كيف يمكن أن يكون الخوف والغضب أوضح ما فيك ؟!

3

في صغري
كان يمكن أن يقال عني
ساذج
فتى
نشيط الطلة والروح
بعينين حالمتين بالدنيا التي يقرأها

ثم مرت ليلة وراء ليلة
وفي إحدى الليالي
وبطريقة ما
احترقت في قلبه الرغبة
وصارت الدنيا لاذعة الطعم
مثقلة للمعدة والقلب
لم يعد يرغب فيها
لكنه يمضي
و ما ثقل المضي
وما عاد في قدميك فرص أخرى
وهكذا مرت ليلة وراء ليلة
وهو يحجل في الطرق
يسرق قوته من الأمل
الذي يأبى أن ينزعه من نفسه
رغم استسلامه
لكون الدنيا دنيا بلا رأفة
لم يتشارك الألم ولا الأمل
و بجسارة يأبى أن يشق حجر عينيه
وإن كان يهبط في الليالي الوحيدة

ثم تمر ليلة وراء ليلة
وهم لا يعرفونه
ويخشى أن يموت
وكتفه العاري لا ينمو
ويخشى أن يموت
ولا يحزن عليه أحد كما ينبغي
و يخشى أن يموت
ولا يقلق أحد لاختفاءه

ثم تمر ليلة وراء ليلة
لا رغبة له في الدنيا
ولكن له رغبة بأن يمضيها معك.

"الحقيقة غير المعلومة عن الفتى الذي يعلم"

ما في يدي
غير ما في يدي
وما في قلبي
غير خوفي
ويدي لا تمسك القلم
والقلم لا يخط الحروف
بل ينسكب الحبر منه
بلا رأفة

عيني لا تحارب الدنيا
بل تغض البصر
يعتصرها الجفاف
وأدعو بألا يكون منبعها يابسًا

يدي لا تمتد
ولا تشتد
وتكره الشدة
واللين المفرط
وتتألم
وتتوحش
ولا تحب فروقات الأصابع

وقلبي
لا ينبض بسرعة عند اللهفة
ولا ينبض ببطء في الهدوء
ولا يملك نظام نبض ثابت ولا مضطرب
و أشك في نبضه
لكنه يقلق فيزوره برد
ويأنس فتزوره حرارة
و يحب فلا نمتلك ماءً لإخماده
و خبروني
أنه جماعي الاشتعال
فردي الخمد
و لا أذكر طريقة

أما ساقي
فضحلة في الطريق
ترتعد و تتعرق
و تأبى المضي
وتأبى الوقوف
وعندما أزور قلبي
تأبى أن تكون قدمي

وجناحي
خيالي
ورغم أنه خيالي
لم تنبت فيه ريشة
لكني أطير أحيانًا
بخفة العصفور
عندما عثر على سربه

ولساني
يتحرى التكتم
ويبرع في حلو الكلام
تنبت في آخره زهرة
فواحتها بباب واحد
للخارج.

وفمي مطبق كالسد
في جوفي بحيرة كلام
لا تنزلق منه قطرة
أسناني تصطك وتبتسم
وتخفي في قلبي بحر هائج

ووجهي
صلب
لطيف
يستطيع
الصمود
و البلادة
ولا يستطيع
أيًا من ذلك
عندما يكون وحده.

فما في يدي
غير ما في يدي
وما في قلبي
غير خوفي
وما في عيني
غير أرقي
وما في يدي
غير برودتها

وما فيني
غير البحث عنك.

- وجبة خوف موزعة بالتساوي

4-06-2024

ولقد علمت
أني أَمُرُّ
من باب القدر
فلم أجزع

مساء صغير على قرية مهملة
وعينان نائمتان
أعود ثلاثين عامًا
وخمس حروب
وأشهد أن الزمان يخبئ لي سنبلة

يغني المغني
عن النار والغرباء
وكان المساء مساء
وكان المغني يغني
ويستجوبونه
لماذا تغني ؟؟
يرد عليهم
لأني أغني
وقد فتَّشوا صدرَهُ
فلم يجدوا غير قلبهْ
وقد فتشوا قلبَهُ
فلم يجدوا غير شعبهْ
وقد فتَّشوا صوتَهُ
فلم يجدوا غير حزنهْ
وقد فتَّشوا حزنَهُ
فلم يجدوا غير سجنهْ
وقد فتَّشوا سجنَهْ
فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود

محمود درويش

""اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ". . وهل في أكثر من طغيان إنه يدعي إنه هو رب!

"فَقُولَا لَهُ".. مع إنه طغى، وربنا اللي بيقول إنه هو طغى، أنت تقول طغى على قدك، لكـن ربنا يقول طغى دي مسألة كبيرة أوي. .

"فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا". . الله! قولا له قولًا لينًا! آه، لازم تديله فُسحة علشـان يشوف حججك، إنما إن قرصت عليه يقف أمامك فلا تكون هناك فرصة لإلقاء الحجج والآيات .
.
النصح ثقيل، فلا ترسله جبلًا، ولا تجعله جدلًا. .
ولا تجمع على المنصوح إنك تخرجه مما ألف بما يكره!
لازم تخرجه مما ألف وأحب مش باللي يكرهه، ولذلك الحق يقول:
"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ"
ليه؟
لإنك بتخلع واحد عما اعتاد،
بتخلع واحد عما ألف. .
بتخلع واحد من حرية الاستهتار بالشهوات إلى تقييد بالمنهج. .
فدي حاجة يكرهها. .
ومادامت حاجة يكرهها، اديهاله بلطف!

ده الطب تنبه للحكاية دي. . كان زمان الدواء مر وشغلانة، المرضى يهربوا منه، طلع برشام بقى، منطقة المذاق اللي في اللسان يتم تجاوزها، فيقل الطعم ويدخل بغير مرارة. .

"فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ"
لعله: دي رجاء. .
تقول لعل فلان ييجي بتتمنى إنه ييجي. .
طب ما ربنا عارف إنه مش هيتذكر! وإنه هيموت غرقان! وإنه هيموت كافر! وإنه هتكون شورته سودة!

قاله: ادخل عليه، لا دخول اليائس إنه لن يفعل، إنما دخول المتأمل إنه ممكن يهتدي. . إنما لما تدخل عليه وأنت عارف النتيجة! مش هيكون في طاقة لده، وده كله ليه؟ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ"

أحمد ياسر

القدم لا تعرف غير الخطو
و اليد
لا تعرف إلا أن تجذب
وإذا توقفت فقدماك لا تعمل
وإذا أفلت فيداك مهملة
أما القلب فيعرف
كيف يحب ويكره.

"حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا "

- التوبة

أمي كما يقولون
دواء غير كل دواء
طعمه الحلو
الحضن الدَفِيء في كل يوم
ومرارته
شوكة أخط عليها.

‏خدت بنصيحة حد ما اعرفهوش
‏راكب معايا من بداية الخط
‏وخدت بالأسباب

‏قال لي: مسيرها تنتهي وتزول..
‏الشِدَّة والدنيا..
‏وأنتَ وأنا، والكمسري.. أخرتنا متر في متر
‏ومسيرنا نبقى تراب

‏كل إللي باقي من بني آدم..
‏سيرته ومسيرته..
‏وإللي يقولّك غير كده.. كدّاب

‏- الراوي