أنتَ العليمُ بما في القلب من وجعٍ
‏أنت الرحيمُ بضعْفٍ لست أقواهُ
‏أنتَ الكريم فما في الكون من أحدٍ
‏يهفو الفؤاد لنيْـلٍ من عطاياهُ
‏أنت السميع لما أشكوه من كُرَبٍ
‏أنت المجيب إذا ما قلتُ رباهُ

أدري بتجيني وعينك بالشقى غارقه
وبتحاول بقد ما تقدر ترجعني
الله يسهل لدربك سكة الفرقا
وأنا على قولتك ربي يوفقني

وأنت وإن أُفرِدتٙ في دارِ وٙحشٙةٍ
‏فإني بدار الأنس في وٙحشة الفردِ
‏— ابن الرومي

‏أعوذ بك من قلبٍ أُراعيه بلُطفي فيجرحني، من صديقٍ أستأمنه على أيامي فيُثقلها، من حقيقةٍ موجعة تأتي في عزّ طمأنينتي، من كل ما يخدش روحي ويخدش رقتها.

‏كلما كبرت بالعمر وجدت أنه من غير الممكن العيش إلا مع الذين يحرروننا ويحبوننا حباً خفيف الحمل، الحياة اليوم قاسية جداً، مريرة جداً، مرهقة جداً، حتى نتحمل ايضاً عبودية جديدة آتية من الذين نحبهم.

ما زلتُ أبكي مُذ رحلت كأنما
‏في كلّ ثانيةٍ بكائي ودّعَك
‏و تأُزّني ذكرى رحيلكَ كلّما
‏قالت ظنوني"أنّني مَن ضيّعَك"
‏لكنني .. و الله يعلمُ حالنا
‏رغمَ ابتعادكَ كنتُ وحدي أتبعك

ماذا تفيدُ دموعُ الحزنِ تذرفها
‏أيُرجعُ الدمعُ ما أودىٰ بهِ القدرُ؟

‏عشقُ الهلالِ وهل هُنَالكَ مثلهُ ..
‏قمرُ السماءِ و نورُ كلِ الأنجمِ ?

وجهي بقية جُرمٍ
‏جاء من أزلٍ
وتربةُ النجمِ خدّي
والرياحُ يدي
قالتْ وأبرقَ
‏رعدٌ فوقَ جبهتها
‏هذي المجرّاتُ شاماتٌ
على جسدي
سرُّ البداياتِ مخبوءٌ بأوردتي
كما يُخبّئ نصلُ السيفِ في الغمدِ
أنا وأنتَ
بقايا أنجمٍ أفِلَتْ
وسجننا الوقتُ حتى
آخر الأبدِ

- زكيّ العليّ

‏”اللهم أحيني بالعمل، وأشغلني بالخير الذي ترضاه، لا تحرمني الحركة و الأثر، وبارك لي الوقت، لا أريد فراغًا فأذبل، ولا ميلًا فأضيع، ولا ضَعفًا فألين، ولا خوفًا فأحبط، بل ثبات الرّاسيات، وأرني الحق حتى أرى، وخذ بيدي، وضعني على بداية طريقٍ تحبّه فأُحِبّه، وأسير فيه، وأموت عليه“.