قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 1 month, 3 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 weeks, 2 days ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 1 month, 2 weeks ago
💎 جواهر عَلَويَّةٌ
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ ضاقَ خُلْقهُ مَلَّهُ أَهْلُهُ"
حتمية تقوم على الترابط بين ضيق خُلُق الشخص وبين مَلَل الآخرين منه، زوجه، أفراد أسرته، عائلته الكبيرة، إخوانه، مجالسوه، العاملون معه.
مِمّا لا شكَّ فيه أن أخلاق الإنسان تقوم بدور أساس ومحوري في تكوين علاقاته الاجتماعية، فالناس يتعاملون بأخلاقهم لا بأجسامهم، الأجسام هياكل وأدوات وآلات للذات، أما الأخلاق فقيم وفضائل أو رذائل وهويَّة حقيقية للإنسان تعبر عن مكنونه وطبعه الحقيقي، وبها يمتاز عن سواه، فإما أن يكون جذَّاباً محبوباً، أو يكون طارداً منفِّراً، فأخلاق الإنسان تؤثِّر تأثيراً حاسما في استقرار علاقات الإنسان مع محيطه الأسري والعائلي والاجتماعي، وهذا ما أشار إليه الإمام أمير المؤمنين (ع) بعبارته الكريمة شديدة الإيجاز: "مَنْ ضاقَ خُلْقهُ مَلَّهُ أَهْلُهُ" وإنما ذكر مَلَل أهله منه باعتبارهم أقرب الناس إليه، وأكثرهم معاشرة له.
إن ضيق الخلق يشير إلى سُرعة الغضب، والتذَمُّر، والعجز عن تحمُّل الآخرين، وقلَّة الصبر، وهو نقيض الحلم وسعة الصدر، وغالباً ما يكون الشخص ضيق الخلق متوتراً، متشائماً، مكتئباً، لأنه يضع نفسه في صراعات دائمة مع من حوله، ويتبنى نظرة سلبية تجاه الحياة، مما يزيد من إحباطه ويؤثر على حالته العاطفية، ويميل إلى العزلة، ويصبح عاجزاً عن التعامل بهدوء مع المشاكل اليومية.
والمَلَل في هذا السِّياق يشير إلى النفور والاستياء، فالشخص الذي يضيق خلقه يصير أكثر ميلاً للنزاع، فيصبح مصدر إزعاج لأهله وأسرته، لكثرة مشاحاناتهم المستمرة معه، فتتدهور علاقاته معهم، مِمّا يؤدي إلى تناقص مشاعر الود بينهم، وبالتالي النفور والجفاء والتباعد العاطفي، فيصبح الشخص غير مرغوب في وجوده بين الناس بسبب أسلوبه المُنَفِّر.
وكما تلاحظ قارئي الكريم فإن جوهرة الإمام (ع) تتسم بطابع حتمي لأن سوء الخُلُق يولّد ردَّة فعل طبيعية عند الآخرين، حيث يؤدي الاستمرار في المعاملة السيئة إلى فقدان المودة والارتباط العاطفي، وعليه، فإن العلاقة بين السبب (ضيق الخلق) والنتيجة (مَلَل الأهل) ليست احتمالية، بل حتمية مؤكدة ما لم يتغيَّر الشخص ويُصلح نفسه وسلوكه.
وقد يسأل قارئي الكريم عن الأسباب التي تجعل الإنسان ضيِّق الخُلُق؟
والجواب: إن أسباب ذلك عديدة: أهمها الضغوط، الحياتية مثل المشاكل المالية أو ضغوط العمل، وقد يكون سبب ذلك معاناة الشخص من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، وضعف قدرته على ضبط نفسه، وقِلَّة تمَرُّس على الحلم والصبر، ناهيك عن تأثُّر بالبيئة المحيطة به، حيث يتعلم العصبية وسرعة الغضب من المحيطين به.
والطريق إلى علاج ذلك أن يروِّض نفسه ويهذِّبها باستمرار، وأن يتدرَّب على ضبطها من خلال التدبُّر في أفعاله ومواقفه وانفعالاته، ويعمل على تعزيز مهارات التواصل بينه وبين الآخرين، فيتواصل معهم بإيجابية، ويتحدث إليهم بلطف ولين، ويعزز سَعَة صدره، وتسامحه، وإغضائه عن الهَفَوات، والمرور الكريم حين يواجه مواقف مُزعجة، وتبني أسلوب حياة مَرِنٍ، ويعمل على الاقتداء بسيرة النبي (ص) وأهل بيته (ع): حيث كانوا مثالًا في الحلم والصبر وحسن المعاملة.
✍ السيد بلال وهبي
فجر يوم الخميس الواقع في: 6/2/2025 الساعة (05:16)
﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾
اللَّهُم صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعِذْنَا أَنْ تُخَيِّبَ آمالَنَا، وَتُحْبِطَ أَعْمَالَنَا، اللهُم جُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِنَا، وَبِغِنَاكَ عَلَى فَقْرِنَا، وَاعْفُ عَنَّا وَعَافِنَا
كتب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم رسالة الى الجرحى وجاء فيها :
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
أحبائي الجرحى من المجاهدين والمجاهدات، الرجال والنساء والأطفال.
تحيةً لكم أيُّها الشهداء الأحياء، يا من حصلتُم على مقام الشهداء ولم تنتقلوا إلى دار البقاء، لتستكملوا دوركم في الرُّقي والسُّمو في درب الإيمان والجهاد والولاية والمقاومة.
أنتم أعظمُ بلاءً ممن يجاهد في سبيل الله، لأن جراحاتِكم المؤلمة تُرافقكم في كل لحظة، من دون أن تُثنيكم عن الاستمرار في العطاء والتضحية.
أنتم المقتدون بأبي الفضل العباس (عليه السلام) حامي المسيرة بقيادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) في قمة الفناء في الله والتضحية في سبيله، في كربلاء الشهادة ونُصرة الدين والحق.
ما أروع هذا الوصف في زيارة أبي الفضل العباس، والذي ينطبق عليكم:” فنِعم الصابر المجاهد المحامي الناصر والأخ الدافع عن أخيه، المجيبُ إلى طاعة ربِّه، الراغبُ فما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل والثناء الجميل، وألحقك الله بدرجة آبائك في جنات النعيم”.
عدوكم الكيان الإسرائيلي وداعمته أمريكا، وهو أعتى الطغاة في عالمنا اليوم، ولكنكم بجراحكم كسرتم تطلعاته، وهزمتم أهدافه، وأصبحتم أصواتاً صادحةً بالحق، أنتم الأوفياء لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض) ولكل الشهداء والأسرى والجرحى والمؤمنين بهذا الخط، وقد ابقاكم الله تعالى على قيد الحياة لتستكملوا مهمتكم وتقوموا بِدوركم بقدر استطاعتكم.
مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة، وستكون أقوى بالمجاهدين والجرحى والأسرى والشعب الوفي والأشرف، هذه سيرة الأنبياء والأئمة، سيرة الإمام المهدي (عج)، سيرة خط الإمام الخميني(قده)، والولي الإمام الخامنئي (دام ظله)، وسيد شهداء الأمة السيد حسن (رض) والسيد الهاشمي(رض)، والشهداء، قال تعالى:” ونُريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين”.
مكافأتكم محفوظةٌ عند الله، فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): “رحم الله العباس، فلقد آثر وفدى أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطيرُ بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لِجعفر بن أبي طالب (ع)، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلةً يَغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة”.
أخوكم في الله نعيم قاسم.
? جواهر عَلَويَّةٌ
? رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ قَنَعَ غَنِيَ"
معادلة أخرى يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع) تربط القناعة بالغِنى، والقناعة من الفضائل الإنسانية التي قررها العقل وحَثَّ عليها الدين، ولها أثر كبير في تشكيل شخصية الإنسان واستقراره وطمأنينته، واستقرار المجتمع وسلامته، فالغِنى الحقيقي ليس في كثرة المال، وإنما في رضا الإنسان بما قَسَمَه الله له.
هذه الحكمة الشريفة: "مَنْ قَنَعَ غَنِيَ" تعكس مفهوماً نفسياً عميقاً يتمثل في تحقيق الرضا الداخلي الذي يَشعر الإنسان معه بالاكتفاء والغِنى بعيداً عن المقارنة مع الآخرين، وعن التطلُّع إلى ما في أيديهم، وإشغال فكره بما هم فيه وعليه، واللّهاث وراء المزيد، ومن يلهث وراء المزيد يقضي عمره لاهِثا لا يُشبِعه شيء، كلما حاز شيئاً وجده قليلاً فيظل رغم ما يملك يرى نفسه فقيراً، فيزداد طلباً للمزيد، كالشارب من ماء البحر كلما شرب منه ازداد عطشاً، ولذلك قيل: "لا يملأ عَيني الإنسان إلا التراب"، لشدة طلبه ورغبته في المزيد، وهذا يجعله دائم القلق والتوتُّر، أما إذا قَنَع بما قَسَمه الله له، فسيجد الغنى يحيط به من كل جانب، بل سيجد نفسه من أغنى الناس.
القناعة تُنشئ في الإنسان شعوراً بالاطمئنان النفسي، إذ يتخلَّص من التوتر والقلق الناتج عن التطلعات غير الواقعية أو السَّعي المُفرِط نحو الماديات، والشعورُ بالقناعة يعزِّز هرمونات السعادة مثل الدوبامين، مما يحقق حالة من السلام الداخلي، كما يقول علماء النفس.
والغِنى بالقناعة ليس مادياً، بل حالة من الثراء النفسي، حيث يملك الإنسان نفساً مطمئنة وشعوراً بالكفاية، والشخص القَنوع لا يعيش في حالة مقارنة مُستَمِرَّة، ما يُقَلِّل من الضغوط النفسية عليه.
ولا تقتصر آثار القناعة على الجانب النفسي من الإنسان، بل لها تأثير عظيم على سلوكياته ومواقفه، إذ تدفعه لتقدير النعم التي يمتلكها، مِما يحدّ من الجشع والطمع لديه، وتساهم في تنمية خصال الصبر والتواضع، مما يجعله محبوباً بين الناس، الإنسان القنوع أقل عرضة للنزاعات مع الآخرين، حيث لا ينظر إلى ما في أيديهم بحَسد، فيعيش بسلام مع مجتمعه، مِما يعزز الترابط الاجتماعي، والقناعة تجعله يُركِّز على الأمور الجَوهرية في حياته، مثل الأخلاق والعلاقات الطيبة، بدلاً من السَّعي المَحموم وراء الكماليات، فيهتم بالأولويات ويقدمها على الكماليات، وهذه واحدة من أهم عوامل النجاح في الحياة.
فضلاً عن ذلك كله فإن القناعة تصون عِزَّة الإنسان وكرامته، وتجعل منه شخصاً عزيزاً لا يُشترى بالترغيب، ولا يسقط أمام الترهيب، وتصون حريته وسيادته، فلا ينال أحد من قراره، ولا يتصرَّف أحد في قناعاته، ولا تستميله إليها هذه الجهة أو تلك، فيَسلَم دينه، وتسلَم دنياه وآخرته، وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "لا مالَ أذهَبُ بالفاقَةِ مِن الرِّضا بالقُوتِ، ومَنِ اقتَصَرَ على بُلغَةِ الكَفافِ تَعَجَّلَ الراحَةَ وتَبَوَّأ خَفضَ الدَّعَةِ" وقال: "بالقَناعَةِ يكونُ العِزُّ" وروِيَ عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) أنه قال: "القَناعَةُ تَجتَمِعُ إلى صيانَةِ النفسِ وعِزِّ القَدرِ ، وطَرحِ مُؤَنِ (مَؤونَة) الاستِكثارِ ، والتَّعبُّدِ لأهلِ الدنيا ، ولا يَسلُكُ طَريقَ القَناعَةِ إلّا رجُلانِ : إمّا مُتَعَلِّلٌ (مُتَعبِّدٌ) يُريدُ أجرَ الآخِرَةِ ، أو كريمٌ مُتَنزِّهٌ عَن لِئامِ الناسِ".
وتنشأ القناعة من اليقين بأن الله هو الرَّزّاق، وأن ما قَدَّره الله من رزق له فهو واصل إليه حتماً ولو اجتمعت الإنس والجِنُّ على منعه، وأنا ما لم يقدِّره الله له لن يصل إليه ولو اجتمعت الإنس والجِنُّ على إيصاله إليه، قال تعالى: "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22/ الذاريات﴾. وذلك يمنح الإنسان شعوراً بالثقة والرضا بلا شكٍّ.
كما تنشأ القناعة من التجارب والتحديات التي يمر بها الإنسان فإنها قد تعلِّمه قيمة القناعة، حيث يدرك أن السعادة لا ترتبط بالماديات وحدها.
والتربية الأسرية الصحيحة تساعد على تنشئة الإنسان على القناعة، والأسرة التي تغرس في أبنائها قيمة الرضا والقناعة تسهم في بناء شخصيات مستقرة نفسياً.
وإذا كان من توصيات في هذا المجال فمن المُهِمِّ تعزيز الإيمان في نفوسنا ونفوس أبنائنا، بل في نفوس كل من يعنينا أمرهم، وترسيخ الثقة برزق الله وكَرَمه، وترسيخ قيم البساطة والقناعة في المناهج التعليمية وفي البيوت منذ الصغر، تُعَلِّم الأفراد كيفية إدارة التطلعات والطموحات، وتحثُّهم على العمل الخيري ومساعدة المحتاجين فإن ذلك يعزِّز شعور الامتنان لدى الإنسان، مما يزيد قناعته.
✍ السيد بلال وهبي
فجر يوم الجمعة الواقع في: 22/11/2024 الساعة (04:45)
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ خَيرَ ما قُبِلَ، وخَيرَ ما عُمِلَ، وخَيرَ ما غابَ، وخَيرَ ما حَضَرَ، وخَيرَ ما ظَهَرَ، وخَيرَ ما بَطَنَ، وأَسأَلُكَ الدَّرَجاتِ العُلَى مِنَ الجَنَّةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وامْنُنْ عَلَيَّ بِذلِكَ
تغيير العالم يحتاج الى مجموعة كتب ، و طاولة صغيرة ، و فراش بمستوى الارض ، و وسادتين ، و قلب يسكنه الله.
الإمام الخميّني العظيم (قده)
إلى بيئتنا الشريفة:
السلام عليكم يا أشرف الناس، وأطهر الناس، وأصدق الناس، وأوفى الناس، وأخلص الناس، وأصبر الناس، حفظكم الله جميعاً، وفرَّج عنكم، وكشف كروبكم، ونصركم، وأَعَزَّكم في دُنياكم وآخرتكم.
قلت في منشور سابق: أيّاً تكن نتيجة المفاوضات الجارية اليوم، ها هنا حقيقتان لا يجوز أن تغيبا عنا جميعا:
الحقيقة الأولى: أن كلمة الفصل للميدان، فالصمود الأسطوري فيه هو الذي حرَّك المفاوضات، وهو الذي يمكن أن يُجبر الوحش على التراجع عن مطالبه.
الحقيقة الثانية: أن صبركم، وثباتكم، وصمودكم، وسخاءكم بالدماء الطاهرة الشريفة قد أفقد الوحش واحداً من الخيارات المُهِمَّة التي راهن عليها لإيقاع الهزيمة بكم.
وأضيف اليوم فأقول: لن ندخل في جدال مع المهزومين، ومع العملاء، الذين بدأوا جميعاً يكررون معزوفة (أين النصر الذي تتحدثون عنه) فستنبئهم عن ذلك الأيام القادمة إن شاء الله، فهؤلاء جميعاً يرون الحرب والنصر على طريقة الصراع بين أبو نايف زعيم عيلة أبو مالحة، وأبو نمر زعيم عيلة أبو قعقور في مسلسل الخربة. هؤلاء إن أحسنا الظن بهم فهم بحجم هذا المسلسل لا يتعدونه لما هو أعظم في الحرب التي أريد لها أن ترسم وجه الشرق الأوسط برمته، فلندعهم وشأنهم، فكما خابوا فيما مضى من جولات هذا الصراع الطويل سيخيبون إن شاء الله.
ولنكن على يقين أن مسار الحرب، والفعل الذي يُنجزه أبطالكم في ساحات الوغى يؤكِّد ما سبق وقلناه منذ أن بدأت الحرب أننا ذاهبون إلى انتصار أكيد يتجلى بمنع العدو من تحقيق أهدافه، قد بدأت معالمه بالظهور، وستتضح نتائجه مع الأيام والشهور والسنين، وسيتحقق الوعد الذي قطعه سيدنا الأجَلُّ رضوان الله عليه، فإن دمه الزكي الطاهر، ودماء إخوته الأبرار لا يرضى الله لها ثمناً أقل من منجَز تاريخي يمتدُّ لعشرات السنين، كما امتد إنجاز الإمام الحسين عليه السلام (1400) عام ولم يزل يمتد ويؤثر ويصنع الواقع والمستقبل، ولا عجَبَ فدماء أبرارنا من دماء الحسين عليه السلام، ونهجهم من نهجه، وقد خرجوا إلى تكليفهم الإلهي كما خرج (ع) إلى تكليفه، وكما شاء الله أن يراه قتيلاً، شاء الله أن يوردهم مورده، ونِعم المورد، وهنيئاً لهم بهذا.
لا تستهينوا بالحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية، صحيح أن المجرمين قد لا يُعتَقلون، وقد لا يُقَدَّمون إلى المحاكمة، ولكنهم على أقل التقادير أصبحوا عبئاً حتى أصدقائهم، وهناك دول وازنة أعلنت اليوم أنها ستنفذ أمر المحكمة الجنائية، وهذا ما سيجعل المجرمين عبئاً حتى على كيانهم.
أما في الميدان فما زال رجال الله يسطِّرون ملاحم البطولة والشجاعة والبَسالة، وخيارات العدو تضيق، وصمود البيئة الشريفة لم يزل يتعاظم، وكل هذا يؤكِّد أننا بدأنا مساراً جديداً إن شاء الله.
سنشهد الآن مزيداً من التصعيد في الميدان، لمزيد من الضغط على بيئتنا الشريفة، وسيواجه ضغطه بمثله.
فليس أمامنا إلا المزيد من الصبر، والثبات، واليقين، والدعاء، وما يراه المنهزمون بعيدا نراه قريباً، فلينتظروا وما ينتظرون إلا سراباً، قال تعالى: "فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴿102﴾ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿103/ يونس﴾
✍ السيد بلال وهبي
مساء يوم الخميس الواقع في: 21/11/2024 الساعة (19:40)
? جواهر عَلَويَّةٌ
? رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "مَنْ تَوَكَّلَ كُفِيَ"
التَّوَكُّل لغةً يعني: الاعتماد والثقة. يقال "توكل فلان على الله" بمعنى اعتمد عليه وأوكل أمره إليه.
والتَّوَكُّل في اصطلاح العلماء: اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد ودفع ما يضره في دينه، ودنياه، مع الأخذ بالأسباب المشروعة
ويتضمَّن التَّوَكُّل ترك الأمور بيد الله والثقة في تدبيره، والاعتقاد الجازم بأن الله هو المالك الوحيد للتدبير، والمحيط بكل شيء، والقادر على كل شيء، قال تعالى: "وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿12/ إبراهيم﴾ إنها كلمة المطمئن إلى موقفه وطريقه، الموقِن من وليه و ناصره، المؤمن بأن الله الذي يهدي السبيل لا بد أن ينصر وأن يعين، وماذا يهم حتى ولو لم يتم في الحياة الدنيا نصر إذا كان العبد قد ضَمِنَ هداية السبيل؟
والقلب الذي يحسُّ أن الله يقود خطاه، ويهديه السبيل، هو قلب موصول بالله لا يُخطئ الشعور بوجوده تعالى وألوهيته القاهرة المسيطرة، وهو شعور لا مجال معه للتردُّد في المضي في الطريق أيا كانت العقبات، و أيا كانت قوى الطاغوت التي تتربص في هذا الطريق، وهذه الحقيقة -حقيقة الارتباط في قلب المؤمن بين شعوره بهداية الله وبين بديهية التوكل عليه- لا تستشعرها إلا القلوب التي تزاول الحركة فعلا في مواجهة الطاغوت، والتي تستشعر في أعماقها يد الله وهي تفتح لها نوافذ النور فتبصر الآفاق المُشرقة، وتحسُّ الأنس والقربى، وتشعر بالقوة والقدرة، وتوقِن بالنصر والغلَبة، وتثبُت أمام عُتُوِّ العُتاة والظَّلَمة، وحينئذ لا تعبأ بما يتوَعّدها به طواغيت الأرض، ولا تتزلزل أمام تهديدهم ووَعيدهم، بل تحتقرهم، وتحتقر ما في أيديهم من وسائل البطش والتنكيل، وماذا يخاف القلب الموصول بالله على هذا النحو؟ وماذا يخيفه من أولئك الطُّغاة وأمرهم كله بيد الله ساعة يشاء يقهرهم، ويُذلُّهم، ويزهق باطلهم، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
وإن القلوب المتصلة بالله، المتوكِّلة عليه، لتصبر على الأذى، وتثبت أمام البطش، لا تتزحزح، ولا تضعف، ولا تتراجع، ولا تَهِن، ولا تتزعزع، ولا تشُكّ بالذي هي عليه، ولا تحيد عنه.
"مَنْ تَوَكَّلَ كُفِيَ" هذه هي المعادلة التي يكشف عنها الإمام أمير المؤمنين (ع)، من يضع ثقته واعتماده على الله ويُوكل إليه أموره، فإنه سيُكفيه ما يهمّه، ويهيئ له حاجاته، ويُدبِّر له ما هو خير له في الدنيا والآخرة، وهذا يدفع الإنسان إلى الراحة النفسية والسكينة، ويُبعد عنه مشاعر القلق والتوتر، بل يشعره بالأمان حتى في أصعب الظروف، إذ يعلم المتوكل أن الله لن يتركه، وهذا ينكعس عليه عملياً فيعمل بثقة دون أن يربط النتائج بتوفيقه الشخصي فقط.
وينشأ التوكل على الله من الإيمان المطلق بقدرة الله، وأن لا مُؤَثِّر بالاستقلال في الوجود إلا الله، والإيمان المطلق بحكمته في التدبير، من جهة، ومن إدراك الإنسان لنواقصه وعجزه عن الإحاطة بكل شيء، وافتقاره إلى كل شيء، وأنه لا يضُرُّ ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، ويساعد على التوكل التجارب الشخصية التي يمر بها المرء نفسه، وما يراه من بركات توكُّله على الله، وكذلك تجارب الآخرين.
ومن البديهي أن التوكُّل يناقض التواكل، فالأول مطلوب، والثاني مذموم ومَنهِيٌّ عنه، التوكل يدفع الإنسان إلى أن يختار لنفسه أهدافه الدنيوية والأخروية، ويبذل الجهد الكافي لتحقيقها، ويهيئ الأسباب المطلوبة ثم يتوكل على الله ويعتمد عليه ليعينه على تحقيق ما أراد، وبهذا يولِّد التوكل في الإنسان حيوية عالية، وطاقة روحية ومعنوية هائلة، وأملاً عظيماً في تحقيق ما يرومه، أما التواكل فهو ادعاء وحسب، ادعاء التوكل على الله من دون أن يكون له دور فيما يريد، بل حتى إنه لا يريد، لا لأنه يفوِّض أمره إلى الله، بل لأنه لا يدري ما يريد، وإن عرف ما يريد لا يبذل الجهد المطلوب ليتحقق له ما يريد، وبهذا يسلبه التواكل: الهدفية، والتخطيط، والعمل، ويسلبه الروحية والمعنوية، ويجعل منه شخصاً عديم الفاعلية، وكَلاً على الناس والحياة.
ويتمَيَّز المتوكلون على الله بصفات عديدة منها: البصيرة، عُلُوُّ الهِمة، الثِّقة بالفلاح والفوز، الشجاعة والاقدام، الصبر والثبات، الجِدّ في العمل، اليقين بقدرة الله، الرضا بما قسمه الله، والشعور الدائم بالطمأنينة، وعلاقتهم بالله علاقة وثيقة تعتمد على حبهم لله وثقتهم بقدرته وحكمته.
والله يُكافئ المتوكلين عليه بالكفاية والحماية والرعاية، والتسديد والهداية، ونفاذ البصيرة، ويصرف عنهم الشُّرور، ومن أفضال الله عليهم أنه يفتح لهم أبواباً للحلول، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، كما وعد في قوله: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿3/ الطلاق﴾.
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تُؤَاخِذْنِي بظلمي، ولا تعاقبني بِجَهْلي، ولا تَسْتَدْرِجْني بِخَطِيئَتي، ولا تَكبّني عَلى وَجْهي، ولا تَطْبَعْ عَلى قَلْبي، ولا تَرُدَّني عَلى عَقِبِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 1 month, 3 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 weeks, 2 days ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 1 month, 2 weeks ago