أري هذه المُتَسعَات المروّعة التي تطوّقني، وأُلفِي نفسي عالقًا في بقعة من هذا الفراغ الهائِل، دون معرفة سبب وجودي هنا بدلاً من أي مكان آخر، أو لماذا من الأبدية التي سبقتني والتي ستتبعني خصصت لي هذه الفترة بالغة الصِّغَر لأحيا حياتي فيها. أينما وليت وجهي لا أري إلا لا محدوديّة تطوقني كذرة، حالي كحال ظل لا يدوم إلا لحظة، ولا يمكن له أن يعود أبدا. كُلّ ما أَعرفُ أن الموت آتٍ، لكن جهلي بهذا الموت لهو أشد الأمور قتامة.

اليميني : عصراني يسلك كل مسالك العصر الحديث مع محاولة الحفاظ على الأرث والأعراف والتقاليد والتعاطي مع الدين بوسطية وبراغماتية وسياسة ظرفية تحددها الظروف الخارجية

اليميني احمق هو مثل من يوافق على حرق غابات شاسعة مقابل الابقاء على حديقة منزلية صغيرة إلى أن تحرقه حديقته بعد الإنتهاء من الغابة

اليساري الاشتراكي والليبرالي.... متماهي مع التقدم فكراً وسلوكاً هو يسير إلى الهاوية بفخر ورضى ويرى أنها الغاية والضرورة

المسلم الذي يحاول سلوك مسالك الدولة الحديثة والاساليب الاجتماعية الحديثة والافكار الحديثة بقوله ( نعم نأخذ كل شيء إلا مايخالف اسلامنا)

هذا هو الأشد حماقة وسفه
هو يتصور أن الاسلام مجموعة بيانات وحيانية من قبيل افعل دون تصور ان الاسلام منظومة حلولية لها اطروحه شاملة تعالج كل الاحتياج البشري على كل الأصعدة (الوجودي العقائدي/ الاخلاقي/ وماينتج عنهما من سياسه واقتصاد وطرق معيشة) الاسلام حمولة مفاهيمية ضخمة لابد من توافرها بالكامل وإلا حصل التمييع في البنية الدينية والتمييع مساوق للأضمحلال

هو يتصور أنه بمجرد أن عقله الضحل لم يرى تقابلاً وتصادم في بعض التشريعات أو الافكار الحديثة مع الدين فهذا يبرر تقنين وتبني هذه الأفكار ،، الحداثة مجموعة هرمية مترابطة من الأفكار والسياسات والسلوك ،،والإسلام مجموعة هرمية مترابطة من العقائد والسياسات والسلوكيات اي محاولة للربط أو التقريب ينتج لنا هيئة مسخية هجينة مقززة فافهم

"لقد ألحقت الحداثة الخزي بالأمهات بصفة خاصة فهي تفضل أن تحترف الفتاة مهنة البيع أو أن تكون "موديل" أو سكرتيرة أو عاملة نظافة على حساب الأمومة. إنها الحداثة التي أعلنت أن الأمومة عبودية، ووعدت بأن تحرر المرأة منها وتفخر بعدد النساء اللاتي نزعتهن وتقول حررتهن من الأسرة والأطفال لتلحقهن بطابور الموظفات".

‏- بيغوفيتش

العبد (القن) المثالي للحالة الرأسمالية : الشخص الذي يشعر بالذنب الدائم لعدم تعلم المهارات اللازمة لتطوير "ذاته"، بغض النظر عن ما إذا كانت أسباب ذلك متوقفة عليه أو على عوامل أخرى ( تميل أخلاقيات القنانة السائدة إلى إنكار أي عامل غير الفرد ومجهوده). القِن المعاصر يتحسر أيضًا على الوقت الذي يفوت في أي نشاط "غير مثمر" وفق معايير الإنتاج الكمية، بما يشمل الوقت الذي يمضي مع العائلة والأصدقاء. تبقي الرأسمالية أقنان عصرنا في حالة من الاستبعاد الذهني عن طريق تحويل الوقت إلى مصدر دائم للانتاج، ولتعلم ما يعزز هذا الإنتاج، بصورة لا تترك للفرد أي فرصة للنظر إلى الحياة خارج هذا الإطار.

– نيكولاس داڤِيلا

نص عظيم المعنى عميق الغور

كل من يتخذ مبدأ الحياد تجاه قضايا الأمة ، يضع نفسه تلقائيا في خانة العدو. الحياد في ذاته حالة مستحيلة التحقق

«لم تنصروا الباطل ولكنكم خذلتم الحق»
مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام

الحرب الفكرية الناعمة التي يشنها الغرب علينا هي أشد علينا من ألف وألف غارة جوية ، إذ القتل المعنوي أنكى من القتل المادي وقد تغولت هذه الحضارة في اوساطنا وبات الناس يفكرون وفق المساق الفكري التي فرضته علينا : حقوق، فردانية ،حرية ، تحقيق انجاز ، ابتذال ، مساواة ، هوس بالمكانة الإجتماعية المزعومة ، إغراق جنسي ، انهزامية،

رباه! أي نعمة كبيرة وهبتنيها إذ لا أخاف الموت ولا أخضع لتهديد ووعيد قصيري النظر والسّفهاء

دهر عجيب : الإرهاب والوحشة يحكمان كل مكان ، يخضعان الناس لأوامرهما وأفكارهما بالقوة والحراب ، والناس الجبناء كالنعام يسجدون أمام القوة ، أما أنا ، أنا المتألم ، أنا الذي يرى الموت حلواً وجذاباً ، أنا المبتسم دائماً للموت والمسارع لإستقباله على الدوام ،انا الذي لا أمل لي ولا أمنية في هذه الدنيا ولا أخسر شيء بالموت، أنا في مواجهة هؤلاء السفلة أحس بالقوة والطمأنينة ، وهؤلاء سؤاء الأعداء أو الأصدقاء يتسائلون متعجبين: كيف يمكنني أن أقف بجسارة أمام عواصف الأحداث وأستقبل بروحي أمواج الموت ثم ابتسم بهذه الطمأنينة والهدوء

الشهيد مصطفى شمران