ها هي الفصول تقفل ملفاتها على كل واحد منا
الأدراج الثقيلة المليئة بالشهادات تعود إلى جذوع الأشجار وتفلت منها بعض الأوراق.
أحدهم نحبه
سقط من أفكارنا
محدثاً طرطشة صغيرة
مثل دراجة هوائية دفعتها الريح. سوى ذلك لم يحدث الكثير
أحببنا ثانية
حين عثرنا على تلك الريشة الحمراء الوحيدة في الريح.

و هل نُدركُ المجهول فينا ؟

كُنتُ ألُوْم الجواهري لأنه تَغنى بدجلة و هو ابن الفرات ... و لكن اليوم عَذرتُه

الدّهرُ كالدّهر والأيّامُ واحدةٌ
والنّاسُ كالنّاس والدُّنيا لمن غَلبا.

- أبو العلاء المعرّي

أحنُّ إلى خُبز أُمّي
وقَهوةِ أُمّي
ولَمْسةِ أُمي..
وتَكبُر فيَّ الطفولةُ
يومًا على صدر يومِ
وأعشَقُ عمرِي لأنّي
إِذا مُتُّ،
أخجل من دمع أُمي!
خذيني، إذا عدتُ يومًا
وشاحًا لهُدْبِكْ
وغطّي عِظامي بِعشبٍ
تَعمَّد من طُهر كَعبك
وشُدّي وثاقي..
بِخصلةٍ شعرٍ..
بخيطٍ يُلوَّح في ذيلِ ثوبك..
عساني أصيرُ إلهًا
إلهًا أصيرْ
إذا ما لَمستُ قرارةَ قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقودًا بتنور ناركْ...
وحَبْلَ غسيلٍ على سطح داركِ
لأني فقدتُ الوقوف
بدون صلاة نهارك
هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة
حتى أُشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ...
لعُشِّ انتظارِك!
أُمّي.. أُمّي.. أُمّي..

_محمود درويش

عشرة آلاف غد
خرجتْ من حياتي البارحة
ومازلت أقول غداً..
غداً تأتي الغيمة
تبلل القلب المعطوب
غداً يمد النهر أصابعه
و يُربتُ على كتف عطشي

الغد يتحول الى اليوم
اليوم يصير البارحة
وأنا أنتظر بلهفة
الغد الجديد

-رياض الصالح الحسين

لا تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُترَفٍ
هَيْهَاتَ لَيسَ عَلَى الزّمَانِ دَوامُ

تَأْتِي الشّهُورُ وَتَنْتَهِي سَاعاتُهَا
لَمْعَ السَّرَابِ وَتَنقَضِي الأَعوَامُ

وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ
أَوْ صَادِرٌ تَجْرِي بهِ الأَيَّامُ

لا طَائِر يَنجُو وَلا ذُو مِخْلَبٍ
يَبْقَى وَعَاقِبةُ الْحَيَاة حِمَامُ

محمود سامي البارودي