الحياة درج ما إله دَرَبزين.

يا الله
أدعوكَ راجِية
ألّا يكون كل هذا الانتظار
عبثًا.

أبي
يلهو ويقفز كالأطفال، يخبرني عن أيامه السابقة، حين كان يلعب كرة القدم وهو شابًّا، يشرح لي بحماسٍ شديد عن كيف كانوا يسمّونه "الكابتن" وكيف تحدّى الحَكَم أنه على حقّ وأنها كانت "ضربة جزاء" حينها تلقّى "الكرت الأصفر"، كانت متبقيّة دقائقَ معدودة لنهاية المباراة، لكنه أخذ حقّه بيده -أم أقول بقدمه إن صحّ التعبير- وحصل على ضربة جزاء ثانية.
أبي من أحضر قطعة النقود دون مقدّمات، رماها في الهواء والتقطها وسألني "شجرة ولا عشرة؟"، اخترت الشجرة، رفع يده قليلًا وتخلّس النظر عمّا كانت النتيجة، أعاد إطباق يداه وقلبهما ليصبح سطح قطعة النقد السفلي عُلويًّا، كشف عنها وقال لي "صححح شجرة".
لم تكُن النتيجة "شجرة" لكنه قلبها لأفوز، لستُ صغيرة يعلم أنني لن أنخدع ولكنه يعلم أيضًا أنني بالرغم من ذلك سأبتسم، فـلأجل أن يراني أضحك، أبي غيّر مسار اللعبة.

أسفي الوحيد في هذه الحياة أنّ ذاكرتي واهِنة
لا أستطيع تذكّر ملامح الشخص الذي كلّمته اليوم
لا أتذكر العيون
ولا الابتسامات
لا أتذكر الضحكات وحتى النبرات
لا أتذكر حنيّة الصوت
ولا عمق النظرات
وددتُ لو بإمكاني التذكّر بحِدّة
أن أغمض عيناي وأن أعود لتلك اللحظات
أن أعيشها مرةً أخرى
بحذافيرها
وددتُ لو أنني
لستُ أنسى.

"جزء من الأبدية يكمن في متناول أولئك القادرين على التحديق دون أن يرمشوا، في الامتدادات المربكة للبحر".

أريد أن أرتدي
ثوبًا أبيضَ
وأن أركض
حافيةَ القدمينِ
أركض في الحقولِ
بين الأعشابِ
والأشواكِ
وأن أهوي
وأؤذي ركبتي
وبسخافةٍ أن أضحك
أريد أن يفوتَني القِطار
ببضعِ دقائقٍ
أريد أن أركض
أن أفوق سرعته
وفي اللحظةِ الأخيرة
أمسك بالمقبضِ وأصعد
وإن فاتَني
فسأنتظر ما بعده
تحتَ زخّاتِ المطر
أريد أن أرتعش
وأن أرقص وأقفز
في التفاصيل العشوائيةِ
في مجاري الزمنِ
وفي الذكرياتِ الواهِنة
أريدُ أن أحيا.

الحمدُ لله على المواقف يلي بتخلّينا ندرك قديش كانت قراراتنا صائبة وبمحلّها.

Was it the ultimate?
My love for you
Was it all I could ever give?
Because it was so much
That I can’t believe
I could ever love someone
The way I loved you.

ليه دايماً المشاعر بأكتوبَر غير؟
بتحسّ إنه رجعلك شغف قديم لأشياء فقدت شغفك فيها خلال الفترات الماضية ، بس بنفس الوقت بتحسّ إنه ما في طاقة حتى تستقطب هاد الشغف بالشكل المطلوب.
بتحسّ إنك صرت متل جوّ أكتوبر ، متقلّب كثير ، مرّة بارِد ومرة معتدل وأوقات ماطِر ، ما في استقرار ، متلك تماماً.
بترجعلك ذكريات قديمة وبترجع تخطر على بالك بقوّة أكبر من أي وقت تاني ، الليل ببلّش يصير طويل ، وسَهَرك بصير أطول وأوحَش طول ما انت لحالك.
لما كتبت سابقاً إنه "أكتوبر شهر لا يُنسى" ، فهو فعلاً شهر غريب وشؤونه الخاصة ما بتنتسى.