يَلونَكُم مِنَ الكُفّارِ وَليَجِدوا فيكُم غِلظَةً﴾، فإن لم تكن فيمن يليهم كفاية، تعين على من يليهم، وهكذا حتى يتعين على جميع المسلمين، إن لم يقدر على رد الكفار إلا بهم جميعًا، وإذا كان في البلد التي نزل بها الكفار كفاية في المقاتلين ونقص في الأموال والعتاد، تعين على جميع المسلمين الجهاد بالمال، وتجهيز المقاتلين بالمال والعتاد.

مدونة الفقه المالكي وأدلته (٤١٦-٤١٧ /٢).

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr

••

من خاف على نفسه من البيان - لا على الوظيفة - وسعه السكوت، فالخوف على النفس إكراه يبيح الأخذ بالرخصة، أما خوف العزلِ وفقدِ الوظيفة والمرتب فليس إكراها في الشرع، فلا يحل لبطانة الحاكم القريبين منه أن يسكتوا عن باطله ولا يبينوا له، خوفَ فقد الحظوة لديه، أو خوفَ إبعادهم من دوائر نفوذه، ولا يحل لرجل الأمن أن يسجن أحدا وهو يعلم براءته على خلاف القانون إذا أُمِر بذلك، ولا للسجان أن يعذب سجينه وإن خاف كلٌّ ممن ذُكر العزلَ أو فقدَ الوظيفة، بل على كل أحد منهم أن يُعفي نفسه من الوظيفة ولا يفعل ما يُغضب الله، فإنّ رِضَى الله خير له من رِضى غيره، وأكثر أجرا ومتاعا حتى لمن أراد متاع الدنيا!

ومن فعل مِن هؤلاء ما أُمر به من الظلم والعدوان كان إثمه أشد من إثم مَن أمره، والقصاص منه أولى، لأنه مباشر للمعصية، والآخر متسبب.

ومن ثبت على الحق وجهر به مع الخوف على النفس، وأخذ بالعزيمة، وقُتل، كان شهيدا، وهو أفضل وأعظم أجرا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله).

- مقال: الكتمان والسكوت عن البيان.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
✦ T.me/algaryanidrr