في الموشّح الأندلسي الشهير، يُخطيء الكثير في قراءة وفي فهم هذا البيت :
"والذي أجرى دُموعي عَنْدَما
عِنْدَما أَعرَضتَ مِن غيرِ سَبَبْ"

الكثير يقرأهُ " عِنْدَما، عِنْدَما أَعرَضتَ مِن غيرِ سَبَبْ"

والصحيح هو " عَنْدَما " من شجر العَنْدَم، والعَنْدَم شجرٌ إذا قُطع خرج مِنه سائل لونه أحمر؛ شبَه دموعه بأنها جرت كالعَندم. اسم الشجرة العلمي " Dracena serrulata "

و " عِندما " الثانية: أداة ظرفية

بلاغيًا : بين " عَنْدَما " و " عِنْدَما " جناس ناقص ولا يجوز أن تأتي " عِنْدَما " مرتين.

الحبّ في الحربِ ليس رفاهية، بل مقاومة!

حين تتلوث الأرض بأقدام الغزاة، احتلال أو حزن، وحين تُسقط الرصاصات حَمَامَاتِ الأحلام، ينبت هو. ربما من الخوف، ربما من الضعف، ربما من الاحتياج أو العجز، لكنه ينبت مضادًا لكل هذا.

هو النبض الذي يصرخ في وجه الصمت الثقيل، والحرارة التي تتسلل بين شقوق البرد القارس، الملجأ وسط الدمار، والوطن الذي لا تصل إليه قذيفة ولا تهدمه الجدران المتهاوية.

وعدٌ غير منطوق بأن الحياة تستحق أن تعاش، حتى وسط الدمار، وفسيلة أخيرة تُغرس بإيمان تقصر عنه عين المنطق.

٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤

"يا صَاحِبي!

حاول؛ لِيراكَ اللَّه وأنتَ تحاول؛ ويُصْبِح لَكَ فُرصة فِي كَرمِه الرَبَّاني..

حَاوِل مهما تَعَثّرت،
اذهب بقَلبك المُهْتَرئ للَّه، واشكي وابكي وتَبَاكىٰ بين يديه، دع عَنك شكوىٰ الصاحب والحبِّيب، تَفَطَّن واجعل بَثَّ شكواك لله، لتتذوق لَذَّة المُناجاة؛ ومَن لازم طَرق بابِه يِوْشك أَنْ يُفتَح له".

وأنا أعرفُ أننا نستعملُ اللغة الأجنبيّة دائمًا عندما نريد أن نعبّر عن شيء يُحرجنا التعبير به باللغة العربيّة؛ لأن اللغة الأجنبيّة بالنسبة لنا أقلّ صراحة من اللغة العربيّة.

- إحسان عبد القدوس.

لا شيء في هذا العالم قادرٌ أن ينصف فتاة دخلت عزباء إلى المعتقل وخرجت بأطفال لا تعرف أباءهم ! ..
لاشيء قادر أن يحمل عنها ذاكرة العذاب التي بين يديها إلا صوت نحيبهم و هم ينادون.. ( يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) ..
لاشيء قادرٌ أن يعيد للأمهات أعمار الشباب التي فنيت في أقبية التعذيب إلا حكم الله وهم يصرخون ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ) ..
لاشيء يمكن أن يشفي القلوب النازفة من شدة القهر لكل الحرمان من الحياة إلا مشهد القيامة ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) ..
لاشيء قادر أن يشفي عذابات لا توصف في دهاليز تحت الأرض إلا حكم الله عليهم ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) ..
اللهم لك الحمد على أن النار حق و الجنة حق ..
لك الحمد على حكمك يوم القيامة : يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت !
لك الحمد على يوم القيامة .. فلا شيء سينصف في الدنيا إلا حسابك و جزاءك …

د.كفاح أبو هنود.

من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً،
وسوف يرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس.

د. مصطفى محمود

حين يسقط عرش ظالم فإن عروش الظالمين جميعًا تهتز خوفًا ورعبًا لأن الرسالة واضحة: العدالة قادمة وإن طال الزمن! بيوت الظالمين كبيوت العنكبوت تراها متشابكة وممتدة ومترابطة لكنها أوهن البيوت؛ تنهار عند أول مسحة من يد القدر .

سقوط ظالم يخيف بقية الظلمة الذين ظنوا أنهم بمأمن، تمامًا كما تلقي حجرًا في بحيرة راكدة فيهتز السطح في دوائر متتالية لتصل الرهبة إلى شواطيء من ظن نفسه بعيدًا عن الموج.

فكلما سقط ظالم علا صوت الحق ليهمس في أذن الظالمين الآخرين: سيأتي دوركم مثله، وإن غدًا لناظره قريب …

(والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

من لم يرض بصحبة نفسه منفردًا ويأنس بربه ساجدًا وقائمًا ومعتكفًا، فلن يملأ فراغ فؤاده صحبة البشر ولن يزيل وَحشته اجتماعهم.

د. هبة رؤوف عزت.