? احترامٌ لقدماء الأصحاب

في يوم من الأيام، نقل المرحوم آية الله البروجردي في وسط الدرس فتوى لأحد قدماء الأصحاب (ابن الجنيد أو ابن إدريس) وكانت بعيدة عن الصواب جدا، و دون إرادة منه ارتسمت على شفتيه ابتسامة لطيفة تحمل إشارة معينة تجاه تلك الفتوى.

وعندما حضر إلى الدرس في اليوم التالي وجلس على المنبر، تحدث طوال الدرس عن شخصية صاحب تلك الفتوى التي تم ذكرها بالأمس، خشية أن تؤدي ابتسامته في اليوم السابق إلى التقليل من منزلته في أعين الناس.

? ما سمعتُ ممن رأيتُ؛ ج١؛ ص١٣٢

https://t.me/zenjani_fawaed

? وحدة النقل والناقل، دليل بطلان المنقول

❖ آية الله العظمى السيد شبيري الزنجاني حفظه الله:

● في رواية مفصّلة جداً من احتجاج الطبرسي، جاء أن أحد الزنادقة عرض على الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه يوجد تناقضات في القرآن؛ وإذا حللت هذه التناقضات، سأصبح مسلماً. من بين شبهاته كان السؤال عن العلاقة بين صدر وذيل الآية 3 من سورة النساء، وهو ما العلاقة بين موضوع اليتامى والنكاح بالنساء.

فأجاب الإمام: «فهو مما قدّمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن». (الإحتجاج؛ ج1؛ ص254)

● كما أن الإخباريين يستندون إلى هذه الرواية وما شابهها. (الدرر النجفية؛ ج4؛ ص82)

● مسألة التحريف ونقص ثلث القرآن لم تُذكر في أي رواية من الكتب الأربعة أو غيرها، وهذه الرواية المرسلة الوحيدة في الاحتجاج تدل على ذلك؛ في حين أن مثل هذه الأمور تُعتبر مصداقاً لـ "لو كان لبان". كما أن انفراد مضمون الرواية يعد دليلاً على بطلانها وعدم إمكانية الاستناد إليها.

● وقد ذكر السيد المرتضى في "الذخيرة" أن بعض الأمور يجب أن يكون لها ناقلون كثر حسب العرف.
ووحدة النقل والناقل في هذه الأمور دليل على بطلانها، وتثير الشك في صحة المطلوب.

أحياناً يكون النقل ووحدة الناقل دليلاً على كذب الأمر. المسألة التي يجب أن يكون لها ناقلون كثر، إذا لم يكن لها سوى ناقل واحد، فهذا دليل على أنها غير واقعية. (الذخيرة؛ ص353)

كما نقل المرحوم الشيخ الطوسي عبارات السيد المرتضى في "العدة" ووافق عليها. (العدة في أصول الفقه؛ ج1؛ ص83)

.....................................

1. «وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنَى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ، فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا».

? كتاب النكاح؛ ج1؛ ص107

https://t.me/zenjani_fawaed

?أهمية علوم اللغة?

● في بعض الأحيان، بسبب عدم الانتباه إلى بعض الدقائق الأدبية، تحدث الغفلة في الاستدلال بآية أو رواية معينة.

● رأيت في كلام أحد العلماء أنه استدل على وجوب معرفة النبي ومعرفة الأحكام بالآية الشريفة: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ».

● يبدو أن استدلاله هو أن "ليعبدون" مفعوله محذوف، والظاهر أن حذف المفعول عام. ومن جهة أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار الرواية -على فرض وجودها- التي تفسر "ليعبدون" بـ "ليعرفون"، فإن المعرفة هنا لها إطلاق؛ أي أن معرفة الأمور اللازمة مطلوبة. لذا، فإن معرفة الأنبياء والأحكام وكل الأمور التي تتطلب المعرفة تعتبرها الآية كغاية للخلق.

?بينما الآية الشريفة هي: «إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» (مع نون مكسورة)، أي إلا ليعبدوني، حيث تم حذف الياء والكسر يدل على المحذوف.

?درس خارج الفقه؛ الأحد 15 مهر 1403

https://t.me/zenjani_fawaed