للزوج ضرب زوجة في أربع
مسائل فهاكها فاسمع وعِ

أولها صلاتها إن تركت
ثانيهما لزوجها إن منعت

ثالثها بتركها للزينة
فافهم لها فإنها ثمينة

رابعها خروجها من بيتها
بغير إذن زوجها يا ذا النهى

أفتى بذا مَن للعلوم حاوي
إمامنا وشيخنا النواوي

=

مرة كنت بكلم بنت في موضوع أحد الناس اللي أباح للمراة السفر بلا محرم مطلقا، فسألوه في التعليقات عن السفر للجامعة فقال: يجوز.

مع أن الشيخ صرح أن قوله ده لا يكاد يقول به مذهب، واستدل بابن تيمية وأشار أن ابن تيمية أجازه لسفر العبادة فقط، ثم هو بنفسه أباحها مطلقا بشرط أمان الطريق، دي فتوى الشيخ نفسه ولا يكاد يقول بها كبير أحد.

فقلت للبنت ساعتها: احنا حالنا بقى عجيب جدا.

احنا بقينا قدام شخص يقول لك:

"أنا هاكل الخنزير يعني هاكله، مش عاوز أسمع منك اعتراض، قل لي بس يجوز أني أشرب جنبه كاسة خمرة ولا لا؟"

فأنت خلاص مش هتقول له أن الخنزير حرام أصلا، أنت تضطر تدور له على حكم الخمر بس.

قدامنا امرأة قاعدة مع بوكيه ورد في مكان مختلط فيه رجال ونساء، واحنا مضطرين نسكت لأن ده العادي أصلا، احنا بقينا بندور على حكم أن يدها تتكشف بس، ونمدح عفتها وقد ايه هي جميلة عشان سترت يديها.
هي فعلا جزاها الله خيرا، بس مش شيء يستحق الفخر، كأني جبت اثنين من مائدة عليها لحم خنزير وأمدح واحد منهم عشان مرضاش يشرب الخمر جنبه.

وده كثير جدا في زماننا، زي أننا نفتخر بلاعبة جامباز محجبة (حاطة قماشة على راسها) عشان هي أحسن من غيرها.
أو بممثل يرفض لمس النساء بغض النظر عن باقي البلاوي عشان هو أحسن من غيره...

قال ﷺ: "والذي نفسي بيدِه لا تَفنى هذه الأمةُ حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترِشُها في الطريقِ. فيكون خيارُهم يومئذٍ من يقولٌ: لو واريتَها وراءَ هذا الحائطِ."

خلاص مافيش حد يقدر يتكلم عن العلاقة المحرمة اللي بينهم، كل اللي في بالنا أنه مايعملش كدة قدام الناس بس.

من ضمن حجج الناس لرفض الزواج المبكر المعيار الغريب الذي يضعونه، وهو معيار عايم جدا غير مفهوم تماما.

قولهم أن الإنسان يجب أن يكون جاهزا للزواج "نفسيا" أو "ذهنيا" أو ما شباهها من العبارات.

المهم تعمدت أن أسأل قريبتي المتزوجة من عمر 17 وصار لها 10 سنين متزوجة، فأحكي مختصر كلامها بأسلوبي :

تزوجت في السابعة عشرة من عمري، وكنت سابقا أعلم أني يجب أن اتزوج في هذا السن تقريبا، حيث جميع أخواتي تزوجن في هذا السن تقريبا.

لو سألتني هل كنت "عاقلة" أو "واعية" أو "جاهزة نفسيا" أو غيرها من العبارات الفضفاضة التي يشعر الواحد منها أنها يجب أن تتزوج وهي بنفس حكمة وعقلية الزوجة التي صار لها 20 سنة متزوجة، فأقول قطعا : لا.

الزواج هو الذي جعلني جاهزة له "نفسيا" و "ذهنيا" وغيرها من العبارات العايمة.

تجربة الزواج ومعايشة المشاكل والصعوبات ومساعدة الأم هي التي أهلتني للزواج "نفسيا".

الناس كلهم يدخلون أبناءهم المدارس من سن معين دون النظر هل هذا الطفل تحديدا جاهز للمدرسة "نفسيا" و "ذهنيا" لمجرد أن الجميع يفعل ذلك.

والجميع يدخل الجامعات بغض النظر ها هو جاهز "نفسيا" للجامعة أم لا، لكن الكل لما يدخل في شيء يتعلم ويتأهل لذلك.

الزواج كذلك يجب أن نفهم ما معنى كون الشخص جاهز للزواج "نفسيا" و"عقليا" وغيرها من العبارت؟

هل كان الناس قبل ذلك جاهزين للزواج "نفسيا" و"عقليا" من العاشرة والحادية عشر مثلا؟ ورغم ذلك كانوا يتزوجون ويبنون أسرا أفضل من "الجاهزين نفسيا" اليوم.

حتى من كانت بعقلية الطفلة إذا تزوجت وتحملت المسؤولية ووجدت دعما وإرشادا من أمها فإن التجارب تعلمها وتؤهلها للزواج. ولا يجب أن تكون جاهزة 100% للزواج.

وريما بعض المتزوجات اللواتي يبلغن الخمسين لسن جاهزات للزواج، ولو عشن الدهر كله لن يجهزن له.

الزوج والزوجة كلاهما يساعدان بعضهم بعضا، والأم الحكيمة تساعد ابنتها، والأب الحكيم يساعد ابنه، ويرشده.
وكم رأينا فتيات يبدو عليهن عدم الأهلية ثم لما تتزوج تجدها بعد شهرين تحولت لشخص آخر.

الزواج سنة الحياة، ومرحلة من مراحل العمر، والله عز وجل لم يدع في الشباب شهوة ثم نمنعهم من إشباعها في الحلال لمجرد أننا نرى أنهما غير جاهزين للزوج. رغم أن عدم الجاهزية هذه لا تعرف قبل الزواج.

رب فتاة تحب المزاح والمرح وتجدها تافهة، لكن هذا لا يتعارض مع كونها لو تزوجت لتأقلمت، فالمرج وخفة العقل ليس مانعا من الزواج ولا ينقص من أهليتها له.

هذا لا يعني أن ليس هناك أي نوع من الجاهزية، لكنها ليس بتلك الصورة التي يصورونها لك.

هل كانت عائشة - رضي الله عنها - جاهزة "نفسيا" عند الزواج؟

هي بنفسها حكت أنها كانت تلعب مع البنات لما جاءت أمها وجهزتها للزواج، وما كان عندها علم أصلا، ثم وهي متزوجة كانت تلعب بألعاب على شكل الأحصنة مع البنات.

كانت تقصر في شغل البيت والعجن لصغر سنها، كسرت صحنا غيرة منها، وتفاهم النبي ﷺ فعلها لصغر سنها.

فما هي جاهزية للزواج "نفسيا" التي يريدونها؟

لماذا فرق النبي ﷺ بين إذن الثيب والبكر في الزواج؟

لماذا ما جعل الفرق في السن؟
لماذا اختلفوا في إجبار البكر على الزواج، ولم يختلفوا في الثيب أنها لا تكره على الزواج؟

لأن الخبرة الحقيقية لا تكتسب بالسن بقدر ما تكتسب بالخبرة في الحياة الزوجية، فصاحبة العشرين التي تزوجت وطلقت، وعيها بالزواج أكثر من الثلاثينية التي لم تتزوج قط.

لا يوجد شيء اسمه سر المطاعم، والمكون السري، وأسرار تخفيها عنك المطاعم، أغلب هذا دعايات للمقاطع.

صاحب الخلطة السرية للدجاج الكتاكي قال أن الخلطة ليس لها أي سر ومكوناتها في كل بيت، لكن السر هو في المقادير والنسبة فقط.

السر كله في اتباع الخطوات وعدم تجاهل ما يبدو لك تافها وغير مؤثر، لأنه في الآخر هذا هو اللي يطلع مؤثر.

الوصفة تقول: اعجني 10 دقائق، وأنت تخلطين المكونات وتعجنين ربع دقيقة وتستغربين لماذا لم تنجح الوصفة.

قالوا لك: 180 درجة مئوية، فقلت: 200 أحسن.

الوصفة تقول: دقيق عالي البروتين، وتقولين: عندي 8 جرام ينفع.

قالوا لك: سخني الفرن قبلا. قلت: كله محصل بعضه ووضعته في فرن بارد.

قالوا لك: اتركيها ترتاح 10 دقائق، قلت: مستعجلة، دقيقتان تكفي.

قالوا لك: درجة حرارة الزيت 160، قلت: 200 أسرع.

قالوا لك: كريمة الخفق تبرد قبل الخفق، قلت: وهل تشعر الكريمة بالبرودة؟

وهكذا بتجاهل خطوات مهمة تفسد الوصفة.

المطاعم لا تتساهل في هذه الخطوات، خاصة المحترفين لا يتحركون إلا بترمومتر، وكل شيء عندهم بالدقيقة ودرجات الحرارة مضبوطة.

انتشرت عدة مقاطع لشبّان في الشام تم القبض عليهم وهم يتحرشون بالنساء "لفظيا" ، فكان عقابهم التشهير أمام الناس وهم ينادون: كنت عم لطّش بنت.

الآن نحن جميعا متفقون على وجوب معاقبة أمثال هؤلاء، ولا خلاف على ذلك؛ أما مسألة معاقبتهم بهذه الطريقة فمحلّها البحث الفقهي.

ولكن السؤال:

لماذا لا يتم معاقبة النساء اللواتي يخرجن بلباس قصير ملفت مثلا؟!

فإن قال قائل: وما وجه الشبه بين الحالتين حتى تطالب بالعقاب؟ هذا تحرش بامرأة وتعدى عليها لفظيا؛ أما التي تلبس ثيابا قصيرة فهي لم تتعدَ على أحد!

قلت: بل هي متعدية، وتعديها أكبر ضررا وأوسع نطاقا من المتحرش!

فإن كان المتحرش لفظيا يتعدى بلسانه، فهذه المرأة تتعدى بكامل بدنها؛ إذ أنها تتعدى على أبصار الرجال بإظهار مفاتن جسدها!

فإن قال قائل: فليشيحوا بوجوههم عنها حتى لا ينظروا إليها.

قلنا له: قل للنساء نفس الكلام بأن لا يعرن أسماعهن لكلام هؤلاء المتحرشين!

فإن قال آخر: ولكن من الرجال من لا يتضايق من هذا؛ بل يحبه.

قلنا له: وكذا من النساء من يعجبها معاكسة الرجال لها باعترافهن؛ يتمنعن وهن راغبات!

فمن أي زواية نظرت إلى الأمر لن تقدر على التفريق بين المتحرش بلسانه ويده، والمتحرشة بكامل بدنها من خلال ثيابها القصيرة وتزيّنها!

أغلب البيوت العربية العادية تدلل الفتاة في بعض الأمور أكثر من الولد.

بيتنا مثلا كان أخي إذا أراد شيئا من الحلويات أو المقرمشات جاء إلى البنات يطلب منهن أن يطلبنه من أبي، ويعلم أنه لا يرفض لهن طلبا، وأغلب البيوت كذلك تدلل الفتاة من هذه الناحية.

لم نسمع أن رجلا اعترض على هذا، وشعر بشيء من النقص بسبب تفضيل أخته عليه في بعض الأمور.

الحركة النسوية كبرت إحساس المظلومية عند البنات وجعلتهن ينسون أن أغلب الأباء يدللون بناتهن ويحبونهن.

قريبا سندخل في موسم : يا شيخ علي قضاء شهرين ولم أذكر ذلك إلا ليلة رؤية هلال رمضان، ماذا أفعل؟

أذكر كل من كان عليه قضاء أن يسارع ويقضي صومه ولا يؤجله إلى آخر لحظة.

في مطاردة سيارات في فيلم أو مسلسل أكشن يستمر البطل في الهروب صانعاً الفوضى في الطرق...

سيارات تصطدم ببعضها خلفه.. بعضها ينفجر.. لكن هذا لا يهم.. البطل مازال بخير... إذن لا مشكلة!

لكن ماذا عمن ماتوا خلفه في سياراتهم.. أُسر فقدت عائلها.. شاب فقد مستقبله.. ربما بعض هذه السيارات بها نساء وأطفال ؟

المُشاهد لا يعرف هؤلاء.. إذن موتهم لا يؤذي مشاعره بأي شكل.. لقد تم ترويض المُشاهد بأن ينظر دائماً لزاوية واحدة.. لقطعة واحدة من الصورة الكاملة.. ولا يأبه لباقي الصورة..

كذلك في شخصيات الأبطال أنفسهم.. يقوم صانعوا الفيلم أو المسلسل بالتركيز على جانب معين في الشخصية.. جانب إنساني يجعلك تتعاطف معه وبالتالي تغض البصر عن تأثير باقي صفات الشخصية في الحياة.. فمثلاً..

الراقصة الجدعة... يتم التركيز على موقف مساعدتها للبطل الذي يتعاطف معه الجمهور.. ولا يتم النظر إلى أن طبيعة مهنتها التي تستعرض فيها جسدها لإثارة الشهوات تجعلها شخصية دنيئة النفس حقيرة... هي متعددة العلاقات مع بعض مرتادي الكازينو الذي تعمل فيه.. خرابة بيوت.. زانية بنسبة 99.99%
لكن المٌشاهد لا يرى سوى أنها .. جدعة! .. فهو أعور لا يرى سوى زاوية واحدة.. أو هو عبيط لا يفهم ولا يمكنه استنتاج الصورة الكاملة بنفسه.

------------

انتشر فيديو - حقيقي وليس تمثيل - منذ فترة يظهر فيه رجل يدخل يومياً لغرفة ابنته يطمئن عليها ويحضر لها العصير المفضل.. الفيديو يظهر جانب الأب الحاني في شخصية الرجل.. وهي مشاعر فطرية يملكها معظم الآباء نحو أبنائهم.. خاصة البنات.

يتضح لاحقاً من حساب الرجل عالفيسبوك أنه من المواطنين الشرفاء ويطالب الدولة في أحد منشوراته بأن تقوم بفصل وتشريد كل موظف يشتبه في علاقته بالإخوان.. هو فعلياً يريد تشريد عوائل آلاف الأسر بدافع خلاف سياسي.. بل بمجرد الشبهة.. هل هذا الرجل أب حاني عطوف أم شخص أناني عدواني لا يهمه تشريد الآلاف؟؟

الإجابة هي أن الصورة الكاملة تقول أنه كلاهما... ولا تعارض هنا.. فالإنسان يمكن أن يكون طيب عطوف كريم لطيف مع أحبابه.. ويكون ظالم مجرم مفتري مع من يختلف معهم.

المضحك هنا هو أن صانعي الأفلام والمسلسلات عندنا.. عندما يقدمون شخصية "المتدين" أو "الإرهابي" .. يقدمونه متشدد عنيف مع الجميع حتى مع أطفاله.. لماذا؟.. لأنهم يخاطبون مُشاهد أعور أو عبيط!

منقول

الوجه الثاني والثمانون:

أنه حرم الشياع، وهو المفاخرة بالجماع؛ لأنه ذريعة إلى تحريك النفوس والتشبه، وقد لا يكون عند الرجل من يغنيه من الحلال فيتخطى إلى الحرام.
ومن هذا كان المجاهرون خارجين من عافية الله، وهم المتحدثون بما فعلوه من المعاصي؛ فإن السامع تتحرك نفسه إلى التشبه، وفي ذلك من الفساد المنتشر ما لا يعلمه إلا الله.
--------
ص122 - كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين ط العلمية - فصل الأدلة على المنع من فعل ما يؤدي إلى الحرام -

هذا لعمري غلو مفرط، وأنبه قبل الشروع في المقصود: أنه لا مشكلة عندي في المنع من النظر في صورهم (فغض البصر واجب شرعا فكيف يسمح بالنظر للصور)، ولكن الأخ يمنع حتى من سماع الصوتيات!

وهذا من أعجب العجب، فلم يزل نساء المسلمين يذهبون للمساجد، ويسمعون كلام الخطيب في يوم الجمعة وغيره، ولم يمنعهن أحد من عقلاء المسلمين وعلمائهم بذريعة أنهن سيحبون الخطيب أكثر منهم!

وتخصيص الشباب (ولا أعرف ضابطه عنده، ولكن الكلام عن أهل العلم عموما) بالذكر لا وجه له، فالزواج كما هو جائز بالشباب فهو جائز فيمن هو فوقهم عمرا؛ فإن قيل أن الشهوة في الشباب أعظم، قيل: هذا لا ينضبط (فمن النساء من يفضلون من هو أكبر منهم -خاصة إن كان ما يجذبها هو العلم-).

والحياة ليست بهذه المثالية، فحتى لو قدرنا أن الزوج حسن الاعتقاد، فلن يكون عالما بكل ما تحتاج أن تتعلمه المرأة، فكيف لو كان الزوج نفسه جاهلا بما يجب عليه من حقوق الله -وهذا كثير في زماننا-؟ هل تعذر المرأة لو قصرت في طلب العلم بذريعة أن زوجها يغار عليها من سماع أصوات الرجال؟!
وهل يقال هذا في سماع تلاوات القرآن أيضا؟ أنها ستقول في نفسها -إذا سمعت تلاوة- "ليتني تزوجت بمقرئ عوضا عن زوجي هذا الذي لا يحسن حتى قراءة الفاتحة"؟!

والخلاصة: أن من يمنع نسائه من سماع دروس المشايخ فقد غلى وأسرف، وغيرته هذه من جنس الغيرة التي قال فيها النبي ﷺ: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».