-

قد وزّعَ الله بين الخَلقِ رِزْقَهمُ
لم يخلُقِ اللهُ من خلقٍ يُضيّعُهُ

- ابن زريق البغدادي.

-

لا تعجب من رؤية هذه الشجاعة وهذا الإقدام في مجاهدي الشام وعموم أبناء الإسلام ممن حملوا الراية، فهؤلاء -والله- هم أسعد خلق الله على هذه الأرض، ومَن ذاق عرَف!
وقد فضّل سبحانه هؤلاء في القتال على مَن قاتل بعد الفتح، وكل مَن سعى لمؤازرة عباده وآواهم ونصرهم وأعانهم فهو في تفضيل عند الله على غيره، وكلًا وعد الله الحسنى.

يا مَن تقرأ..
هذا سوق البذل والنصرة والمواقف، سوقٌ عظيم لا يُعرض عنه إلا محروم حرمته أعذار واهية وعزائم خاوية.

-

{إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ‌غَرَّ ‌هَؤُلاءِ ‌دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

حين يخوفك -لابسي ثياب الحكمة زورًا- تكالب الأمم وتحزبهم على أهل الحق، ويطلبون منك إعطاء الدنيّة في الدين لتعيش كالأنعام بل أضل، فاعلم أن الله فضحهم لك، وزد تمسكًا بدينك، وثقة بربك، وقوّة في منازلة أعدائه، فقد آويت إلى ركن شديد لا يأوي إليه أحد إلا عز ونصر مهما قل عدده وضعفت عدته.

- يحيى الفرغلي.

?

-

إن طبيعة السالك لا سيما مع لوعة الغربة، ومفارقة العوائد، أن يتعجّل أوان الثمار، فإن لم يلمح بوارقها عن قريبٍ؛ انحلّت عرى عزيمته، وعاد إلى سابق أحواله!

? | المرقاة.

خاطرة طويلة بعد منتصف الليل، بمناسبة دنو الليالي الطويلة المحببة، التي تحفزني كل عام للكتابة أكثر، والله المستعان..

بعد خروجنا من الحصار إلى الشمال بسنة تقريباً، تيسَّر لي الولوج في عالم وسائل التواصل أكثر من قبل، وفُتحتْ لي كوّةٌ على العالم من حولنا، فأبصرت حينها فساداً عريضاً وفتنةً عمياء تضرب في عقول شباب الأمة، شعارها ولوائها التي ترفعه هو الشبهات، ومبعثها وحاديها الشهوات، حملةٌ تشكيكية تضرب في كل الأصول، وتستهدف جميع الثوابت، يتردى فيها الشباب صرعى على قارعة الطريق، بين مطرقة الأفكار الإلحادية من جهة، وسعار الشهوات من جهة أخرى، فأدركت أنني أمام واقع مختلف، مغاير لما اعتدنا عليه في صفوف الجماعات تلمجاهدة ومشاكل الشباب المجاهد البسيطة أمام ما تحسسته ورأيته، واقع يحتاج عدة جديدة، فهداني الله حينها لعدد من المشايخ والمفكرين المتصدرين لرد صيال هذه الحملة التي تستهدف ثوابت الإسلام، كالشيخ أحمد السيد وعبد الله العجيري وعبد الله الشهري فك الله أسره والمفكر محمد العوضي والشيخ سلطان العميري والشيخ البشير المراكشي والشيخ إبراهيم السكران وفهد العجلان وغيرهم من الأفاضل الذين كانوا رأس حربة في الدفاع عن قضايا هذا الدين النظرية التي هوجمت، والتحقتُ في عدد من البرامج التي تجري في ذات التيار، كصناعة المحاور والبناء المنهجي والفكري ومعهد آفاق العقدي إضافة إلى متابعة المتصدرين ممن اختصوا في هذا الشأن..
ثم إنني لاحظت انتشار الشبهات التشكيكية بين الشباب انتشاراً واسعاً، عاينت فئة منهم على وسائل التواصل، وقابلت بعضهم على الأرض هنا، مع أننا في ساحة مطحونة على المستوى المادي، فمن الصعب تسرب هذه الشبهات في هكذا واقع، ولكن مع ذلك قد تجده عند البعض...

ثم مضت الأيام، وهؤلاء المشايخ والمختصون الأفاضل يسدون ثغرهم العظيم بكل قوة وبسالة وثبات، ويحملون راية الدفاع عن أصول الإسلام، ويتعلم على أيديهم عشرات الآلاف من الشباب والفتيات، في كل أنحاء العالم، لقد مضوا في خطىً ثابتة ومشاريع ناجحة في تعزيز اليقين ورد الشبهات، حتى مرت السنوات القليلة وانقشعت تلك السحابة السوداء، وولت الحملة التشكيكية عن سماء العالم الإسلامي أو تكاد، والمراقب لحال الساحة العلمية الدعوية يلحظ أن تأثيرها ضعف بنسبة كبيرة، وأن سابغات الوقاية ردتْ ضرباتها، وسيوف الردود الواثقة كسرَتْ أنيابها وقطعتْ أظافرها، وتوشكُ بعون الله أن تمّحي عما قريب، كل ذلك ما كان ليحصل لولا فضل الله أولاً، ثم الوقوف على ثغر الدعوة والعلم، من قِبَل كثير من حملة العلم وطلابه، الذين لم تيأس نفوسهم ولم يلقوا اللوم على غيرهم تهرباً من حمل المسؤولية، بل وقفوا في هذا الثغر مستعينين بالله ومتوكلين عليه..
كلما رأيتهم وأمثالهم من العلماء والمجاهدين والعباد ممن يقفون على ثغور الأمة المتنوعة المتوزعة تذكرت قول الشاعر:

لئن عرفَ التاريخُ أوساً وخزرجا ..
فلَّله أوسٌ قادمون وخزرجُ ..

و إنَّ كنوزَ الغيب تخفي طلائعاً ..
صابرةً رغم المكائدِ تخرجُ ..

وهذا لا يعني زوال كل الحملات التشكيكية أو البدعية أو غياب المشاكل الضاربة في أطناب الصف المسلم، بل ما زالت الفتن تطلّ برؤوسها كل حين، ولكن لله في كل وقت وفي كل مرحلة رجالٌ من أهل الصدق والعزم يغرسهم لدينه ويستعملهم في نصرته..
فلا تيأسن من انتصار هذا الدين مهما كانت الظروف ..
ثم هي كذلك رسالةٌ لك ألا تترك ثفرك العاكف فيه لتتعلم دينك، وتعد نفسك لنصرة هذا الدين، فهذه الأمة مآسيها كثيرة، والحال العصيب لها لا يحتمل منك التسويف والتأخير والتقاعس، والله للساعين خير معين! 
"والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون"

لا أدري كيف طال الكلام..
وهل يا ترى بقي أحد يقرأ إلى الآن، لأنني أريد أن أختم بكلمة في غاية الأهمية:

المجاهدون في سبيل الله في كل أنحاء العالم وفي الشام بالأخص هم رأس حربة الأمة وطليعتها الأولى التي تصد صيال الهجمة الكافرة النجسة على الإسلام وأهله، وتحديداً على أهل السنة والجماعة، والعلماء الذين يعززون الثوابت لهم جهد وفضل، لكن الترجمة الحقيقة الواقعية للصراع هو ما يحصل على الساحات الجهادية من قتال بينهم وبين أمة الغرب والشرق الكافرة التي تريد. أن تجتث الإسلام وأهله..
وقوام الأمة ودينها بكتاب يهدي وسيف ينصر، وطالما أن مداد العلماء حاضر، ودماء الشهداء تسيل فالأمة بخير، والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..

اللهمّ إني أحب من الموحدين أوليائك العلماء والمجاهدين والعباد، فاحشرني في زمرتهم وتحت لوائهم!

"فاذرِفْ فما لكَ غير دمعك مُنجِدُ"

- كم أتعجب من الذين يستسلمون سريعًا لإخفاقاتهم، وييأسون بعد أول محاولة! - شيخنا أحمد السيّد.

-

كم أتعجب من الذين يستسلمون سريعًا لإخفاقاتهم، وييأسون بعد أول محاولة!

- شيخنا أحمد السيّد.

-

وكنّا حين يرمينا أناس نؤدبهم أباةً قادرينا
وكنّا حين يأخذنا وليٌ بطغيانٍ ندوسُ له الجبينا..

الحمد لله على عزّة الإسلام.