حمَلة المشروع الإسلامي لا ينطلقون ابتغاءَ الدنيا، بل ابتغاءَ مرضاة الله…

إن الشيوعيّين لما انطلقوا كانوا خارجين كردّة فعل على الرأسمالية المجحفة، فقد كانوا قومًا مسحوقين من قِبل الرأسماليين، فأرادوا تغيير واقعهم الدنيوي لأغراض دنيوية.

وإن الحركة النسوية لما انطلقت كانت خارجة كردّة فعل على المجتمع الأوروبي المجحف بحق النساء، فكانت النسوية فكرة تتمسك بها المسكينات في محاولة للخروج على الواقع الدنيوي البائس الذي عِشنه، وآخر أهداف هذه الحركة هي دنيوية فقط.

هؤلاء أصحاب تيارات فكرية وعقَدية صُنعت مواقفهم بناء على رغبات دنيوية، ومآلات دنيوية…

أما أصحاب المشروع الإسلامي فإنهم لا يخرجون على الواقع بسبب دنيوي، وليس مطمحهم الدنيا…

بل إنهم يريدون لشرع الله أن يحكم الناس والبلاد، هذا هو هدف سعيهم وحياتهم…

قد يلعب استشعار الظلم دورًا في محاولة تغيير الواقع، لكنه ليس الأساس عند حمَلة مشروع الإسلام، فهُم لا يثورون ضد الظـ..ـلم الدنيوي، بل يرون الظلم كل الظلم في إبعاد الشريعة عن الحكم، وما أشكال الظلم إلا ما يتفرع عن هذا الأصل (أصل إبعاد الشريعة)، فتجد كثيرًا من حمَلة الإسلام هم ممن أنعم الله عليهم بما يطمح أي إنسان له في الدنيا، فليسوا بحاجة إلى المال، ولا بحاجة إلى مناصب، أو ما شاكل ذلك…

لكنّهم ثـ.ـائرون رغم غناهم، ورغم توفّر متطلبات عيشهم الدنيوية الأرضية…
وما هذا إلا بسبب أنهم لا زالوا لا يرون شرع الله مطبّقًا، وقد آمنوا وعلموا بأن الله مولاهم أحقّ بأن يغضبوا له من أي سبب دنيوي.

"فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتَها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه؛ فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضيَ إلى موعود الله، قالوا: وما موعودُ الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتـ. ..ـال من أبى، والظفر لمن بقي."

#بلاغ
#قذائف_الحق
#بلاغ_منصة_إسلامية_بروح_شبابية

مَن فهم الواقع بنور بصيرة يدرك أنّ كل ما يجري رسالة من الله إلى الناس يثبت لهم فيها واحدًا من أعظم المقاصد في القرآن وهو أنّ الإيمان بالله لا يكفي!
بعد كل ما رسّخته الحضارة الغربية وأدواتها في نفوس الناس من ماديّة، وجعلت كلّ ما حولهم يقلل من شأن الربّانيّة (الشريعة الإسلامية) وأقنعوك بأنّك ما دمت تؤمن بالله فأنت في بر الأمان وفي الجزء الأبيض من العالم مهما كانت طريقة إيمانك به فنحن مختلفون وكلٌّ منا له نظرته!
إذن يمكننا إدخال مَن هبّ ودب في هذه الدائرة، وبهذا فقد خلقنا عقيدة ولاء وبراء جديدة هي صاحبة التأثير الكبير على ما يجري اليوم من محارق ومجازر في غزة، وبقية بلاد العالم منذ هيمنة الحضارة الغربية حتى الآن!

الإيمان وحده لم يكفي الشيطان لينجيه، فهو مؤمن بالله لكنّه اتّبع شريعة هواه فخرج من رحمة ربه وأصبح أسوأ السيئين في الدنيا والآخرة، فالله عنده شريعة يريد منّا تطبيقها على أنفسنا شخصيًا وأن نتحاكم إليها عامةً، والإنسان الجيد الناجي هو الذي يفعل الأمرَين، أما السئ الهالك فإما يتبع شريعة هواه أو شريعة رسمها له الاستعمار.
وعلى مثال الشيطان يمكننا قياس الواقع من خلال العقيدة المزروعة عند العامّة: (بإمكانك الإيمان بالله بأي طريقة، أما تطبيق الشريعة الربانية فهو توجّه حر)، وأوّل المستهدفين لاعتناق هذه العقيدة هم المسلمون لأنّه بين يديهم ما يُفسد على الغرب كلّ شئ إن طبّقوه.

فتخلى المسلمون عن شريعتهم الإسلامية المنقذة للبشرية وخلاصها الوحيد من شرور العالم، من خلال اكتفاءهم بالعبادات الفردية ورضوخهم تحت شريعة النظام الدولي وأتباعه وأتباع أتباعه، وأصبح العالم كلّه يمشي تحت شريعة الكفر من دون شريعة الله لأنّ أوروبا وأمريكا بيدهم مقبض التحكم بالعالم (عادي)، هم أحرار بشريعتهم لا يمكننا إجبارهم على التحاكم للإسلام!! وبهذا سقطت فريضة الجهاد من نفوس المسلمين التي هي جزء أساسي من الشريعة الإسلامية والطريق الوحيد لتطبيقها، بل وأصبحوا يخجلون منها أمام الكفار عند الحديث عن الفتوحات الإسلامية!
وبعد أن توقفت الأمة الإسلامية عن الجهاد عقودًا من الزمن وحكم الكفار العالم بشريعتهم ظُلمت البشرية وضُربت في فطرتها وإنسانيتها وغرائزها دون رادع، وغزة من هذه النتائج.
لقد نجح الغرب في تغييب فريضة إقامة الشريعة الربانية في الأرض عن أذهان المسلمين رغم إداركهم أنّ شريعتهم الأحق بالإحلال مكان النظام الدولي وأنّ بقية شرائع البشر كلها ظالمة للإنسان! ونجح في تدجين عقولهم على مبادئ الحريّة المزيفة التي أدّت إلى عدم إدراكهم أنّ هناك حربًا دائمة بين الحق والباطل، إن لم يخوضوها فسيجرفهم طوفان الذل.
على الرغم من أن قرآننا ملئ بالفِكر الذي يعلم المسلم ما هو الإيمان الذي يريده الله، وكيف نتعامل مع الكفار وما ضرورة إخضاعهم وعدم توليتهم أمورنا. ليس لأجلنا فقط بل لأجل البشرية التي ظُلمت في هذا العصر بسبب شريعة البشر وما أكثر الأمثلة!!

علينا أولًا إخراج صنم النظام البشري من عقولنا كليًا وإقامة النظام الرباني كلّيًا في نفوسنا ثمّ الواقع، ونعي جيدًا أنّه لا يكفي للمسلم أن يكون مؤمنًا بالله فقط، بل إنّ الله يريد منه أن يحمل الشريعة الربانية التي ليست بيد أحد سواه في العالم وهذا هو اختباره في الدنيا، فيقوم بها لينقذ نفسه من النار وينقذ البشرية من غطرسة شرائع الذين لا يؤمنون بالله كما يريد منهم أن يؤمنوا، وذلك من خلال الجهاد.
فقط هكذا ننقذ غزة، وليس فقط غزة.

#بلاغ
#بلاغ_منصة_إسلامية_بروح_شبابية

في الأعلى ثلاث حلقات للشيخ جندل صلاح يتناول فيها أهم ركائز الشخصية العقائدية. حلقات مهمة جدا لكل شخص يريد بناء نفسه بناء عقائديا سليما.

هل احتلال كورسك هو أول اختراق للحدود الروسية من بعد الحرب العالمية الثانية؟

استيقظ العالم متفاجئاً قبل عدة أيام على أخبار اختراق الجيش الاوكراني الحدود وسيطرته على بلدات ومناطق داخل روسيا واصفاً الحدث بأنه (أول اختراق للأراضي الروسية من الحرب العالمية الثانية).
فهل هو حقيقةً كذلك أم هناك من مس سيادة روسيا ومرغ أنف جيشها في التراب وسيطر على مناطق فيها بعد الحرب العالمية الثانية وقبل حركة أوكرانيا الأخيرة؟

تعالوا نتعرف على ما فعل إخوانكم الشيشان بروسيا وجيشها.
فأحداث تلك الحقبة على أهميتها يجهلها كثير من المسلمين

بدأ الحدث يوم 14/ يونيو/ 1994 عندما كانت الحرب الشيشانية الروسية الأولى في أوجها، كان القصف الجوي الروسي مستمر في كل أنحاء الشيشان، والمجاهدون الشيشان في تقهقر، ومدينة (باموت) -آخر معقل دفاعي- لهم على وشك السقوط في يد الروس.

عند هذا الوضع الصعب، قام شامل باسييف (قائد المجاهدين الشيشان) بحركة مفاجئة وجريئة حيث خرج من حصار غروزني مع 150 مقاتل اختبؤوا داخل 3 شاحنات عسكرية وسيارة شرطة، وتظاهر بأنه يقود قافلة روسية تحمل (قتلى روس) من الحرب في الشيشان، وتمكن من عبور الحدود بين الشيشان وإقليم ستافروبول الروسي واخترق نقاط التفتيش الروسية الواحدة تلو الأخرى إلى أن وصل مدينة "بوديونوفسك" بجنوب غرب روسيا،
كانت خطتهم الوصول إلى موسكو، لكن الخطة تغيرت أثناء التنفيذ.

اقتحم شامل باسييف ومجموعته المدينة وسيطروا عليها خلال يوم واحد من القتال، اجتاحوا قسم الشرطة والمباني الحكومية، ورفعوا عليها راية الشيشان، ثم اضطروا إلى التراجع إلى مستشفى المدينة بعد قدوم تعزيزات روسية عسكرية كبيرة واستطاعوا أسر 1800 شخص، فيما تشير تقديرات سكان المدينة إلى أن العدد بلغ 5000 شخص، وقادوهم إلى المستشفى وزرعوا الألغام على كل مداخله، حيث يُعتقَد أن هذه واحدة من أكبر عمليات احتجاز الرهائن في التاريخ.

كان مطلب باساييف هو وقف إطلاق النار في الشيشان وإيقاف حمام الدم بحق الشيشانيين،
وبعد فشل محاولات عديدة لتحرير الرهائن، والتي استمرت لأسبوع، حيث أدى هجوم القوات الخاصة الروسية إلى مقتل 129 رهينة،
وافق الروس على وقف إطلاق النار، والعودة الآمنة لباساييف ورفاقه. وأطلق باساييف سراح جميع الرهائن عدا 150 منهم تطوعوا كدروع بشرية لمقاتليه، وعاد مع رفاقه إلى الشيشان. أنقذ هذا الحدث المجهود الحربي للمقاومة الشيشانية، حيث سمح لهم بالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب قوتهم.(1)

قال المجاهد شامل باسييف عندما قال له مذيع الأخبار أن الناس تنعتك بالإرهابي:
"أنا مجاهد، أذود عن وطني، أنا لست ارهابياً...
نحن لسنا ارهابيين، نحن المجاهدون الذين يحمون أرضهم، يحمون وطنهم، أي إرهاب ؟

لقد سيطرت على بوديونوفسك خلال يوم واحد من القتال، لو كنا لجأنا إلى الجبال لقصفونا، لهذا جمعت هؤلاء الناس، أخذتهم كرهائن وأدخلتهم المشفى، فوجهتنا كانت موسكو وليس بوديونوفسك، عندما تغيرت الخطة كان علينا أن نحمي أنفسنا، لهذا توقفنا عند المشفى.
في ذلك اليوم قتلنا 300 جندي روسي، وأسقطنا 3 مروحيات.
اما هم فعند هجومهم علينا يبدؤون بقصف المشافي...عنابر الأمومة... وآبار النفط، لقد لجأنا إلى المشفى لأننا كنا مجبرين على ذلك.

أين كان العالم حين كانوا يهاجموننا فيقتلون كبار السن وحتى الأطفال؟
لماذا لا يصفونهم بالإرهابيين؟
اليوم، لا يهمني إذا قالوا عني إرهابي، فالله شاهد على ما أفعل، أنا أقاتل من أجل أمتي، فلا يهمني ما يظنه الغير بي"

المصادر:
(1). "حرب المستضعفين: كيف خاض الشيشانيون حروبهم ضد روسيا؟" - موقع إضاءات
2. "آخرها الهجوم على مجمع كروكوس.. أشهر الهجمات التي استهدفت روسيا" موقع الجزيرة
3. "مقابلة إذاعة تركية مع شامل باسييف" من حساب شؤون قوقازية على تويتر
4. حساب "PIC | صـور من التـاريخ" على تويتر

#بلاغ
#بلاغ_منصة_إسلامية_بروح_شبابية
https://t.me/BalaghChannel