لعلي دفعتُ ثمنًا نفيسًا
لأني حُبيت بنزعةٍ كنزعةِ اليقظة
فبها أنوءُ وأغترب، وركنت لأن المتيقظين هُمُ الأشقياء في هذهِ العريضة، وتقل الهُوة ما أن يُدركوا أن من ضروبِ كيّ الفؤاد؛ إسقاط صورة طبيعية على واقع مليء بالثغور. الثغور تلائمنا أحيانًا…
لأن التسيير دقيق بدقةِ حكمةِ المُسيِّرِ.

تعالى رَبُنا خلق هذا الكائن بتناقضاته وتفاصيله الدقيقة وطريقة سير كُل ذرة فيه حتى وصل إلى روحه التي نفخها فيه جلّ وعلا.. وكُل هذا الإعجاز وهذه الدقائق دلّا على جلالة الخالق وكرامةِ المخلوق وعُلوِّ منزلته فبعد منتّه بالخلق سخر له الكون لينتفع به. الشاهد: أثار امتعاضي معنىً وبحثت عنه لشهر كامل علِّي أجد ما تستكن به نفسي من حقيقة توافق رأيي أو تخالفه كعادتي الأزلية.. الخطاب الاجتهادي الذي استهلّت بهِ نفوسنا منذ نعومة الأظافر يدفع المخلوق ليكون خيِّرًا محترمًا طائعًا تابعًا ولا يُعلمه كيف يتعامل مع الشرور التي جُبل عليها.. أو أبجديات الخلاف و وُسع تلك الدائرة، ويُعلمه كيف يحترم الآخر ولا يعلمه الحد الذي لا يقبل التجاوز فيه-بلا فجور-فيُستشكل على الإنسان بين ما لهُ من حقٍ محفوظ من ربه وما عليه من واجبات-وكأن الحياة لا تجمع النقيضين بمعنى؛ قد أكره منك شيء ولا أقبله بينما يعجبني آخر-حتى يذوب وينصهر آملًا أن يُحقق تلك الخيرية المزعومة وأنه بهذا الانصهار حقق تلك الشخصية الملائكية المُغنّى بها، فمن جبلة النفس أن تميل إلى الجور ثم تعود إلى العدل وتتذبذب في كل الأضداد والرمادية حتى يأتيها اليقين، وهذا الخطاب أظنه بعد بحث دل على كبرياء نُخلق به حتى نُهذبه فلا تقبل النفس ممن دونها "سنًا، علمًا، نسبًا.. " أي تعديل وإن أصاب! ومتى ما اجتمعت فيك تلك الثلاث الأخيرة حُق لك أن تُحشى بالأطناب ولا يُخالفك أحد.
-والكارثة الكبرى نسب نصف الحقيقة باعتبارها حقيقة كاملة في الدين. والله العليم المستعان.

صلّوا على خيرِ الوَرى وسلمُوا تسْليما ﷺ

"وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا"

"والقلب إذا صفا لمس التودّد في قلب العطيّة، وأدرك الولاء في كل وقفة، وأقرّ بالطيب فيما ينال، وأَكْبَر الخطوة التي أضافت لطريقه، ورعى اليد التي أقالت عثرته، ووقع بشعوره على نبل الغاية قبل جمال الوسيلة؛ وحدها الروح العَكِرة تزداد بكل هذا جدبًا كما تطفح البُور بالماء ولا تُنبت".

هذبْ مخاوفك لِئلا يلحقك كلُ الذي تخشاهُ!

الرغبة والزهد تناقضٌ حيّ
وكلاهما يُشكلان عندي هاجسًا خائرَ القوى!
وأرى أن الجَلَد على شيء يُجلي صدق الرغبةِ به.

الذي يبهجك بمغالاته إقبالًا، سيؤلمكَ بغلوِّه إدبارًا.

تآلُف الأرواح يُجلي بديع خلق الله للروح لمن تفكّر فيها.. يا الله كم يستوقفني الوِداد الذي يُكَنُّ لمن لا أعرفه أو النفور!
وسبحان من يُجلي بهما ماهيةُ روحي وصِبغتها.