#إضاءات_مسلكية
للأفكار التي تحمل الغُلوَّ -بأنواعه- بريقٌ في عيون كثير من الشباب وعقولهم، وذلك لصفات توجد فيهم غالبا كالجهل والاندفاع وقلة الخبرة، مما يجعل تلك الأفكار مناسبة لهواهم وسادّةً لبعض جوانب النقص النفسية التي قد توجد في تلك الفترة.
ولذلك كان من أبرز الصفات التي وصف بها النبي ﷺ الخوارج أنهم (حدثاء الأسنان).. (سفهاء الأحلام) فحداثة السنّ مع قلة الخبرة مظنة لوقوع الشباب ضحية للغلو، سواء أكان غلوا في التكفير أم التبديع، أو غلوا في التعصب لبعض التيارات العقدية، أو الانتماء إلى بعض التيارات السياسية أو العلمانية.
ومن أسوأ ما يحصل للشاب في هذه الفترة أن يتشرب أفكارا يكفّر من خلالها عموم المسلمين، أو يبدعهم، أو يطعن في عموم علماء الأمة ودعاتها، ويتعود على شيطنة المخالف من المسلمين وبغضه من كل وجه، ويهجر الطريقة الشرعية التي فيها إنصاف المخالف، ومعرفة جوانب الصواب فيه، ومحبته لما فيه من موافقة للحق.
وهي حالة تُخلِّف في الغالب تشوّهات فكرية ونفسية مزمنة.. ولذلك فليحرص كل ولي أمر على ترسيخ ثوابت الإسلام الصحيحة في قلوب أولاده، مع تعليمه -شيئا فشيئا- مساحات اللقاء والفراق مع المخالف في ضوء ثوابت الإسلام، وليحرص على إبعادهم عن الأجواء المشحونة بالغلو ومخالفة الشريعة والانشقاق عن جسد الأمة.
ومع أن هذا المسلك قد يعتريه شيء من الغموض لكثرة الدعاوى وأجواء الاستقطاب، ولكن الإنسان إذا جعل إمامَه في ذلك قطعيات الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهدي الأئمة، فهذا كفيل بتوضيح أكثر المسائل، وإزالة الضبابية بشكل كبير.

#وعد_بلفور كان فكرة مجنونة وغير مقبولة عند كثير من العرب والمسلمين في البداية، ولكن مع مرور الوقت والعمل الدؤوب من قِبَل أصحاب الفكرة صار أمرا واقعا…
مع وجود اختلافات عديدة في الظروف والأسباب حاليا فإنه من الخطأ الكبير عدم التعامل بجدية مع كلام ترمب.. العديد من الدول استطاعت بمفردها أن تدفعه إلى مراجعة قرارات أخرى مجنونة، ولكن الجنون إذا لم يجد أمامه حق يدفعه فإنه يتحول إلى واقع، وما فكّر ترمب في هذا "الحلّ" إلا بسبب ما رآه من تخاذل الأنظمة العربية وضعفها، ومع ذلك فهي قادرة -حفاظا على مصالحها- على إفشال كلامه بالموقف الموحّد الواضح، بل وقد لا يكون لذلك تكاليف باهظة.
مثل هذا الموقف يذكرنا بأهمية وجود مواقف واضحة موحّدة حول القضايا المصيرية للأمة، وبأهمية أن لا نجعل الخلافات والمصالح المحدودة مانعا من الحفاظ على قضايا الأمة وتحقيق مصالحها العليا.

#طبائع_الاستبداد
النقد وإبداء وجهات النظر في مجالها السياسي حق لا يُحجَر عليه.. ولكن من المهم هنا التفريق بين من يفعل ذلك بحق وحرص ونصيحة، وبين من لا تفرق بين كلامه وبين كلام المتحدثين باسم العدو.. وكثير من الذين يرددون سرديات الاستعمار البالية -بألسنة حداد- إنما يدفعهم التعصّب المذموم لحزب أو جماعة أو اتجاه دولي معين، أو الشعور بالنقص، أو فقدان الخطاب البديل.. وهم بعد ذلك يصبغون ذلك الكلام بالصبغة التي ينتحلونها؛ من ثقافة أو سياسة أو دين.. وكلهم لو فتّشت في مواقفهم من أحداث أخرى حدث فيها ابتلاء وقتل ومعارك لها صلة بمتبوعيهم لوجدتّهم مرددين شعاراتِ التضحية والوطنية، أو الدفاع عن بيضة الدين والسنة.
والعاصم هنا: الانطلاق من كونك صاحب حق، لا من كونك "محايدا"، ولا مصطفا مع العدو.. عندها ستختلف النظرة، ويعتدل الميزان…

#طبائع_الاستبداد
من المطالب المركزية عند كثير من علمانيي العرب لتحصيل "الحضارة": تغييب خصومهم من الداعين إلى نشر ثقافة المسلمين وتحكيم الشريعة، من خلال الشيطنة أو القتل أو السجن أو تشويه الصورة كما في المسلسلات ونحوها…
والسبب في ذلك أن هذا العلماني يعلم أنه بدون ذلك القمع والاستبداد "ما بسوى بصلة"، وأنه لو خُلّيت ساحات النقاش الحر -دون قمع- لما استقام لهم خطاب، ولظهر للناس أنهم "وكلاء توزيع" لجزء معين من الحالة الغربية، لا حمَلَة همّ أمة يَسْعوْن إلى خلاصها.

#طبائع_الاستبداد
لا يستقيم حال مجتمع لا تكون عوامل تماسكه نابعة من داخله؛ من خلال وجود كيانات صالحة، وأصوات مؤثرة ناصحة، ومقدرات مفيدة لعموم الناس… ومن أخطر ما يتعرض له أي مجتمع أن يصنعوا أو يقوم عليهم طاغية يستبد بالأمور شيئا فشيئا، ويدمّر عوامل التماسك والاستقرار، ويجعل كل ذلك مرتبطا به وبحاشيته.. هذا التدمير الممنهج للمجتمع هو مفسدة عظيمة، ذات أثر ممتد، يظهر في الغلاء والفقر، والظلم والقتل، والتضليل والتجهيل.. إلى أن يصل إلى أن يكون الوطن لقمة سائغة لأي محتل خارجي.
ومن أحسن ما يجمل ذلك قول أبي طالب في لاميته:
وكنّا بخير قبل تسويد معشرٍ * همُ ذبحونا بالمُدى والمَغاوِل

#طبائع_الاستبداد
شهود هلاك الطاغية في الدنيا من النعيم المُعَجّل للمظلوم.. ولكن المؤمن يعلم أنه إن لم يرَ ذلك في الدنيا فإن عقوبة الطاغية في الآخرة أشدّ وأمرّ.. فلا مفرّ لطاغية في ملك الله تعالى الواحد الجبار…
﴿وَأَغرَقنا آلَ فِرعَونَ وَأَنتُم تَنظُرونَ﴾ … ﴿سَيُهزَمُ الجَمعُ وَيُوَلّونَ الدُّبُرَ . بَلِ السّاعَةُ مَوعِدُهُم وَالسّاعَةُ أَدهى وَأَمَرُّ﴾
اللهم عجّل بهلاك القريب والبعيد منهم.. وعجّل بهلاك سحرتهم وكهنتهم!

#تدبّر
#منهاج_السنة
﴿الم ۝ غُلِبَتِ الرّومُ ۝ في أَدنَى الأَرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبونَ ۝ في بِضعِ سِنينَ لِلَّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنونَ ۝ بِنَصرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الرَّحيمُ﴾ [الروم: ١-٥]
في هذه الآيات أمران مهمان في مقام التوازن في المواقف.. فقد جعلت الآيات الفرحَ بانتصار طائفة كافرة على طائفة كافرة أخرى ولكنها أقل كفرا، جعلت ذلك من صفات المؤمنين، بل جعلته نصرا من الله تعالى.. وهذا قائم على أن المعيار الذي يحتكم إليه المسلم في مثل هذه المواقف معيار شرعي؛ الأصل أن يقدِّم فيه في المعاداة من هو أشدّ كفرا.
فالمعيار هنا ليس عاطفيا، ولذلك فليس واردا هنا أن يقول قائل: (كيف نفرح بانتصار الروم وهم مشركون؟) فالفرح ليس لأنهم مشركون بل لأنهم أقل كفرا.
كما أن هذا الموقف المتوازن يرشدنا إلى أن حكمنا على أمر واقع، يختلف عن ما ننشده ونتمناه، فلا يقال هنا: (لا نفرح لأي من الطرفين لأنهما كافران، بل نفرح لفوز المؤمنين فقط)؛ لأننا نتعامل هنا مع أمر واقع يتقاتل فيه طرفان كافران، ونريد معرفة الموقف الإيمانيّ من ذلك.
وهذا الموقف الإيماني المتوازن يجمع بين سعة الأفق والثبات على العقيدة.

فإذا كان هذا الموقف يُستحضر بين الكفار إذا اقتتلوا، فكيف إذا كان القتال بين طائفة مسلمة مبتدعة كالرافضة، وبين كفار أصليين.. وليس من المقبول هنا إطلاق القول بأن الرافضة شر من أهل الكتاب من كل وجه؛ ومن ذكَر مثل هذه الكلمة من العلماء فكلامه قائم على نسبية هذه المسألة، فقد تكون طائفة معينة شرا من الكفار في بعض الجوانب وإن كانت مسلمة.. ولكن الحكم عليها بالإسلام يمنع تفضيل الكفار عليها مطلقا.
وأكثر العلماء على عدم تعميم حكم الكفر على الرافضة بأعيانهم، وإن كانت فيهم مقالات كفرية، وقوم ممن تحققت ردتهم.. والذي يؤخذ من مجموع تعامل كثير ممن أطلق القول بكفر الرافضة: أنهم يقصدون وجود الكفر في جملة من اعتقادات الرافضة، لا أن كل واحد منهم كافر، كما أطلقوا القول في الجهمية وغيرهم.. ولذلك فالتعامل معهم عموما يكون بناء على أنهم طائفة مسلمة مبتدعة.
وفي ذلك يقول ابن تيمية في كلام عادل منصف: "وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين -من الرافضة والجهمية وغيرهم- إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير، وانتفعوا بذلك، وصاروا مسلمين مبتدعين، وهو خير من أن يكونوا كفارا" (مجموع الفتاوى ١٣/ ٩٦).
ويقول: "والإمامية الاثنا عشرية خير منهم [أي: الإسماعيلية] بكثير، فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنًا وظاهرًا، ليسوا زنادقة منافقين، لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءَهم، وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقةٌ مُنافقون، وأمَّا عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون مسلمين". (منهاج السنة النبوية (٢/ ٤٥٢، ٤٥٣).
وقد ابتعد عن هذا التوازن في هذا الوقت طوائف من الناس؛ منهم غلاة التبديع -والذين كانوا بعمومهم يصرحون بعدم تكفير الرافضة بأعيانهم قبل هذه الأحداث!-، ومنهم غلاة التكفير، ومنهم قوم ميّعوا العقيدة وظنوا أن منع بيان الانحراف العقدي للرافضة يؤدي إلى وحدة الأمة.
والمراد هنا الكلام في حكم المسألة من حيث هي، والإشارة إلى الموقف العدل الذي يجمع بين الثبات على العقيدة والتعامل المتزن مع الواقع، وأما ما يتعلق بذلك من تطبيقات سياسية فإنها مسألة اجتهادية يراعى فيها الخلاف من حيث الأصل، ما لم يصل الأمر إلى ارتكاب محذور شرعي كموالاة الكفار، أو الدفاع عن الجهات الخائنة المطبعة.

#طبائع_الاستبداد
مع كل ما نمرّ به من أحداث موجعة كشفت -من جملة ما كشفته- حقيقةَ دول الغرب وثقافتهم، وأنهم لا يفعلون لنا الخير ولا يريدونه لنا.. إلا أنه لا تزال فئةٌ منتفعةٌ مصرّةً على الارتباط بالكيانات الغربية العلمانية، من خلال مواصلة ما كانت تفعله قبلا من محاربة لقيم الفضيلة، وفرض لثقافة الغرب، ومحاولة تغيير ثقافة الناس، وإزالة الحواجز بينهم وبين الفواحش وما يقرب إليها، تحت شعارات المشاركة والتمكين والتعليم.
والأصل أن لا تزيد هذه الأحداث حالَهم إلا وضوحا بالنسبة لنا؛ فهم أداة من أدوات تمكين الا حتلا ل لا تمكين المستضعفين، شعروا بذلك أم لم يشعروا .. فلنقاطع ثقافتهم ونشاطاتهم وفسادهم.

#منهاج_السنة
يعتمد الإثنا عشرية في جملة من عقائدهم ومواقفهم على حالة من الشحن العاطفي ضد عموم أهل السنة.. وخلاصة هذه "المظلومية" تعود إلى ادعائهم أن آل البيت وأتباعهم تعرضوا للظلم من قِبَل أهل السنة، وأن هذا "المظلوم" له الحق في الانتقام في كل وقت؛ لأن مجرد كون الإنسان من أهل السنة فهذا يعني -عندهم- أنه مشارك في هذا الظلم.
لقد نجح الإثنا عشرية في إنشاء سرديات تاريخية مفعمة بالعواطف، اعتمدوا فيها إما على روايات مكذوبة، أو تفسير منحاز لأحداث صحيحة، أو زيادات مكذوبة على أحداث صحيحة.
ولم يقتصر دور هذه الروايات عندهم على كونها روايات تاريخية، بل إنهم ضخموا دورها إلى أن تكون محدّدا لمواقفهم العقدية والسياسية، ووقودا لشحن الأتباع وتجييشهم، حتى إنه يمكن القول إن تلك "المظلوميات" صارت كالمظلة التي تهيمن على حالتهم الفكرية. ولذلك فهم حريصون على الاستحضار الدائم لتلك السرديات في الذكريات المتعلقة بها، وفي كل مناسبة.
ومن أهم ما ترتب على تلك السرديات التاريخية الباطلة: موقفهم من عموم الصحابة رضي الله عنهم؛ فإنهم افترضوا أن الصحابة ظلموا آل البيت في مواقف عدة؛ فادّعوا -مثلا- أن عليا رضي الله عنه كان أحق بالإمامة، وأن الصحابة سلبوه ذلك الحق، وأنهم ناصبوا أهل البيت العداء وآذوهم في مواقف عدة، معتمدين في ذلك إما على اختلاق أحداث أو تفسير منحاز لأخرى.
ومن ذلك أيضا: تعاملهم المتطرف مع بعض الأحداث السياسية من خلال تحميل عموم أهل السنة مسؤوليتها، كما في موقفهم من قصة استشهاد الحسين رضي الله عنه؛ فإنهم يصفون عموم أهل السنة بـ"اليزيديين"، مع أن أهل السنة ينكرون على يزيد أفعاله الباطلة، وما حصل في عهده من استباحة للمدينة، وقتل الحسين رضي الله عنه.
بل إنهم عمموا تلك النظرة الظالمة وقسموا الناس إلى "حسينيين" و"يزيديين"؛ فمن كان معهم في عقيدتهم فهو "حسيني؛" يقف ضد الظلم، ومن كان ضدهم في عقيدتهم فهو "يزيدي" ظالم، وامتدّت هذه "المتلازمة" العاطفية إلى هذا الزمان، مستغلين بذلك خيانة الأنظمة العربية وتخاذلها عن نصرة الدين والمظلومين، مع أن الواقع أن هذه الأنظمة كلها ليس فيها نظام يمثل أهل السنة، بل ولا يمثل القيم الأخلاقية في أدنى صورها، ومع أن الإثنا عشرية ظلموا أهل السنة وقتلوا النساء والأطفال في سوريا.
ومع ذلك كله لا يفتؤون يذرفون الدموع وينوحون على "مظلومية" أهل البيت.
هذا هو الغالب والأصل في استعمال الإثنا عشرية لمسألة "المظلومية"، وأما ما نراه من استعمال لها في مواجهة الكفا ر فهو توسع في المصطلح، وتوظيف سياسي له.

إن التعلّق بنظرة معينة لبعض الوقائع التاريخية، وبهذه الطريقة المتشددة المتعصبة، هو أمر مخالف للشريعة؛ لما فيه من اختلاق معيار منحرف للظلم والعدل؛ فالظلم والعدل لا يمكن أن يكون معيارهما وقائع تاريخية معينة، فكيف لو كانت محرفة؟! كما أن الأصل محاكمة أفعال الناس جميعهم إلى الشريعة التي تحقق العدل وتنفي الظلم، وأما أن يعدّ الإنسان نفسه "مظلوما" دائما، وصاحب حق على خصومه جميعا لأنه ينتمي إلى مذهب معين، فهذا هو عين الظلم والبغي.
هذا فضلا عما نتج عن هذه الحالة من مواقف عقدية منحرفة، ومواقف سياسية طاعنة في عموم خلافة أهل السنة، ومنكرة لفضلها.
إن الاتزان في هذه المسائل في مبادئ أهل السنة من أسباب بُعد من التزم بها منهم عن الانحراف العقدي، ومن أسباب إنصافهم؛ فينظرون إلى الدولة الأموية -مثلا- على أن لها فضلا كبيرا في نشر الإسلام، وفتح البلاد، ومدافعة الكفار، ونشر العدل، ومع ذلك لا يرونها معصومة، ولا يرون خلفاءها معصومين، وينكرون ما وقع فيها من منكرات؛ من ظلم وقتل بغير حق، وفساد واستئثار بالأموال.. منطلقين في مواقفهم ومحاكتهم لأفعال الناس من الأدلة التشريعية الأصيلة، وليس من سرديات منسوجة من وحي الخيال.

#إضاءات_مسلكية
لا انفصال بين معرفة مذهب السلف وبين طلب أصول العلوم بالطريقة الصحيحة.. فمن زعم أنه يكتفي في العلم بالرجوع إلى بعض الكتب المسندة في العقيدة، مع ترك التدرج في علوم العقيدة والفقه واللغة والأصول والتمرس في قراءة كلام المفسرين والفقهاء وغيرهم، فلن يصل إلى درجة التأصيل العلمي الصحيح، بل سيظل في إطار السطحية في فهم العلوم، مع عسر في التفكير والفهم عموما.. فإن اجتمع مع ذلك غرور وقلة أدب مع العلماء وإقدام على الطعن في أهل الفضل، فنحن أمام كارثة، ولسنا أمام طالب علم يتعلّم منه، فضلا عن أن يقتحم مجال المناظرات والردود على المخالفين.
وهذه عاقبة من استخف بجهود الفقهاء والأصوليين والمفسرين بحجة أن فيها ما يخالف المعاني التي تعصّب لها بغير حق.. وهي طريقة كلّ مستسهل كسول؛ فبدل أن يعاني في التدرج وممارسة كلام العلماء فيعرف قدره، يقفز مباشرة إلى محاكمتهم والتعالي عليهم.